كشف، مساء أمس، عائلة بودماغ القاطنة بديار لهوادف في ولاية سكيكدة، أن ابنتها خولة، البالغة من العمر 18 سنة التي نفذت ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء الماضيين، عملية انتحار بشرب مبيد حشرات سام، التفاصيل الدقيقة لهذه الفاجعة الأليمة التي ألمت بها، حيث صرح لنا والدها الملتزم يوسف، البالغ من العمر 57 سنة أنه قرر توقيف خولة عن الدراسة منذ أربعة أعوام حين كان عمرها 15 سنة هي وأختها الصغرى عندما أنهت السنة الثالثة متوسط وانتقالها للرابعة الموسم الدراسي المقبل، بحجة الاختلاط مع الذكور في حافلات النقل التي تقلهم إلى متوسطة العبزة محمد المختلطة ببلدية أم الطوب والتي لم تعجب والدها، بالإضافة إلى الحالة الاجتماعية المزرية التي يمر بها. ويروي لنا الشيخ يوسف قائلا "إن الحادثة وقعت أمسية الثلاثاء، حيث صلّت ابنتي صلاة العصر تم أمرتها بإدخال العجلين إلى الإسطبل ففعلت، ثم قامت بإحضار المياه، ثم قالت لوالدتها سأتكفل بتحضير عشاء والدي الذي يأكل عادة لمجة خاصة بسبب مرض المعدة الذي يعاني منه منذ مدة، وبين الفينة والأخرى تتفقدها والدتها التي كانت في المزرعة، وقبل صلاة المغرب أمرت زوجتي بمغادرة البستان والتوجه إلى المنزل ومباشرة بعد أدائي الصلاة جماعة وخروجي من المسجد شاهدت تجمع سكان القرية بالطريق العمومي، فهرعت مسرعا للاستفسار عن الأمر لأشاهد خالها يحملها بين ذراعيه هو وأختها الصغرى وهي تردد قائلة "تركتموني وحيدة، تركتموني وحيدة".. وبعدها تم نقلها بواسطة سيارات "الفرود" حيث لفظت أنفاسها الأخيرة، والدها صرح لنا أن سبب انتحار فلذة كبده يبقى مجهولا، أما والدتها صليحة دردار، وهي تروي لنا تفاصيل إقدام ابنتها البكر خولة على تنفيذ عملية الانتحار بتناول أدوية فلاحية سامة وخطيرة، حيث قالت تركتها في المطبخ وهي تحضر العشاء في الوقت الذي كنت أنا ووالدها نقوم بالأعمال الفلاحية بالمزرعة القريبة من المنزل، فرفعت راسي لأشاهدها تبكي بحرقة قلت لها "ما بكي يا خولة" قالت لي "اصمتي يا أماه كون بالكم فيا ماتخليونيش وحدي"، وعليها أثار الضرب على مستوى الوجه والصدر، ثم دخلت إلى المطبخ واضعة الخمار على وجهها، سألني والدها فقلت له أنها تحضر في العشاء وأخفيت عنه الأمر وعدت إليها مسرعة لاستفسر عن سبب بكائها فوجدتها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة ثم احتضنتها وفهمت بأنها تناولت السم، فأسرعت لكي أعطيها زيت الزيتون عله يقضي على مفعول السم لكن بعد فوات الأوان لأن السم فعل فعلته في جسمها، حيث أحرق أحشاءها، وتضيف أمها صليحة أن سبب وفاتها من خارج العائلة، رغم أنها لم تصارحن عن سبب إقدامها على الانتحار، هي لا تعاني من مشاكل عائلية أبدا.. الأم تبكي بحرقة وهي تقول أود معرفة سبب إقدامها على الانتحار خاصة وأنها تركتني حائرة، ولكن أنا متأكدة أن السبب من خارج العائلة.