مرّت عشرون سنة منذ أن صنعت فرنسا الحدث الكروي، كان ذلك في زمن زين الدين زيدان الذي قاد فرنسا للحصول على كأس العالم، وكاد يعيد الكرّة في سنة 2006 عندما نجح في إيصالها إلى الدور النهائي، لتعود إلى النهائي بعد أن سرقت على طريقتها تأهلا بقليل من الإبداع أمام منتخب بلجيكا الذي كان أحسن منتخب في الدورة.. ولكن التاريخ لا يعيد نفسه، ويبقى في كل مرة يذكرنا بسنوات خلت عندما احتضنت فرنسا سنة 1998 المونديال لثاني مرة، وفازت به لأول مرة، وتطمح الآن في روسيا بالحصول على ثاني تاج. حققت فرنسا شرف تنظيم فرنسا، بعد فوز تنظيمي على حساب المغرب ب 12 صوتا مقابل 7، وقدمت عشرة ملاعب من بينها تحفة سان دوني، الذي يتسع ل 80 ألف مناصر، وظهرت في الدور الأول رغبات المنتخبات القوية، فسيطر البرازيل على الفوج الأول، ولحقت به النرويج وخرجت اسكتلندا وخاصة المغرب بطريقة دراماتيكية، إذ في اللقاء الأخير كان تعادل البرازيل أمام النرويج يكفي لتأهل المغرب، ولكن البرازيل خسرت من ضربة جزاء خيالية منحها حكم أمريكي للنرويج، وخرج أحد أحسن منتخبات المغرب في تاريخها وربما أحسن من المنتخب المغربي الذي تألق في روسيا، وعزفت إيطاليا في فوجها منفردة ولحقت بها شيلي زامورانو على حساب النمسا والكامرون. وأكدت فرنسا قوتها وتبعتها الدانمارك، على حساب جنوب إفريقيا، وأيضا السعودية، التي تعادلت أمام جنوب إفريقيا، وخسرت بقية اللقاءات، وحققت نيجيريا مركزا أولا في الفوج الرابع متبوعة ببراغواي وخرجت إسبانيا الخاسرة بثلاثة مقابل هدفين أمام النسور الخضر رفقة بلغاريا من المنافسة، كما تواجدت هولندا والمكسيك سويا في الدور الثاني على حساب بلجيكا وكوريا الجنوبية، ولحقت بهما ألمانيا ويوغوسلافيا في فوج سادس كانت نكهته في اللقاء السياسي بين إيران وأمريكا الذي فازت به إيران بهدفين مقابل واحد، ولكن من دون تأهل، وخرجت تونس وكولومبيا من المنافسة، حيث اكتفت تونس بتعادل وحيد أمام رومانيا وخسارتين أمام كولومبيا وإنجلترا، وحققت الأرجنتين ثلاثة انتصارات ولحقتها كرواتيا مفاجأة الدورة، وكان خروج جامايكا واليابان من المنافسة منطقيا. وفي الدور الثاني لم تسجل مفاجأت، وشدت مواجهة الأرجنتين أمام انجلترا الأنظار بسبب بُعدها السياسي، ومنحت ضربات الترجيح التأهل للأرجنتين بعد ماراطون مثير انتهى بهدفين لكل منتخب، وتأهل الأقوياء هولنداوكرواتياوالبرازيلوالدانمارك وألمانيا وفرنساوإيطاليا من دون صعوبة، حيث خرجت نيجريا برباعية أمام الدانمارك مقابل هدف وحيد، أكد النفس القصير للنسور الخضر، وفي الربع النهائي شرب الفرنسيون المرّ بتعادل سلبي أمام إيطاليا، ولولا حظ ضربات الترجيح لخرج رفقاء زيدان من المنافسة، وفجرت كرواتيا مفاجأة من العيار الثقيل بسحقها لألمانيا، بثلاثية نظيفة، وشهد العالم مباراتين كبيرتين منحت أولاهما التأهل للبرازيل على حساب الدانمارك بهدفين مقابل واحد، ومنحت الثانية التأهل لهولندا بنفس النتيجة أمام الأرجنتين، ولم تصمد كرواتيا أمام فرنسا وخرجت من النصف النهائي بهدفين مقابل واحد وابتسمت ضربات الترجيح للبرازيل على حساب هولندا، التي لعبت مونديالا كبيرا من دون تاج، وبدا لاعبوها في اللقاء الترتيبي غير متحمسين فتركوا لرفقاء سوكير الذي فاز بلقب هداف الدورة بستة أهداف، هذا المركز الرمزي، بينما شكّل الظهور المحتشم للبرازيل في النهائي علامة استفهام ما زال لغزها لم يُحلّ لحد الآن بعد السقوط المدوي في النهائي أمام فرنسا بثلاثية لا أحد تصورها، سجل منها زيدان هدفين بالرأس، وأكمل الكرنفال المهاجم بيتي بهدف ثالث، وعجزت البرازيل عن تسجيل أي هدف. مرت عشرون سنة عن أول بلوغ لفرنسا مستوى نهائي كأس العالم، الفرنسيون تمنوا إعادة التاريخ لنفسه وهاهم في النهائي في انتظار أن يشربوا من الكأس مرة أخرى فكيف سيكون التاريخ يوم الأحد؟.