انتقل اللاعب الدولي الجزائري رياض محرز أخيرا إلى نادي مانشستر سيتي الإنجليزي قادماً من ليستر سيتي مقابل 60 مليون جنيه إسترليني (حوالي 70 مليون يورو) في صفقة تاريخية، حيث يعد اللاعب الأغلى في تاريخ "سيتي" وعلى المستوى العربي، إذ أعلن بطل انجلترا في الموسم الماضي عن إتمام الصفقة، بعد نجاح محرز في الفحوصات الطبية التي أجراها في مستشفى مدينة مانشستر، قبل أن يوّقع على عقد انضمامه للفريق بمدة 5 سنوات، ويصبح لاعبا جديدا في فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا. أنهى محرز مسلسلا طويلا من الترقب والانتظار والإثارة دام عاما كاملا، حيث حاول عبثا الرحيل عن ليستر سيتي في فترتي انتقال متتاليتين بداية من الصيف الماضي، عندما غادر محرز تربص المنتخب الوطني قبل ساعات من مباراة زامبيا في الجولة الثالثة من تصفيات مونديال روسيا 2018، وتوجه إلى أوروبا بحثا عن الانضمام لأحد الأندية التي كانت مهتمة بضمه على غرار أرسنال وتشيلسي ومانشستر سيتي، قبل أن تفشل مساعيه في أخر ساعات "الميركاتو" الصيفي، ثم حاول اللاعب الرحيل عن ليستر سيتي مرة أخرى في الشتاء الماضي، بل وقام بالتمرد على فريقه الذي رفض كل العروض التي جاءته من "السيتي" ومدربه بيب غوارديولا، حيث اختفى محرز وقتها عن فريقه وغاب عن التدريبات وبعض المباريات، واستمر غيابه لمدة 11 يوما قبل أن يعود يوم التاسع من شهر فيفري ويستمر في ليستر رغما عنه، واستمر مسلسل "انتقال" محرز مع نهاية الموسم الكروي المنقضي، حيث ربطته العديد من التقارير ببعض النوادي الأوروبية الكبيرة على غرار قطبي مدينة مانشستر، أرسنال وتشيلسي وتوتنهام وليفربول الانجليزية، بالإضافة إلى نادي روما الإيطالي وحتى ريال مدريد وبرشلونة الاسبانيين، وتواصل "المد والجزر" والأخبار "السعيدة والسيئة" بشأن مستقبل اللاعب بخصوص انتقاله إلى مانشستر سيتي، الذي كان بالفعل الفريق الوحيد الذي يريد ضمه، وسط أنباء متناقضة في الإعلام الأوروبي والانجليزي بشكل خاص وحتى بمواقع التواصل الاجتماعي، عما ستؤول إليه "الصفقة المنتظرة"، وقابل الدولي الجزائري ذلك ب"صمت محيّر"، حتى انتهت معاناته أول أمس بتوقيعه عقود انضمامه رسميا في النادي "الأزرق السماوي". وسينتظر عشاق اللاعب ومشجعو "سيتي" اللاعب رياض محرز وطريقة توظيفه مع بطل انجلترا تحت قيادة المدرب غوارديولا، خاصة أن الفريق يمتلك لاعبين مميزين على غرار سيرخيو أغويرو وكيفين دي بروين وغابريل خيسوس ورحيم ستيرلينغ والألماني ليروي ساني وبرناردو سيلفا ودافيد سيلفا. على خطى بن عربية وبلماضي وعبدون لن يكون الدولي الجزائري رياض محرز أول لاعب ينشط في نادي مانشستر سيتي، بل سبقه لذلك ثلاثة لاعبين جزائريين في فترة سابقة، ويتعلق الأمر بكل من علي بن عربية ثم جمال بلماضي وكذا جمال عبدون. ويعد بن عربية الجزائري الوحيد الذي ترك بصمته في هذا النادي مقارنة ببلماضي وعبدون، حيث خاض مع السيتي 78 مباراة وسجل 11 هدفا، وساهم في صعود الفريق إلى الدوري الممتاز موسم 2001-2002، في وقت لعب بلماضي على شكل إعارة مع السيتي موسم 2002 قادما من أولمبيك مارسيليا وخاض 11 مباراة وسجل هدفا واحدا فقط، بينما انتقل عبدون هو الآخر في شكل إعارة