أكد أمس، مصدر موثوق "للشروق" في اتصال هاتفي من تومبوكتو، أن التقرير الذي نشرته صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية وتناقلته أبرز الوكالات الدولية حول وصول "الجهاديين الدوليين" ومن ضمنهم جزائريون إلى شمال مالي حقيقة. وكان تقرير لصحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية قد تناول نجاح تنظيم القاعدة و "الإسلاميين" في استغفال أو استثمار انشغال الغرب في الاستيلاء على مساحات أوسع من شمال مالي. وقال التقرير - حسب موقع الجزيرة - أن "قافلة من السيارات المحملة بمقاتلين ملتحين يرتدون عباءات وعمامات ملونة وصلت إلى مالي"، ولم يكونوا من قبيلة الطوارق المحلية، لكنهم كانوا من "الجهاديين الدوليين" من أنحاء العالم الإسلامي من الجزائريين والنيجيريين والصوماليين والباكستانيين. وهذا العرض المتعدد الجنسيات أوصل رسالة قاسية: أن دولة جديدة قد وُلدت في ظل الحكم الفعلي لتنظيم القاعدة. كما وصف التقرير حالة السكان "بالذهول" لمنظر الغرباء الذين استوطنوا المكان. وذكر التقرير أن فرعا من تنظيم القاعدة - وهو القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي- وحلفاؤه استولوا على مساحة من أفريقيا تغطي أكثر من 450 ألف كيلومتر مربع، مجهزة بالمطارات والقواعد العسكرية ومخازن الأسلحة ومعسكرات التدريب، وأن نطاق التنظيم الجديد يغطي مناطق تمب،كتو وغاو، وكيدال في شمال مالي، وهذه المنطقة تستخدم بالفعل كقاعدة للتدريب والتجنيد، كما أكدت الصحيفة في تقريرها الذي استندت فيه لتصريحات الجنود أن "الإسلاميين" استولوا على مركبات عسكرية وتقنية اتصالات عبر الأقمار الصناعية لجيش البلد. ومقاتلو التنظيم يستخدمون هذه المنح الأميركية الآن. وختم التقرير بأن أولوية تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الآن هي تعزيز سيطرته وليس ضرب أهداف خارج حدود البلد. هذا ونقلت صحيفة "اليوم السابع" خبر نداء بثه الجهاديون عبر الإذاعة يطلبون المزيد من الجهاديين الدوليين. ويسعى الإعلام الغربي خاصة منذ مدة إلى نقل كل صغيرة وكبيرة عما يحدث في شمال مالي، لتحسيس المجتمع الدولي بالخطر الذي يداهم أوروبا بعد أن تقوى تنظيم القاعدة ماديا ومعنويا، حتى أن بعض الصحف الأوروبية ذهبت إلى طرح فكرة استعمال القاعدة للصحراء من أجل تعزيز عمليات تهريب المخدرات.