فاز الفيلم الوثائقي «صقر الصحراء» للمخرج والمنتج خالد شنة بجائزة «الخلال الفضي»، في المهرجان المغاربي للفيلم الوثائقي والعلمي بمدنين (تونس). وفي هذا الخصوص، اتصلت «المساء» به، حيث عبر من خلال منبرها عن سعادته الغامرة بهذا التتويج، خاصة أنه يشارك لأول مرة في مسابقة دولية، كما اعتبر هذا النصر فرصة للتعريف بشهدائنا خارج الجزائر. خالد شنة أكد ل»المساء»، قناعته برضا الشهيد مخلوف مخلوفي المدعو مخلوف بن قسيم عنه، وهو ما يعتبره نصرا كبيرا وإنجازا لا يضاهيه مكسب آخر. مشيرا إلى أن فيلم «صقر الصحراء» هو أول حلقة من السلسة المزمع إنجازها عبر مؤسسته للإنتاج «فوطو ميديا». اعتبر شنة أن أول مشاركته في مهرجان الفيلم الوثائقي، جاءت مجدية باعتبار حصوله على المرتبة الثانية في هذه الفعاليات الدولية، ليضيف أنه سعيد بتسليط الضوء على بطل عانى التجاهل والنسيان رغم أنه تميز بالبطولة والنضال، كما أن استشهاده تم بطريقة فظيعة جدا، حيث أعدم ابن مدينة طولقة بواسطة دبابة. في هذا السياق، أشار المتحدث إلى أن الحصول على جائزة دولية له طعم خاص، باعتبار أنه فرصة أكيدة لرفع العلم الجزائري والتعريف بالفن المحلي وبالشخصيات التي خدمت الوطن، ومنها من قدمت روحها فداء لاستقلاله، ليقدم تشكراته لسكان مدينة مدين وكذا محافظ المهرجان المغاربي للفيلم الوثائقي والعلمي، محمد الثابت على كرمهم وحبهم للجزائر. كما شكر فريق العمل الذي قال بأنهم أبطال عملوا المستحيل كي يرى الفيلم النور، ويكون جاهزا للمشاركة في المهرجانات، وكذا كل الجمعيات التي قدمت يد المساعدة، ومن بينها جمعية الشهيد مخلوف بن قسيم بطولقة وكذا السلطات المحلية وغيرها. يحكي الفيلم الوثائقي «صقر الصحراء «-حسب المحدث- سيرة لأحد عظماء ربوع الزيبان بسكرة، وهو الشهيد القائد مخلوف بن قسيم، بطل من أبطال نوفمبر، وواحد من الرجال الذي ضحوا من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة، وكتب اسمه بالدم والنار في سجل البطولات. في هذا السياق، حاول خالد شنة من خلال هذا الإنجاز، أن يكفي الشهيد حقه ويعرّف بسيرته التي بقيت لزمن طويل قيد النسيان، وهو ما وضعته مؤسسته الناشئة ضمن مخططها في إنتاج هذا النوع من الأفلام، التي يجتهد خالد ويهدف من خلالها إلى حفظ الذاكرة الوطنية وكتابة تاريخنا الوطني. فيلم «صقر الصحراء»، هو فيلم وثائقي من 57 دقيقة، اعتمد فيه كاتب نصه ومخرجه ومنتجه، على الشهادات الحية واللقاءات المصورة مع صناع الأحداث. في المقابل، تخللته بعض المشاهد التمثيلية التي لم تتجاوز عرضها ثلاث دقائق، من تمثيل الممثل المسرحي عيسى لكحل، فراس بوعافية، عادل بلوطة، الطفل عبد الودود بوضياف وأخته مروة. كما يشتغل شنة حاليا، على فيلم وثائقي ثان بعنوان «الإرث القاتل» الذي يعالج قضية مخلفات الألغام من الحقبة الاستعمارية، وسيبدأ قريبا في تصوير الحوارات وهو من إنتاج مؤسسته «فوطو ميديا» للإنتاج الإعلامي. ❊لطيفة داريب