إلى السيتي في 2007، قادما من نادي أجاكسيو الفرنسي وشارك في لقاء وحيد كبديل وكان ضد ساوثهامبتون في كأس الاتحاد الإنجليزي. هكذا تفاعلت الجماهير مع انتقال محرز إلى مانشستر سيتي.. ولم تنتظر الجماهير مطولا حتى تتفاعل مع صفقة انتقال رياض محرز إلى مانشستر سيتي، حيث ألهب ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشرت التدوينات والتغريدات المرحبة باللاعب في صفوف بطل الدوري الإنجليزي على "تويتر" و"فايسبوك"، وكتب نادي مانشستر سيتي على حسابه في "تويتر": "رسمياً.. يسرنا أن نعلن عن التعاقد مع محارب الصحراء"، كما غردت صفحة أخرى متابعة للنادي بفيديو لأول لقاء بين بيب غوارديولا واللاعب الجزائري، وحرارة استقبال المدرب الكبير له، وهو ما أكدته صور بصفحات أخرى أيضاً، واستعرضت بعض الصفحات الفيديو الطريقة التي تم بها الترحيب بانضمام محرز إلى "سيتي"، كما نشرت صفحات أخرى صورة النجم الجزائري بعد التوقيع وهو يحمل قميص "مان سيتي" رقم 26 الذي سيرتديه مع الفريق، كما رحب المدرب الإسباني بيب غوارديولا بلاعبه الجزائري الجديد رياض محرز، حيث نشر صورة جمعته معه بمقر تدريبات الفريق، على حسابه الرسمي في "تويتر"، وكتب عبارة "مرحبا بك محرز في مانشستر سيتي". مسيرة محرز من الظل إلى الأضواء.. وبدأ محرز مسيرته الكروية عام 2009 محترفاً بنادي "كويمبير" الفرنسي الصغير قبل أن ينتقل إلى لوهافر الفرنسي الذي رحل من خلاله إلى ليستر سيتي في شتاء العام 2014، وتوج معه بلقب الدوري عام 2016 في إنجازٍ تاريخي للنادي المغمور لترتفع أسهمه بشكلٍ ضخم في عالم الانتقالات، وشارك محرز في 179 مباراة مع ليستر سجل خلالها 48 هدفًا ومرر 38 تمريرة حاسمة، وكان اللاعب ذو ال27 عاما أحد أهم أسباب فوز ليستر سيتي بلقب الدوري التاريخي مع المدرب الايطالي كلاوديو رانييري قبل أن يقوده أيضا للوصول لربع نهائي دوري أبطال أوروبا في العام 2017. رسالة محرز وأول تصريحاته.. ومباشرة بعد ترسيم التحاقه بمانشستر سيتي وجه محرز على حسابه الشخصي ب"فايسبوك" رسالة للجماهير ووسائل الإعلام كتب فيها: "كل شيء يأتي في الوقت المناسب للذي يعرف كيف ينتظر.. تحد جدي.. مانشستر سيتي"، في تعليق على الأوقات الصعبة التي عاشها قبل تحقيق حلمه بالانتقال إلى فريق كبير،كما نشرت قناة نادي مانشستر سيتي أول تصريحات للدولي الجزائري تحدث فيها عن شعوره بعد ترسيم انتقاله للفريق، حيث قال محرز: "أنا سعيد جدا للانضمام لهذا النادي إنه شعور رائع، الفريق يملك منشآت مذهلة حقا وستجد كل ماتحتاجه"، مضيفا بخصوص اختياره للرقم 26: "لا يوجد سبب معيّن لاختياري هذا الرقم، فقط لأنه الرقم الذي بدأت به في إنجلترا وحققت به لقب الدوري، لهذا قررت الاحتفاظ به"، وتابع: "كان الموسم الماضي لمانشستر سيتي لا يصدق، فقد حطم العديد من الأرقام وحقق 100 نقطة في الترتيب، هذا ليس أمرا سهلا أو عاديا في انجلترا، آمل أن نستمر في ذلك ولم لا نقدم أداء أفضل"، كما تحدث محرز عن العمل تحت إشراف مدرب متميز مثل بيب غوارديولا، وقال: "إنه مدرب يحب الفوز دائما وأينما يذهب يحقق النجاح، لديه لمسة خاصة في الفرق التي دربها، أنا سعيد جدا للعمل تحت قيادته وأتمنى أن نحقق مزيدا من البطولات".