الت دراسة إسرائيلية إن "التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة والعالم خلال العقد الأخير، غيّرت سلم أولويات الدول العربية المعتدلة بصورة أثرت على نظرتها تجاه إسرائيل، لأنها باتت ترى فيها شريكاً لمواجهة جملة تحديات إقليمية متلاحقة، تتمثل في النفوذ الإيراني المتزايد، وتنامي الجماعات الإسلامية المسلحة، وجهود تركيا بزعامة أردوغان، وزيادة الاضطرابات الداخلية لدوافع اقتصادية". واعتبرت الدراسة التي أعدَّها وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشي يعلون أن لدى تل أبيب "فرصة تاريخية لتطبيع علاقاتها مع الدول العربية المعتدلة"، كما وصفها، في ظل ما تشهده الآونة الأخيرة من اتساع شبكة المصالح المشتركة بين الجانبين. ولفتت الدراسة، وفقا ل"القدس العربي"، إلى حالة تلاقي المصالح التي نشأت بين إسرائيل ودول عربية بعد عام 2002 حيث جاءت المبادرة السعودية للسلام مع إسرائيل. وأكدت الدراسة أن "الدول العربية المعتدلة باتت تعترف بنشوء مصالح استراتيجية مع إسرائيل قابلها تراجع في الاهتمام بالقضية الفلسطينية من هذه الدول لصالح التحديات الناشئة، واعتبار إسرائيل خيارا واقعيا". وعن التقارب السعودي الإسرائيلي قالت الدراسة: إن "ذروة التقارب جاءت عقب حوار صحفي أدلى به الجنرال غادي آيزنكوت قائد الجيش الإسرائيلي إلى الصحافة السعودية في نوفمبر 2017، حول استعداد إسرائيل لتبادل المعلومات الأمنية والاستخبارية مع الدول العربية المعتدلة، وأن هناك جملة تفاهمات إسرائيلية سعودية في مواضيع معينة، الأمر الذي لم يكن ليحصل في سنوات سابقة". وأما العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية فتجد الدراسة أن السعودية بصدد الانتقال إلى مرحلة من الإصلاحات القائمة على الانتقال من الاقتصاد المعتمد على النفط، إلى اقتصاد قائم على المعرفة والخدمات المتطورة، لذا فإسرائيل الدولة المرشحة للقيام بهذا الدور في ظل قدراتها التكنولوجية الهائلة، وكل ذلك من شأنه الدفع بمسيرة التطبيع الإسرائيلي العربي، إذا ما تطرقنا إلى المعطيات الخاصة بالسياحة المتبادلة". كما نشأت علاقاتٌ اقتصادية مع الأردن من خلال توقيع اتفاق بقيمة عشرة مليارات دولار لتوفير الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى الأردن لمدة 15 عاماً، وفي فبراير الماضي 2018 وقعت إسرائيل أيضا اتفاقا شبيها مع مصر بقيمة 15 مليار دولار لتوفير الغاز ذاته لمدة عشر سنوات". كما قالت إن "المشاكل التي تعانيها دول المنطقة مثل التصحُّر والجفاف وندرة الموارد المائية، فمصر لديها نزاعات مع دول إفريقية حول تقاسم مياه النيل، وسوريا بدأت الصراعات تنشب فيها حول الأزمات المائية، وفي ظل الخبرة الإسرائيلية الواسعة في مجالات المياه والزراعة والأمن الغذائي، فإنها كفيلة بتقديم خدماتها لدول المنطقة المجاورة مما يعمل على استقرارها، وهي توفر للأردن والفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة كميات كبيرة من المياه المحلاة". وتؤكد الدراسة أن جميع المعطيات تشير إلى تغير جدي في خارطة المصالح الإقليمية، تحولت بموجبها إسرائيل من كونها جزءا من المشكلة، إلى عنصر أساسي في الحل لمواجهة تحديات المنطقة". وخلصت الدراسة في ختامها إلى القول: "رغم كل هذا التعاون، لكن الأنظمة العربية، تُبدي حذراً شديداً من إعلان تقاربها مع إسرائيل بسبب المعارضة الشعبية الواسعة، طالما أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يجد طريقه إلى الحل، لأن ذلك يُعدُّ خيانة للفلسطينيين، حتى إن مصر والأردن اللتين ترتبطان بعلاقات أمنية واستخبارية واتفاقيات سياسية، ما زالت تجد معارضة داخلية نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل".