صلاح الدين.ع:[email protected] ليس تقليلا من الشأن السياسي الوطني ولكن الجميع يتفق على أن المقابلة التي تجمع اليوم النسر الأسود بالفيصلي الأردني أهم من كل التهريج الانتخابي التي تشهده معظم بلديات وولايات الوطن، والسبب في ذلك المستوى المتدني الذي آلت إليه الطبقة السياسية على مستوى الأداء والخطاب، بالشكل الذي دفع المهتمين بالشأن السياسي إلى أن يكونوا جمهورا رياضيا في عز الحملة الانتخابية. كل الجزائريين تابعوا ملحمة السطايفيين مع أهلي جدة، وتفاعلوا مع تطوراتها وتداعياتها التي أخذت أبعادا أخرى غير رياضية حين حول الأشقاء السعوديين هزيمتهم إلى معركة غير شريفة، استهدفت النيل من كرامة الجزائريين جميعا بنسج قصص غريبة عن كلاب مذبوحة وجمهور يقصف اللاعبين بالصواريخ ومسؤولين تحولوا إلى إرهابيين !! أما الآن وقد تبين أن هذه الاتهامات مجرد محاولة لتغطية الهزيمة في الميدان، بشهادة الاتحاد العربي فإن أمام النسر الأسود عدة تحديات، أولها إرضاء الجماهير الرياضية " وغير الرياضية " التي تتطلع إلى أول مشاركة جزائرية في نهائي عربي، وثاني تحدي هو الرد ميدانيا على ادعاءات أهلي جدة من خلال إجراء مقابلة نظيفة وهي مسؤولية الأنصار كذلك. ويبقى الرهان الكبير يوم 17 ماي المقبل وهو يوم التتويج، وتشاء الصدف أن تتزامن مقابلة الذهاب مع الانتخابات التشريعية في الجزائر وهي محطة أخرى سيكون الجزائريون مخيرين فيها بين الانشغال بانتخاب أعضاء برلمان يدركون بحكم التجربة أنهم سيكونون " خضرة فوق عشا "وبين معايشة الحلم الرياضي والعودة بالذاكرة إلى سنوات خلت كان الجزائريون يصنعون فيها الفرجة والنصر ويبهرون العالم رغم قلة الحيلة وانعدام الامكانيات. قد يكون ما يجنيه لاعبو سطيف إذا حصلوا على الكأس العربية أقل بكثير مما يجنيه المترشحون الفائزون في الانتخابات، ومع ذلك فإن مايقدمه النسور للجزائر بجهدهم وعرقهم ستكون له قيمة رمزية عالية، مقارنة بما يقدمه ترس من النواب لا يقدمون ولا يؤخرون شيئا في اتخاذ القرارات وإدارة البلاد.