كثيرة هي الصور والأخبار والإشاعات والرسائل الإلكترونية التي تتداول يوميا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها الفايسبوك. وبين الحقيقة والكذب يحاول البعض التعرف على مدى صحتها لشدة انتشارها وتأثيرها على الرأي العام، ما جعلها عادة يومية قضت على كذبة أفريل التي قد ننخدع بها كل عام. من منا لايعرف كذبة أفريل، أو ما يطلق عليها “سمكة أفريل” التي كنا نترقب قدومها. فكثيرة هي المواقف التي تحصل للنيل من شخص ما أو زرع الرعب في قلوب البعض، أو حتى جس نبض الحبيب عن مدى خوفه واهتمامه بالطرف الثاني في قالب من المزاح أو الدعابة. إلا أن هذه العادة لم يعد لها مكان أمام الكم الهائل من الأكاذيب والأقاويل والإشاعات التي تقع على مسامعنا كل يوم. فبعضها طريف وبعضها محزن جراء كثرة الكذب، لدرجة أنها حولت حياة البعض إلى كابوس معلنة حالة طوارئ خوفا من المستقبل المجهول. وفي هذا الشأن ارتأت “الفجر” أن تسلط الضوء على هذا الموضوع، وتقف على بعض من الأمثلة والأكاذيب التي عاشها الناس طوال سنة. الترحم على أرواح شخصيات مهمة قبل أن يأتي أجلهم عادة ما تقوم بعض المواقع الاجتماعية بتناقل أخبار كاذبة عن موت شخصيات معروفة. ولكن الخبر المزعوم عن موت رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من بين أهم الإشاعات التي تداولت عبر موقع الفايسبوك، وزعم خبر سفره للعلاج في إحدى مستشفيات سويسرا، ليتضح فيما بعد أنها مجرد إشاعة وتكذب في نفس اليوم بعد بث فيديو استقباله لأحد السفراء، بالإضافة إلى تداول خبر وفاة المدرب السابق كرمالي، وكذا خبر وفاة عبد الحميد زوبة، مؤسس فريق جبهة التحرير ومدرب سابق للفريق الوطني لكرة القدم.. كما لم يسلم بعض الفنانين والإعلامين من إشاعة خبر وفاتهم، أمثال الفنانة القديرة فريدة صابونجي، والإعلامي كريم بوسالم، بحادث مرور، إلا أنه تم تكذيب الخبر بعد أيام قلائل. .. و”جون راك زعفان” لايزال على قيد الحياة كما فندت عائلة محمد قارة، المعروف لدى سكان العاصمة باسم “جون راك زعفان”، خبر مقتل ابنها المعاق ذهنيا، واكتفت عائلته التي ماتزال في حالة حيرة من مصدر الخبر الذي أشاع وفاة محمد بطريقة وحشية، وتداول خبر انتزاع أعضائه والعثور على جثته في إحدى شواطئ العاصمة، وهو الأمر الذي تسبب في مضاعفة مرض والده الطريح الفراش منذ 20 سنة عندما سمع بخبر وفاة ابنه بتلك الطريقة.. إقالة وتنصيب مسؤولين كما لم يسلم الجهاز الحكومي، هو الآخر، من بعض الإشاعات فيما يخص قرار التعديل الوزاري، كإقالة أشخاص وتنصيب مسؤولين، أمثال عمار غول لمنصب الوزير الأول أو إقالة وزيرة الثقافة خليدة تومي، وتعيين آخرين مكانهم. عودة القروض الاستهلاكية أسال خبر عودة القروض الاستهلاكية لعاب الكثيرين، خاصة المتلهفين لشراء سيارات بالتقسيط، بعدما عجزوا عن الحصول عليها مباشرة وفي مقدمتهم الشباب، إلا أنهم اصطدموا بخبر تكذيب هذه الإشاعة والتي بنوا عليها أحلامهم في الحصول على سيارة ترضيهم. اختطافات “كاذبة” للأطفال كالنار في هشيم الفايسبوك أدت ظاهرة الاختطاف في الآونة الأخيرة إلى تخوفات العائلات الجزائرية من اختطافات محتملة للأطفال، حيث تصاعدت حدة الظاهرة مع تنامي قوي للإشاعة عبر مواقع الفايسبوك التي أصبحت كالنار في هشيم الشارع الجزائري، وعرض صور وأرقام هواتف لأطفال تعرضوا للسرقة. إلا أن مصالح الأمن كذبت الخبر وأعطت تصريحات رسمية بعدد الأطفال المختطفين، وفندت الأخبار الكاذبة. الفاسيوك يقضي على سمكة أفريل لا يمكننا التعرض لجميع الأكاذيب والإشاعات التي تدوالتها مواقع الفايسبوك، نظرا لعددها الهائل واستحالة نشرها جميعا، إلا أن هذا الموقع استطاع في فترة وجيزة أن يقضي على تقليد كذبة أفريل التي يعود تاريخا لقرون مضت بعدما كانت تقليدا سنويا ينتظرها البعض بفارغ الصبر، حيث لم يعد لهذه السمكة مكان في بحر كذب الفايسبوك الذي بات روتينا يوميا نترقب حدوثه في أي لحظة، وعلى سمكة افريل لعام 2013 العودة إلى سباتها.. فلم يعد لها مكانا بيننا، على أمل أن تعود بأخبار مفرحة العام القادم كرد لاعتبارها أمام “قرش” الفايسبوك.