عاد جدل حضور المرأة السعودية إلى الملاعب بِقوّة، مع اقتراب تنظيم هذا البلد الخليجي مباراة الكأس الممتازة للأندية الإيطالية بين فريقَي جوفانتوس وميلان آسي. ويحتضن ملعب "الملك عبد الله" بِمدينة جدة السعودية هذا اللقاء، مساء ال 16 من جانفي الحالي. بعد اتّفاق وُقّع بين اتحادَي الكرة الإيطالي والسعودي ومسؤولي ناديَي جوفانتوس وميلان آسي. عِلما أن هذه المنشأة الكروية تتّسع لِأكثر من 62 ألف مُتفرّج. وسبق لِبلد عربي خليجي آخر احتضان نفس المباراة، لكن في نسختَي 2014 و2016. والأمر يتعلّق بِالعاصمة القطرية الدوحة. وتساءلت الصحيفة الإيطالية الشهيرة "كورييري ديلا سيرا" في أحدث تقرير لها بِهذا الشأن، إن كانت إدارة ملعب "الملك عبد الله" ستسمح للنساء بِحضور وقائع مباراة جوفانتوس والميلان. وأضافت نفس وسيلة الإعلام تقول: "ماذا لو اتّفقت إدارة جوفانتوس وميلان آسي على عدم إجراء مباراة الكأس الممتازة، إذا لم يُسمح للنساء بِدخول ملعب مدينة جدة السعودية؟". واختتمت الصحيفة ذاتها تقول، إن المنظمين باعوا لِحد الآن 50 ألف تذكرة، يُجهل إن كانت نسبة منها مُخصّصة للنساء، من عدمه. ومعلوم أن حضور المرأة السعودية إلى الملاعب المحلية لِمتابعة وقائع المقابلات الكروية، كان ممنوعا زمن "سطوة" هيئة الأمر بِالمعروف والنهي عن المنكر. لكن هذا القرار أُلغي مطلع العام الماضي، بعد شروع النظام الملكي السعودي في تطبيق سياسة جديدة، لعب وليّ العهد "الشاب" محمد بن سلمان دورا كبيرا في رسمها. فحواها التخلّص من "أعباء" رجال الدين، والتفتّح على الغرب. مثلما كان الشأن مع السماح للمرأة في هذا الخليجي بِقيادة السيارة، وفتح دور السينما، وتنظيم الحفلات الغنائية. وبِالموازاة مع ذلك، اعتقال الشخصيات الدينية المُعارضة لِهذا التوجّه الجديد لِسلطات الرياض، أو/ و"إسكاتها". ويضمّ فريق جوفانتوس في صفوفه النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يُحظى بِشعبية عالمية جارفة، خاصة لدى الجنس اللطيف. فهل ستتدخّل "عصا" رجال الدين لِمنع المرأة السعودية من ارتياد ملعب جدة، والتمتّع بِوسامة وأناقة هذا اللاعب الفذّ، أم تتمرّد "عبلة" وتحضر في المدرجات بِطريقة أو أخرى؟