أخيرا وبعد طول انتظار، تم تعيين اللاعب الدولي السابق جمال بلماضي رسميا على رأس الفريق الوطني لكرة القدم خلفا لرابح ماجر، وهذا ما أكدته الإتحادية الجزائرية لكرة القدم في ساعة متأخرة من الليل.. وجاء في بيان الإتحادية أن جمال بلماضي اتفق مع خير الدين زطشي على قيادة المنتخب الوطني لمدة أربع سنوات تمتد لغاية مونديال قطر 2022، وسوف يوقع قريبا بالجزائر على عقد بهذا الشأن. وكان رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي قد سافر برفقة عبد الحكيم مدان إلى باريس يوم الأربعاء حيث كان يربطهما موعد التفاوض مع مدرب منتخب قطر السابق جمال بلماضي للإشراف على العارضة الفنية للخضر، وقد استمرت المفاوضات بين الطرفين عدة ساعات أسفرت الوصول إلى اتفاق أنقذ زطشي في وقت متأخر جدا بعد فشله في التعاقد مع عدة مدربين موندياليين لخلافة ماجر المقال.. لهذه الأسباب سينجح بلماضي! عندما قاد الجزائري جمال بلماضي منتخب قطر إلى الفوز ببطولة الخليج للأمم، قال أسطورة الكرة المصرية محمد أبو تريكة إن بلماضي هو مستقبل الكرة الجزائرية إذا منحته الاتحادية الجزائرية ثقتها وتركته يبني نفسه ويبني المنتخب من الجذور على طريقة سليمة، حتى يبقى صامدا في حالة انسحاب بلماضي، ومرت السنوات وصار بلماضي على مرمى حجر من تدريب المنتخب الجزائري، وكما يملك مؤشرات الفشل المرتبطة أساسا بعقلية المسؤولين ومزاجية الأنصار والظروف المالية والإدارية والسياسية التي تعيشها البلاد، فإن أمام جمال بلماضي الكثير من المؤشرات الإيجابية التي قد تمكنه من قيادة المنتخب الجزائري لأجل العودة إلى الأضواء وربما العودة إلى كأس العالم في دورة قطر في شتاء 2022، ومنها لعبه في ثلاث قارات ومعرفة الأجواء العامة فيها، وهي إفريقيا موطن الجزائر وآسيا موطن المونديال القادم وأوروبا منشأ لاعبي الخضر. يعتبر بلماضي من أصغر المدربين الذين اقترحوا لتدريب الخضر، فهو مازال في الثانية والأربعين فقط، ما يجعل الفارق العمري بينه وبين اللاعبين قليلا جدا، وسيسمح له الأمر بأن يجري ويتدرب مع اللاعبين ويفهم كيف يفكرون. وإذا كان ماجر صاحب الستين سنة قد توقف عن اللعب منذ عقدين، فهناك لاعبون في سن بلماضي مازالوا ينشطون كرويا في بعض البلدان، لأن بلماضي المولود في مارس من سنة 1976، أقل سنا من كل المدربين الذين اقترحوا لتدريب الخضر وعلى رأسهم كيروش ورونار وغوركوف وخاليلوزيتش. الميزة الثانية لجمال بلماضي، لعبه لأندية كبيرة، لن تجعله يشعر بالنقص تجاه بعض نجوم الخضر، فقد انضم إلى باريس سان جيرمان في سن السادسة عشرة ولعب من سنة 2000 إلى غاية 2003 بألوان مارسيليا حيث شارك في 46 مباراة مع نادي الجنوب وسجل تسعة أهداف وكانت له شعبية جارفة مع النادي السماوي اللون، كما لعب سنة في الليغا مع سيلتا فيغو وانتقل في سنّ الثالثة والثلاثين إلى مانشستر سيتي، وإذا أضفنا تجربتي لعب في قطر والمملكة العربية السعودية نجد أن جمال بلماضي لعب في خمس دوريات مختلفة منحته الخبرة ليكون أحد أحسن المدربين الذي عملوا في قطر قبل العودة مؤخرا إلى مكان إقامته في باريس. سنوات التدريب في قطر، وبعض المشاكل التي حدثت له خاصة بعد قيادته المنتخب العنابي في أمم آسيا حيث صبّ عليه الكثير الانتقادات، مثل عدم إتقانه اللغة العربية ولعبه على الطريقة الإيطالية، جعله يعيش على حلم كبير وهو العودة إلى قطر ليس لقيادة فريق قطري، وإنما قيادة المنتخب الجزائري في ملحمة أخرى في المونديال القادم، وبالتأكيد أن بلماضي له تصوّر يريد أن يقطف ثماره في مونديال قطر ليدخل العالمية الحقيقية وليس التتويج مع الأندية القطرية بمختلف البطولات، وهو أهم حافز نفسي يجده كل مدربي العالم وهو أمل العودة بقوة إلى البلد الذي ربما خرجوا منه من الباب الضيق. أما الميزة الأهم، فهي كون جمال بلماضي من مواليد فرنسا وتتلمذ في مدرسة باريس سان جيرمان العريقة في صباه، ويتقن اللغة الفرنسية وسيجد نفسه مع محرز وبراهيمي وغلام وماندي وكأنه في بيته، وقد يكون حاسما في إقناع بعض المواهب باختيار الجزائر ومنهم لاعب ليون حسام عوار وخاصة نجم باريس سان جيرمان صاحب ال 17 سنة لاعب الوسط عدلي، بعد أن نامت الاتحادية الحالية في العسل دون أن تبذل أي جهد لضم لاعب مغترب جديد للخضر.