يعكف المنتج والمخرج خالد شنة، على إنهاء التفاصيل الأخيرة لفيلمه الوثائقي الجديد "ليلة النار"، الذي شرع في تصويره قبل ثمانية أشهر، وقد كشف ل"المساء"، اجتهاده الحثيث في تصوير المشاهد التمثيلية كي يكون فيلمه جاهزا للعرض في القريب العاجل. في هذا السياق، قال المخرج المتخصص في الأفلام الوثائقية، خالد شنة، إنه يعتمد في أفلامه الوثائقية، على مقابلات مع مجاهدين وشهود عيان، يعتبرون فاعلين في الأحداث التي تتطرق إليها مواضيع أعماله، إلى جانب أعمال وشهادات أساتذة أكاديميين وباحثين في التاريخ، وكذا اهتمامه بالصور والوثائق الأرشيفية، والخرائط بأبعاد ثلاثية، التي تصب في نفس الموضوع، بالمقابل، يقوم المخرج بتصوير مشاهد تمثيلية في قالب درامي تحاكي الواقع. وفي نفس الصدد، أكد شنة صاحب شركة فوتو ميديا، أنه يموّل أفلامه من دون تلقي دعم مالي من أي جهة، مؤكدا أنه يعتمد على نفسه لصنع أفلامه الوثائقية السينمائية وتسويقها، بغية تقديم حقائق ووقائع للجمهور. أما عن فيلمه الجديد، قال خالد شنة إن فيلمه "ليلة النار"، يجيب عن أسئلة كثيرة، ويوضح كل شاردة وواردة فيما يتعلق بالجدل القائم بين صناع أحداث ليلة الفاتح من نوفمبر ببسكرة، بالإضافة إلى إسهامه في التعريف بعديد محطات المقاومة المستميتة والبارزة التي خاضها أبناء الزيبان في الدفاع والذود عن الوطن. كما أشار ل«المساء"، إلى سعيه رفقة فريق عمله إلى تقديم الأفلام الوثائقية، لتحقيق التواصل بين الأجيال، وتسليط الضوء على أحداث مهمة وملهمة في تاريخ الجزائر، وبالتالي التأكيد على أهمية وجود همزة وصل بين الماضي والحاضر. وفي هذا السياق، اعتبر المتحدّث أن تسجيل الشهادات الحية من أفواه المجاهدين، أمر مهم جدا، حيث تساهم هذه الدلائل البصرية ولو بشكل متواضع وبسيط في كتابة تاريخنا الوطني، وصيانة الذاكرة الجماعية من النسيان أو التحريف. يذكر أن المخرج خالد شنة قد توّج نهاية شهر نوفمبر المنصرم بالجائزة الثانية "الخلال الفضي"، نظير مشاركته في الطبعة الرابعة للمهرجان المغاربي للفيلم الوثائقي والعلمي بمدنين التونسية، بفيلمه الوثائقي "صقر الصحراء" الذي تناول فيه سيرة الشهيد القائد "مخلوف مخلوفي" المدعو مخلوف بن قسيم، والذي يعد أحد عظماء الزيبان. وفيلم "صقر الصحراء"، هو فيلم وثائقي من 57 دقيقة، اعتمد فيه كاتب نصه ومخرجه ومنتجه، على الشهادات الحية واللقاءات المصورة مع صناع الأحداث. في المقابل، تخللته بعض المشاهد التمثيلية التي لم تتجاوز عرضها ثلاث دقائق، من تمثيل الممثل المسرحي عيسى لكحل، فراس بوعافية، عادل بلوطة، الطفل عبد الودود بوضياف وأخته مروة. وقد اعتبر شنة أن أول مشاركته في مهرجان الفيلم الوثائقي، جاءت مجدية باعتبار حصوله على المرتبة الثانية في هذه الفعاليات الدولية، ليضيف أنه سعيد بتسليط الضوء على بطل عانى التجاهل والنسيان رغم أنه تميز بالبطولة والنضال، كما أن استشهاده تم بطريقة فظيعة جدا، حيث أعدم ابن مدينة طولقة بواسطة دبابة. ❊لطيفة داريب