للشهرة ثمن، يصل في بعض الأحيان حتى إلى القتل، وهو ما يحصل في كل بلدان العالم مع مشاهير الكرة والغناء والتمثيل، وفيهم من وجدوا أنفسهم بين الأموات على صفحات الجرائد والمجلات وهم لا يدرون، وتظهر في الأخير أنها مجرد إشاعة، انتقلت هذه العدوى إلى الجزائر، حيث يموت الكثير من مشاهير الفن في الجزائر مرات ومرات وهم أحياء يرزقون، وهذا في وجود وسائل عديدة لشبكات التواصل الاجتماعي، ساعدت على نشر خبر وفاتهم بسرعة، وفي لحظة زمنية قصيرة، يصل إلى آلاف محبي هؤلاء المشاهير في الكثير من الميادين. صابونجي..عتقية طوبال ومحمد المازوني وغيرهم… موتى بين الأحياء تلاحق إشاعة الموت الكثير من فنانينا، حيث يتوفى بعضهم ثلاث مرات أو أربع، في مدة قصيرة وفي نفس العام، ويصل الحال إلى انتقال الكثير من محبيهم إلى إقامتهم ومكان سكناهم لتعزية أهاليهم، غير أنهم يقعون في حرج حين يجدون أنفسهم أمام حي يرزق، وما نشر في حقهم، مجرد أكذوبة استغلها بعض الناس فانتشرت كالنار في الهشيم، خاصة أن الأمر يتعلق بشخصية معروفة ومشهورة في ميدان ما، وأغلب من تطاردهم لعنة الإشاعة هم من يكونون على فراش المرض في المستشفيات، أو من يعانون من وعكة صحية مفاجئة، نقلوا من خلالها على جناح السرعة إلى أقرب مشفى، يشعل فتيل هذه الإشاعة مشترك واحد على شبكات التواصل الاجتماعي، لتشارك بين المجموعات ومستخدمي هذه الشبكات، حتى تصل إلى الآلاف منهم، فتصبح حقيقة في نظر الكثير، هذا في انعدام مصدر للخبر من وسيلة إعلامية أو جهة معينة، تؤكد أو تنفي ما يتداول بين الأفراد، كما آن الكثير ممن ينقلون هذه الأخبار لا يتريثون من أجل الحصول على الخبر الصحيح قبل نشره، على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي، وينشرون هذا الحدث مباشرة بعد وصوله إليهم دون التأكد من صحته. هم كثيرون من تطاردهم إشاعة الموت، حتى كلّوا منهم، فقد ماتت الممثلة القديرة "فريدة صابونجي" عدة مرات، فكانت تخرج في كل مرة تقص آثار الصدمة النفسية عليها وكذا نتائجها السلبية على أفراد عائلتها، والتوتر الذي يعيشونه بعد كل إشاعة، لكنها لم ترحم من طرف من يصنع هذه الأكاذيب، أما الممثلة القديرة "عتيقة طوبال"، فمنذ اليوم الذي نشرت فيه صورتها وهي طريحة الفراش في مشفى، وإشاعة الموت تطاردها أينما حلت، صورة تتداول بين رواد التواصل الاجتماعي وهي تبتسم، غير أنها لم تشفع لها بالموت مرات ومرات، كما هو الحال مع المطرب "محمد المازوني" الذي وافته المنية قبل شهرين، وانتشر الخبر بسرعة في فترة زمنية قصيرة، غير أنه أطل علينا ليخبرنا أنه حي يرزق، وأن إشاعة وفاته مجرد أكذوبة فحسب، أما المرحوم "هواري جديد" المعروف ب"بوضو" فقد لاحقته إشاعة وفاته حتى آخر يوم من حياته، وكان ملزما في عدة مرات بالظهور سواء في فيديوهات مسجلة رفقة أصدقائه أو تعليقات على صفحات الفيسبوك يطلب فيها من الجميع أن يتوقفوا عن قتله في كل مرة، حتى مات موتته الحقيقية. آثار نفسية حادة عليهم وعلى عائلاتهم كيف تكون ردة فعل الواحد منا حين يخبر بوفاة أحد أقربائه، أكيد أن الأمر صعب جدا، وهذا ما يحدث مع الكثير ممن قتلهم رواد التواصل الاجتماعي وهم لا يدرون، خاصة أن خبر وفاتهم ينقل لهم عبر اتصال هاتفي من طرف محبيهم أو من وسائل إعلامية، تعلمهم أنهم في عداد الموتى، تترك هذه الأكاذيب آثارا سلبية حادة، على الشخص المعني وكذا على عائلته، لكن يبقى السؤال المطروح، من المستفيد يا ترى من اعلان وفاة فنان مشهور، هل الأمر مجرد صدفة، أم أن الأمر يتعلق بكسب أكثر عدد ممكن من المتفاعلين من إشاعة قتل نفس. تبقى الإشاعة مستمرة حتى ولو تعلق الأمر بروح إنسان، وسواء كان الأمر مفتعلا أو دون قصد، فإن آثاره كارثية على الأشخاص.