تباينت آراء اللاعبين والتقنيين الذين اتصلت بهم "الشروق" من اجل الحديث معهم حول التدرب واللعب خلال شهر رمضان، وهي القضية التي أثارت جدلا كبيرا في السنوات الأخيرة. * وستكون اغلب الأندية الجزائرية مطالبة باتباع برنامج خاص في التحضير للموسم المقبل، على اعتبار أنها مجبرة على مباشرة التدريبات في شهر رمضان. * واقترح الكثير من المختصين أن تكون التدريبات خلال السهرة من اجل تفادي إرهاق اللاعبين، خاصة ان رمضان هذا الموسم تزامن مع شهر أوت الذي يتميز بحرارة كبيرة. * وتكون اغلب الأندية الجزائرية معفاة من اللعب خلال الشهر الفضيل، باستثناء مولودية الجزائر وشبيبة القبائل، خاصة هذه الأخيرة التي ستلعب مباراة في ادغال إفريقيا وفي منتصف النهار، وهو ما سيزيد من متاعب الكناري الذي ضيع ثلاث نقاط على أرضه في الجولة الماضية، وسجل بداية متواضعة في كأس الاتحاد الإفريقي وهو الذي توج بهده المنافسة ثلاث مرات على التوالي في شهر رمضان في بداية هذه الألفية. * وكانت الفيفا قد نشرت في وقت سابق دارسة للدكتور ياسين زرقيني الذي اكد من خلالها انه يجب اتباع نظام غذائي معيّن خلال الشهر الفضيل، يسمح للاعبين بمكابدة الجوع والعطش والإرهاق خلال المواجهات الرسمية التي تقام في رمضان، مشيرا إلى أنه لاحظ أن عديد اللاعبين -بينهم الجزائريون- يتناولون نفس الأطباق والوجبات التي تعدّ لغير الكرويين. * ونصحت ذات الدراسة اللاعبين بالإكثار من شرب العصائر الغنية بمادة "الغلوكوز" خلال فترة الإفطار، والتي تساعد على توفير الطاقة اللازمة، وتعين الوجبات الغنية بالبروتينات على تقوية العضلات والحماية من الإصابات، مع تناول الأكلات الغنية بالنشاويات في فترة السحور، في حين يبقى الماء عنصرا حيويا لا بديل عنه، والذي يتوجب على اللاعبين استهلاكه طوال فترة الليل وبانتظام، لا سيما في الأيام التي تعرف معدلات عالية من الحرارة. * ق. ر * * حاج عدلان: * "اللعب أثناء الصيام جحيم والتحضيرات ليلا أفضل" * قال لنا اللاعب السابق لاتحاد العاصمة حاج عدلان إن اللعب أثناء الصيام جحيم حقيقي، لأن اللاعب عادة ما يفتقد أثناءه الأكل والماء وخاصة النوم، لذا ينصح بعدم برمجة مباريات رسمية وحتى ودية قبل الإفطار، بينما ليلا فأرى أن كل شيء مسموح به، طالما أن اللاعب يستفيد من كل العوامل الضرورية ويكون مثل سائر أيام السنة. * أما بخصوص التحضير خلال الشهر فينصح -قال حاج عدلان- بالاكتفاء ببعض التمارين الخفيفة، وهي في الواقع حصة تحضير للحصة التي تقام ليلا، بينما في حال التدرب بكثافة خلال فترة الصوم فتلك هي الكارثة، لأنها تضر بصحة اللاعب. * ولا زال هداف البطولة الوطنية سنة 1995 يتذكر ما حدث له ولفريقه اتحاد العاصمة سنة 1985 لما تنقلوا إلى ورڤلة وواجهوا المولودية المحلية لحساب بطولة القسم الثاني، يومها كاد هؤلاء أن يفارقوا الحياة بعدما لعبوا 90 دقيقة تحت حرارة حارقة وهم صائمون، وهي -كما قال- أسوأ مباراة وأصعبها على الإطلاق لعبتها -قال حاج عدلان- في مشواره الكروي.
