تشهد أقسام التعليم القرآني على مستوى المدارس القرآنية بالمقاطعة الإدارية لعين صالح بولاية تمنراست، منذ سنوات حالة من الاكتظاظ، جراء التزايد المستمر في عدد الأطفال، سواء كانوا ذكورا أو إناثا من مختلف الأعمار، ممن يغتنمون العطلة الصيفية، لحفظ القرآن وتلاوته، وتعلم أحكامه، وحسب إحصائيات شبه رسمية، فإن عدد طلبة القرآن الكريم يفوق 8 آلاف تلميذ، موزعين على 22 مدرسة قرآنية، تعمل تحت وصاية مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، وبإشراف أئمة المساجد، الذين يقومون بإدارتها في الفترة الصباحية، إضافة إلى مهنة إمامة الناس. وذكر أحد مدرسي القرآن، وهو إمام بإحدى القرى الشرقية للمقاطعة أن عدد التلاميذ الذين يقوم بتحفيظهم كتاب الله، يفوق 280 تلميذ بمدرسته، ويؤطرهم إمام ومعلم للقرآن فقط، إضافة إلى مساعدة بعض الفتيات العاملات في إطار الإدماج المهني، وبحسب ذات المتحدث فإنهم يجدون صعوبات جمة، في توفير الأجواء المناسبة للتعليم من أجل الحفظ السريع للقرآن والمتون، لأن المعلم الواحد الذي يشرف على أكثر من مئة تلميذ، فهذا غير معقول، حسب تعبيره، فمقارنة بالتعليم في المدارس الرسمية التابعة لوزارة التربية، لا يتجاوز عدد تلاميذ القسم الواحد على الأكثر 42. هذه الوضعية أثرت على النتائج المحققة في الميدان، إضافة إلى انعدام متابعة الآباء، فمعلم القرآن مجبر على أن يراقب ويعلم التلاميذ في آن واحد، مما يجعل النتائج دون المستوى المرجو من الأولياء، وهنا يطالب المعلمون والعديد من الأولياء، من الإدارة الوصية، تعويض مناصب الأئمة الذين أحيل أصحابها على التقاعد، بشباب من حفظة القرآن ويملكون كل المؤهلات ليكونوا أئمة ومعلمين، من أجل خلق جو من التوزان بين عدد الطلبة من جهة والمعلمين من جهة أخرى، وذكر السيد ابراهيم وهو معلم قرآن أن مشكل الاكتظاظ يضاف إليه مشكل انعدام التبريد بجل المدارس القرآنية، جراء انعدام مكيفات الهواء، و90 بالمائة من المدارس تعتمد على استعمال مراوح الهواء من أجل تلطيف الأجواء، وهو أمر غير معقول في منطقة تفوق درجة الحرارة فيها مستوى 55 درجة. وفي ذات السياق صرح أحد التلاميذ الصغار، وتساءل بالقول، لماذا المركبات الجوارية تتواجد بها العشرات من المكيفات ودورات المياه، أما نحن في مدرستنا فلا نرى حتى صورة المكيف، ونضطر إلى المشي مئات الأمتار من أجل قضاء حاجتنا في العراء وتحت ظل نخلة، فيما أكد معلمو القرآن وأولياء التلاميذ على المطالبة بتوظيف المزيد من الأئمة لتحفيظ القرآن، وكذا تحميل مديرية الشؤون الدينية والأوقاف مسؤوليتها في توفير المكيفات والمياه الباردة وإنجاز دورات المياه، كما أطلقوا نداء استغاثة للمحسنين، بأن يتبرعوا ببعض التجهيزات اللوجيستية للمدارس القرآنية، وأجرهم على الله.