أنهى هذا الأسبوع المخرج والمنتج الشاب والمتألق خالد شنة تصوير مشاهد فلمه التاريخي والوثائقي الجديد “ليلة النار” والذي سيعود بالذاكرة إلى ليلة نوفمبر المجيدة والعمليات البطولية التي قامت بها مجموعة الأفواج الخمسة القادمة من باتنة نحو بسكرة، ودور هذه العمليات في اذكاء نار الثورة ضد المحتل الغاصب. حيث أكد المخرج خالد شنة للشروق أن هذه العمليات البطولية لهذه الأفواج المجاهدة تعددت حولها الآراء وتضاربت أحيانا، لذلك سيكون فيلمه الجديد توثيقا بالدلائل والشهادات الحية والمعالجة الدرامية لتلك الأحداث مع الاستعانة بشخصيات وطنية عاشت أو عايشت تلك الحقبة الغالية من تاريخ الجزائر المجيد، كما سيتم تدعيم تلك الشهادات بآراء الأكاديميين والباحثين في مجال التاريخ الوطني. وخلال المعالجة الدرامية لفيلم ليلة النار، قال المخرج خالد شنة أنه سيركز أكثر على مكانة بسكرة التاريخية وأهم المحطات التي مرت بها هذه الولاية من حيث مقاومة ابنائها للمحتل ومعاناتهم من ويلات التعذيب والقتل على يد هذا الغاصب اضافة إلى التعريج على الحركة الوطنية والنضال السياسي لعديد الشخصيات في هذه المنطقة، والتطرق أيضا لما بعد ليلة نوفمبر وما تبعها من ردّات فعل المحتل. وهذه المحاور استدعت اختيار مناطق بمدينتي جمورة وأولاد جلال تحديدا لتصوير المشاهد الدرامية باعتبار أن هذه المناطق قد عاشت تلك الأحداث والعمليات البطولية، وهذه الأماكن تتوفر على المقومات المساعدة على تصوير الأفلام التاريخية والوثائقية باعتبارها مازالت تحافظ على نمطها المعماري القديم وتضاريسها المناسبة لتصوير المشاهد الثورية. وفي هذا الفيلم الذي سيكون جاهزا مع الاحتفالات المخلدة لثورة نوفمبر القادم كما قال المخرج شنة تمت فيه الاستعانة بشهادات عديد الشخصيات نذكر منها المجاهدين الكبار محمد الشريف عبد السلام ومداني بجاوي والبشير زاغز وغيرهم، ومن الأكاديميين تمت الاستعانة بالأستاذين الباحثين مصمودي وافريح. ومن حيث المعالجة الدرامية للأحداث المصورة، اختار المخرج خالد شنة ممثلين مسرحيين شباب من أبناء بسكرة في محاولة منه لإعطاء الفرصة لهؤلاء من أجل تفجير طاقاتهم في هذا النوع من الأفلام. وفي الأخير أكد المخرج خالد شنة أن هدفه الأساس من فيلمه الجديد “ليلة النار” هو اثراء الساحة الفنية والثقافية وكذا اثراء المكتبة السينمائية الجزائرية بهذا النوع من الإنتاج في ظل الشح المسجل في طريقة المعالجة لمثل هذه المواضيع المرتبطة بثورتنا المجيدة.