المباراة المثيرة في افتتاح رابطة أبطال أوربا بين ليفربول الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي، التي انتهت لصالح الشياطين الحمر بثلاثية مقابل هدفين، أكدت تراجع أداء النجم الكبير محمد صلاح الذي قدّم مباراة سيئة مقارنة بزملائه الذين أدوا مباراة كبيرة، وانتزعوا الفوز في الأنفاس الأخيرة من المباراة حيث تسبب في تسجيل النادي الباريسي للهدف الثاني. وكان اللاعب رفقة نجمي ريال مدريد مودريتش ورونالدو في سباق الكرة الذهبية العالمية، سيتأثر بسبب هذه البداية، سواء في الدوري أم في منافسة رابطة أبطال أوربا، حيث حقق ليفربول ما يشبه الإعجاز بفوزه في كل المباريات الست، التي لعبها إلى حد الآن، ولكن نجمه الأول محمد صلاح كان خارج الإطار. محمد صلاح الذي بلغ في منتصف شهر جوان الماضي السادسة والعشرين من العمر، لعب إلى حد الآن في الدوري الإنجليزي الممتاز خمس مباريات إضافة إلى مباراة رابطة أبطال أوربا، وسجل ناديه في كل المباريات ولكنه لم يسجل سوى هدفين، وهو الذي حطم العام الماضي كل الأرقام القياسية في نادي ليفربول عندما تمكن من تسجيل 32 هدفا وكان له الفضل الأكبر في بلوغ ليفربول الدور النهائي لرابطة أبطال أوربا، ولولا سوء الطالع لكان بطلا للمسابقة، واعترف الإنجليز بفضل محمد صلاح في بلوغ ليفربول هذا المستوى وكان تتويجه بلقب أحسن لاعب في إنجلترا منطقيا. المتابع للنجم المصري أو ظاهرة الكرة الحديثة محمد صلاح على مدار بزوغ نجمه، ير أن ما حققه السنة الماضية كان استثناء ومن غير المعقول أن يبقى في القمة، وتراجعه أمر عادي حدث لكبار نجوم الكرة، فمن غير المعقول أن يسجل هذا الموسم أكثر من 30 هدفا لأن رونالدو لم يفعلها عندما كان ينشط مع نادي مانشستر يونايتد في الدور الإنجليزي، وهو ما يشكّل ضغطا رهيبا على لاعب مصري قد يكون هشا نفسيا كما شاهدناه في لقاء ليفربول أمام باريس سان جيرمان، حيث بدا غير مبتهج بالهدف القاتل الذي سجله فريقه ومكّنه من الفوز في آخر دقيقة، إذ كان محرجا ورمى قارورة الماء أرضا موازاة مع فرحة لاعبي ومدرب وجمهور ليفربول الهستيرية. سجل محمد صلاح في أول موسم له بألوان روما 14 هدفا، ورفع الرقم إلى 15 هدفا في الموسم الثاني، وكان هذا الرقم إعجازا بالنسبة إلى لاعب هو في الأصل ليس رأس حربة وليست مهمته التسجيل، لأجل ذلك يبدو الرقم الذي سجله الموسم الماضي 32 هدفا غير ممكن تحقيقه، في المواسم القادمة فهو استثناء لا يمكن تحقيقه في كل موسم وفي دوري إنجليزي معقد. وحتى عندما لعب محمد صلاح موسمين كاملين مع نادي بال السويسري وفي دوري متواضع، لم يتمكن من تسجيل سوى تسعة أهداف في موسمين، وما قدمه النجم المصري الكبير السنة الماضية هو ما يفوق طاقة لاعب يتمتع بسرعة مذهلة وبرودة دم تمنحه التركيز والتفنن في التسجيل من كل الوضعيات، فهو الذي منح مصر بطاقة العودة إلى المشاركة في كأس العالم، وهو الذي أعاد ليفربول إلى لعب الأدوار الأولى أوروبيا ومحليا، ولكن بقاء أي لاعب على نفس الريتم لا يتحقق إلا مع ظواهر الكرة مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو فقط. لعب محمد صلاح الموسم الماضي بعد عودته إلى الدوري الإنجليزي بحرارة بسبب ما تعرض له من تهميش من المدرب السابق لنادي تشيلسي، مورينيو، الذي لم يمنحه على مدار موسمين فرصة تقمص فيهما ألوان تشيلسي سوى 561 دقيقة فقط، ولم يسجل في موسمين مع النادي الأزرق سوى هدفين، وبعد أن رفع السقف على نفسه من خلال الإبداع الذي قدمه الموسم الماضي، حاصرته الضغوط فوجد نفسه في مأزق، ولحسن حظه أن النادي الأحمر ليفربول يتنفس انتصارات وإلا كانت حالة محمد صلاح ستزيد تعقيدا. مدرب صلاح السابق يكشف سبب تراجع مستواه مع ليفربول أرجع سعيد الشيشيني، المدرب الأسبق للمصري محمد صلاح نجم منتخب مصر ونادي ليفربول الإنجليزي في نادي المقاولون العرب المصري تراجع مستوى اللاعب إلى الضغوط التي يعاني منها في الفترة الأخيرة. وقال الشيشيني في تصريحات تلفزيونية: “صلاح يمر بفترة عصيبة وحزين على تراجع مستواه هذا الموسم، ويجب على الجميع مساعدته للعودة لمستواه الطبيعي”. وأضاف: “صلاح تعرض لضغوطات كبيرة هذا الموسم داخل الملعب وخارجه، وأزمات وكيله مع اتحاد الكرة المصري في بعض الأمور، وذلك أثر بشكل كبير في مسيرته”. وتابع: “الجميع ينتظر من صلاح مستوى أفضل من الموسم الماضي، لكني أرى أنه غير مطالب بإحراز الأهداف كالموسم الماضي، ويجب على الجميع مساعدته لأن الكرة تعانده هذا الموسم”. وأوضح: “صلاح مطالب بتغيير طريقة لعبه وإستراتيجيته لأن جميع المدربين يضعونه تحت حراسة محكمة في المباريات، ويتعرض لضغوطات فردية وجماعية”. وواصل: “لقطة إلقاء صلاح الزجاجة بعد هدف فريقه الثالث أمام باريس سان جيرمان على مقاعد البدلاء هو مشهد غير مألوف عنه ويوضح مدى الضغوطات التي يعاني منها وعدم رضاه عن مستواه”. وأتم: “يجب على الجميع مساعدته والوقوف بجانبه، وأيضا مدربه يورغن كلوب مطالبا بالجلوس معه والحديث عن مشكلاته وسبب تراجع مستواه حتى يستعيد الثقة مرة أخرى”. وظهر صلاح غاضبا خلال خروجه بديلا في الدقائق العشر الأخيرة لمباراة ليفربول وباريس سان جيرمان في الجولة الأولى من دور المجموعات لرابطة أبطال أوروبا، والتي تغلب خلالها “الريدز” بنتيجة 3-2. ولم يسجل صلاح سوى هدفين وصنع مثلهما خلال 6 مباريات هذا الموسم بكل البطولات، عكس الموسم الماضي الذي شهد تألقا لافتا للفرعون المصري.