* كمال جحمون (لاعب سابق): * "لعب كرة القدم مستحيل في حالة الصيام" * قال المهاجم الدولي الأسبق كمال جحمون إن ممارسة كرة القدم خلال شهر رمضان وقبل الإفطار خلال موسم الصيف، أمر شبه مستحيل، نظرا للحرارة الشديدة التي تؤثر مباشرة على مردود اللاعبين، والتي يستنزف فيها الجسم طاقته بسرعة: "لا يمكن لعب كرة القدم خلال شهر رمضان في موسم الصيف، نظرا للحرارة التي تؤثر على حالة اللاعبين وتضر بهم، لذلك لا يمكننا أن ننتظر مردودا منهم. وعلى العكس، يمكن اللعب بعد ساعتين أو ثلاث من الإفطار مثلما كنا نفعله مع مولودية الجزائر، كنا نلعب مبارياتنا ابتداء من العاشرة عشر ليلا بعد ساعتين أو ثلاث من الإفطار، وكانت تدور في أحسن الأحوال." * وأضاف هداف مولودية الجزائر في الثمانينيات انه من المستحسن التحضير خلال شهر رمضان بعد الإفطار في ساعة متأخرة، رغم أن نتائج الاستعدادات لن تكون ناجحة مئة بالمئة وقال: "يمكن التحضير خلال شهر رمضان شرط أن تكون في شكل تربصات مغلقة وفق نظام غذائي معين، والتدريبات بعد الإفطار، صحيح أن النتائج لن تكون مئة بالمئة، لكن يمكن الوصول إلى جاهزية 60 من إلى 70 بالمئة. ولدي تجربة مع العميد، حينها كنا نحضر في تربصات قصيرة من 3 الى 4 أيام، بعدها نغادر إلى عائلتنا ثم نعود للتجمع بعد يومين، وكنا نتدرب إلى وقت الصحور." * ل. طاكبو * * رشيد آيت محمد (المدير التقني لأولمبي الشلف): * "التدرب ساعة قبل الإفطار أفضل حل في رمضان" * كشف المدير الرياضي لفريق جمعية الشلف رشيد ايت محمد، انه لا بد من اتباع نظام معين لإنجاح عميلة التحضيرات خلال شهر الصيام، وذلك راجع لتغير سلوكات الرياضيين، خاصة لاعبي كرة القدم في رمضان، حيث يشتكون من نقص النوم وتغير في نظام الأكل، وهذا ما يؤدي غالبا إلى اكتساب الوزن الزائد، الذي يؤثر مباشرة على لياقة اللاعب. وقال ايت محمد: "لا بد من اتباع برنامج خاص في شهر رمضان لإنجاح عملية الاستعداد، ومراعاة المتغيرات التي يتعرض لها الرياضي نتيجة الصيام من تغير في الريتم البيومتري للاعب نتيجة نظام الأكل والنقص في النوم، ما يؤدي غالبا إلى كسب الوزن الإضافي، الذي يؤثر على لياقة اللاعب، وهو ما ينبغي على المدرب أخذه في عين الاعتبار. * ومن الصعوبات كذلك التي يصادفها اللاعبون في شهر رمضان عند إجراء التمارين أو خلال المنافسة، فقدان كمية معتبرة من الأملاح نتيجة العرق الشديد وتعذر شرب المياه بطريقة منتظمة، وهنا غالبا تكمن صعوبات التحضيرات في الصيام، التي اعتبرها أمرا شاقا جدا بالنسبة للاعبين، وحتى المدربين الذين لا بد عليهم من إيجاد الحلول المناسبة." * واقترح ايت محمد عدة حلول لذلك، من بينها التدرب ساعة قبل موعد الإفطار، ما يساعد على تعويض كمية الأملاح التي يفقدها اللاعب نتيجة المجهود الذي قام به، وذلك عن طريق الشرب المنتظم للمياه لاسترجاع الأملاح. ونصح الخبير الرياضي كذلك بحصة ثانية تكون أربع ساعات بعد الإفطار، يمكن فيها رفع نسق العمل دون مواجهة أي مشكل كان. * ل. طاكبو * * بوعلام لعروم (تقني ومدرب): * "من الأفضل إنهاء التدريبات قبل منتصف الليل وتناول العجائن" * قال بوعلام لعروم إن اللاعب خلال شهر رمضان يقدم مستوى اقل مما يقدمه في سائر أيام السنة، موضحا أنه على أي مدرب برمجة التدريبات على الساعة ال22:30، على ان تنتهي قبل منتصف الليل بربع ساعة. * وحسب لعروم، فإنه من الضروري أن ينتهي الفريق تدريباته قبل دخول اليوم الموالي، ليتسنى للاعب النوم ساعتين قبل أن يقوم ليتناول وجبة الصحور، ومن الأفضل ان تكون صحية لتسمح له بتعويض الأملاح التي فقدها. * ويرى لعروم أن على اللاعب أن يضحي بسهرات رمضان، إن كان يحرص على الحفاظ على لياقته، وتقديم أفضل ما لديه أثناء المباريات: "اللعب أو التدريبات في وقت الصيام يