حسمت الفاف نهاية الأسبوع، في مصير العارضة الفنية للمنتخب الوطني، وذلك بتعيين جمال بلماضي ربانا جديدا لسفينة «الخضر» خلفا لرابح ماجر، وهذا بعد جلسة من المفاوضات بالعاصمة الفرنسية باريس، جمعت سهرة الأربعاء الماضي التقني المعني برئيس الاتحادية زطشي، وفي حضور «مناجير» المنتخب مدان ومدرب الحراس عزيز بوراس، وكانت نتيجتها ترسيم «الصفقة». هذا القرار، وضع نقطة النهاية لمسلسل طالت حلقاته، وظل معها الكثير من "السيسبانس" يطبع الساحة الكروية الوطنية، بتداوله أسماء "عالمية" وترشيحها لتدريب النخبة الوطنية، خاصة وأن هذه الأسماء كانت على لسان رئيس الفاف شخصيا، لكن في نهاية المطاف وقع الاختيار مع مدرب جزائري، له خبرة في قطر مع النوادي، وحتى مع المنتخب، إلا أنه يفتقر للخبرة الافريقية، بعدما كان قد صال وجال في مختلف أرجاء القارة السمراء طيلة مسيرته كلاعب. ويمتد عقد بلماضي لمدة 4 سنوات، على اعتبار أن التأهل إلى مونديال قطر يبقى من أبرز الأهداف التي تم تسطيرها، لكن التفكير في الاستحقاق المقرر سنة 2022 يمر عبر جملة من الأهداف على المديين القصير والمتوسط، انطلاقا من التصفيات المؤهلة إلى دورة "كان 2019"، حيث أن الخرجة الرسمية لبلماضي على رأس "الخضر" ستكون ضد غامبيا في سبتمبر القادم، وضمان مشاركة مشرفة في الطبعة القادمة من العرس القاري تبقى من الأهداف المسطرة، رغم أن الوضعية الراهنة للمنتخب تضع بلماضي أمام الكثير من التحديات. صالح / ف سينشط ندوة صحفية في اليوم الموالي بلماضي يمضي عقده يوم 17 أوت يحل جمال بلماضي بالجزائر العاصمة بتاريخ 16 أوت الجاري، لإتمام إجراءات التحاقه بالعارضة الفنية للخضر، بناء على الاتفاق الحاصل بينه وبين رئيس "الفاف" خير الدين زطشي، الذي التقاه في باريس ليلة الأربعاء الماضي، وأقنعه بخلافة ماجر. وأجل الدولي السابق إمضاء عقده إلى غاية القدوم إلى الجزائر، حيث طلب البقاء بفرنسا، إلى غاية تسوية بعض المسائل الشخصية، على أن يكون بمبنى دالي إبراهيم بداية من 16 أوت الجاري، حيث سيوقع عقدا بأربع سنوات في اليوم الموالي، على أن ينشط ندوة صحفية ستكون الأولى له، منذ تعيينه على رأس المنتخب الوطني. ومنحت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، كامل الحرية للمدرب الجديد لاختيار طاقمه الفني، حيث فضل قائد الخضر السابق الاستنجاد بعزيز بوراس لتدريب حراس المرمى، وهو الذي انسحب مؤخرا من طاقم رابح ماجر، في ظل عدم رضاه بظروف العمل الموجودة. كما اقترح بلماضي اسم الدولي السابق مجيد بوقرة، ليكون مساعده الأول، كما كان الحال في نادي الدحيل القطري، قبل أن يتحول "الماجيك» لقيادة صنف أقل من 23 سنة. يأتي هذا في الوقت ،الذي لا يزال فيه بلماضي يبحث عن مساعد ثاني، حيث تشير آخر الأخبار إلى أنه اتصل بالفرنسي سيرج رومانو، الذي سبق أن عمل معه في قطر في الفترة الممتدة ما بين 2013 و2015، ويثق بلماضي كثيرا في هذا التقني الشاب، الذي يمتلك مؤهلات كبيرة، ويراه قادرا على مساعدته في مهمته الجديدة. مروان. ب الناخب الوطني الجديد صنع اسما له بقطر مدرب «شاب» بإنجازات كبيرة ! بدأت مسيرة الناخب الوطني الجديد جمال بلماضي في عالم التدريب عام 2010، ولكنه في غضون هذه الفترة القصيرة، ترك بصمة لم يحققها مدربون آخرون على مدار سنوات من العمل. وبعد مسيرة حافلة من الاحتراف الأوروبي، من خلال الدفاع عن ألوان أندية فرنسية وإسبانية وإنجليزية، حمل نجم كرة القدم الجزائرية خبرته الكبيرة، وسافر إلى منطقة الخليج العربي، ليبدأ مسيرته التدريبية. ولم يكن أحد يتوقع أن النجم الجزائري، الذي لم يفز بأي لقب كبير خلال مسيرته، كلاعب مع أندية عديدة مثل باريس سان جيرمان ومارسيليا وسلتا فيغو ومانشيستر سيتي سيترك بصمته في عالم التدريب بهذه السرعة الفائقة. وبدأ بلماضي (مواليد 27 مارس 1976) عمله بالتدريب من خلال فريق لخويا القطري، الذي تأسس ناديه في 2009، وكانت أولى مشاركاته في دوري نجوم قطر خلال موسم 2010/2011، ولكنه نجح مع بلماضي في الفوز بلقب البطولة، ليفجر بهذا مفاجأة من العيار الثقيل. وفي الموسم التالي مباشرة، توج لخويا مع بلماضي باللقب الثاني على التوالي في دوري نجوم قطر، مما دفع الاتحاد القطري للعبة إلى الاستعانة بالمدرب الجزائري، حيث أسندت له مهمة تدريب المنتخب الثاني في 2013. وبعدها بشهور قليلة، قاد بلماضي الفريق للفوز بلقب بطولة كأس غرب آسيا بعد الفوز على الأردن، لتشهد مسيرة بلماضي التدريبية بعد شهرين، خطوة جديدة إلى الأمام، حيث أسندت له مهمة تدريب المنتخب القطري الأول، بهدف إعداد الفريق لبطولة كأس آسيا 2015 التي تأهل إليها الفريق بالفعل، قبل تولي بلماضي المسؤولية، كما تضمنت المهمة إعداد «العنابي» لبطولة كأس الخليج الثانية والعشرين. ورغم التخوفات التي سيطرت على كثيرين، بعد التعادلات الثلاثة التي حققها «العنابي" في مجموعته بالدور الأول لخليجي 22، والصمت الذي التزم به بلماضي في كثير من الأحيان، بل وعدم حضوره المؤتمرات الصحفية، التي تعقد عقب المباريات، كان بلماضي عند حسن الظن به وكافأ مسؤولي الاتحاد القطري على ثقتهم به، وأحرز لقب البطولة الخليجية، إثر تغلبه على المنتخب السعودي في النهائي، ليرد بلماضي عمليا، من خلال هذا اللقب الغالي، على جميع التخوفات التي أحاطت به، واكتسب ثقة بنفسه، مكنته من صنع الإنجاز مع الدحيل الذي قاده للفوز بالثنائية الموسم الماضي، مع عدم الخسارة ل38 مباراة متتالية. مروان. ب «رجل الانقاذ» الذي ولد من رحم الأزمة وضع قرار تعيين اللاعب الدولي السابق جمال بلماضي، على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، هذا التقني الشاب أمام تحديات كبيرة، تجبره على ارتداء ثوب "رجل الانقاذ" الذي يعلق عليه ملايين الجزائريين آمالهم للعودة بالمنتخب إلى الواجهة على الصعيدين القاري والعالمي، بعد الانهيار المسجل في سلم ترتيب الفيفا. بلماضي، سيكون بمثابة الناخب الذي ولد من رحم الأزمة، لأن المنتخب الوطني يمر منذ جويلية 2014 بمرحلة استثنائية، تفاقمت معها الأوضاع مع مرور الأيام والأسابيع، بتراجع النتائج، وفقدان "الخضر" لهيبتهم، فضلا عن المشاكل الداخلية التي كانت تطفو على السطح، والناتجة بالأساس عن قضايا انضباطية. ولا يختلف اثنان، في أن الأزمة الراهنة للكرة الجزائرية، كانت قد بدأت بمجرد انتهاء المغامرة التاريخية في الأراضي البرازيلية، في ثمن نهائي مونديال 2014، لأن إصرار البوسني حليلوزيتش على الرحيل، أدخل المنتخب في دوامة، وجعل الفاف تخوض رحلة، كانت بمنأى عنها على مدار 3 سنوات، فكان اختيار الفرنسي غوركوف مفاجئا، لأن النخبة الوطنية بلغت درجة "العالمية"، وذلك التقني كان مقبلا على الظفر بأول عقد له مع منتخب، ولو أن لمسته على الجانبين التقني والتكتيكي، وحتى النتائج كانت واضحة، وضمنت بنسبة كبيرة الاستمرارية، غير أن الجانب الانضباطي، تراجع كثيرا بالمقارنة مع ما كان عليه في عهد حليلوزيتش، ومع ذلك فإن غوركوف رحل. غياب الاستقرار على مستوى العارضة الفنية، للمنتخب بلغ الذروة في الأشهر الأخيرة من عهدة روراوة على رأس الاتحادية، حيث أن نغيز كان قد تكفل بقيادة "الخضر" بصفة مؤقتة إلى غاية التعاقد مع "المونديالي" راييفاتس، لكن حقيقة الميدان أثبتت فشل هذا الخيار، بعد الاصطدام بإشكالية اللغة، إضافة إلى مشكل انضباط المجموعة، ليغادر التقني الصربي الجزائر على مضض، فاسحا المجال للعجوز البلجيكي جورج ليكنس للعودة مجددا، والتوقيع على واحدة من أسوأ المشاركات الجزائرية في "الكان". الأوضاع في المنتخب، لم تواكب رياح التغيير التي هبت على مبنى الفاف، وقدوم زطشي رئيسا لم يكن كافيا لضمان الاستقرار، لأن بلماضي سيكون التقني الثالث في عهد زطشي، وفي ظرف 17 شهرا، والنتائج أخذت في التقهقر بشكل كبير، مع تراجع "الخضر" في سبورة ترتيب الفيفا، وعليه فإن تحديات الناخب الجديد ستكون كبيرة، يتمنى الجميع أن يوفق خليفة ماجر في رفعها. صالح / ف بعدما جرب ألكاراز و ماجر بلماضي .. ورقة زطشي الأخيرة لم تتغير طريقة تعامل رئيس الفاف خير الدين زطشي، مع ملف الناخب الوطني منذ توليه زعامة مبنى قصر دالي إبراهيم في مارس 2017، لأن الرئيس السابق لنادي بارادو، يعمد دوما إلى الحديث بلغة التفاؤل، بخصوص القدرة على جلب مدرب "عالمي"، يواكب طموحات ملايين الجزائريين، لكنه في نهاية المطاف يكشف عن اسم تقني آخر، مما يفتح الباب على مصراعيه أمام المتتبعين لتشريح الواقع الميداني، ومدى القدرة على استعادة ذكريات الماضي القريب، والعودة إلى الساحة العالمية عبر بوابة المونديال. قرار تعيين جمال بلماضي، على رأس المنتخب الوطني، لا ينقص من قيمة هذا التقني الشاب، لكن ترسيم "الصفقة" جاء بعد 72 ساعة فقط، من الخرجة الإعلامية لرئيس الاتحادية، والتي كان قد كشف فيها عن تواجد الفاف في مفاوضات جد متقدمة، مع مدرب أجنبي "مونديالي"، كان على رأس إحدى المنتخبات التي نشطت عرس روسيا العالمي، وهو الأمر الذي كان قد تناقش فيه زطشي مع أعضاء المكتب الفيدرالي مطولا خلال اجتماع الإثنين الماضي، ليتم بعد ذلك بسويعات تداول خبر تواجد البرتغالي كارلوس كيروش، على مرمى حجر من تدريب المنتخب الجزائري، بعد تجربة له مع المنتخب الإيراني، امتدت على مدار 7 سنوات، لكن المعطيات تغيرت بين عشية وضحاها، بمجرد كشف بلماضي عبر موقع التواصل الاجتماعي عن تلقيه عرضا رسميا من الفاف لقيادة المنتخب، لتأخذ الأمور مسار الرسميات، ويتم الاعلان عن القرار، بعد التقاء الطرفين بالعاصمة الفرنسية باريس. التعاقد مع بلماضي، جاء بعد قرابة 40 يوما من ترسيم الطلاق مع رابح ماجر، رغم أن الفاف، كانت قد بدأت رحلة البحث عن ناخب جديد منذ ودية إفريقيا الوسطى في بداية جوان الماضي، وهي الفترة التي أسال فيها ملف المدرب الكثير من الحبر، وتحوّلت المنابر الإعلامية، إلى فضاءات لتقديم بعض الأخبار التي ما فتئت تحرك مشاعر المناصرين، لأن الجزائري مولوع بكرة القدم، وما زاد في ذلك تزامن شغور منصب الناخب الوطني، مع فعاليات مونديال روسيا، والتحسر عن فشل "الخضر" في التأهل إلى هذا الحدث العالمي، فكثرت الأسماء الثقيلة التي تم تداولها، انطلاقا من حليلوزيتش مرورا برونار، كوبر وكيروش، وصولا إلى الألماني روهر ثم الهولندي فان مارفيك، ولو أن اسم بلماضي كان قد تم تداوله، لكن ليس بالدرجة التي تدفع بالمتتبعين ترشيحه للظفر بثقة الفاف، على اعتبار أن زطشي كان يجزم في جميع خرجاته الاعلامية على أن المدرب أجنبي، و من مقاس "عالمي". هذا "السيناريو"، كان مستنسخا من ذلك الذي انتهجه رئيس الاتحادية عند توليه مهمة تسيير شؤون كرة القدم الجزائرية، لأنه استلم المشعل في غياب ناخب وطني بعد نكسة "كان 2017"، فكان رهانه في الحملة الانتخابية على مدرب كبير، لكنه بعد سلسلة من المفاوضات المراطونية، وما نتج عنها من "سيسبانس" تعاقد مع طاقم إسباني يقوده لوكاس الكاراز، الذي كان بمثابة التقني "النكرة" لدى الجزائريين، وحتى قرار اقالته مهد الطريق أمام زطشي للسير على نفس الدرب، وبنفس الإيقاع، بالحديث عن مدرب عالمي، وتأكيده على أنه حفظ الدرس، فكان اختياره على رابح ماجر، مبررا ذلك بالعودة إلى خيار المدرب المحلي. وانطلاقا من هذه المعطيات، فإن بلماضي سيكون الورقة الثالثة والأخيرة لزطشي، لأن ملف الناخب الوطني ثقيل، وانعكاساته كبيرة على المنظومة الكروية الوطنية، و"السيسبانس" الكبير الذي عاش على وقعه ملايين الجزائريين في الفترة الأخيرة، جعل هذا القرار مفاجئا بالنسبة للمتتبعين، لأن رئيس الاتحادية كان يطل في تصريحات إعلامية بوعود تفتح باب الترقب على مصراعيه.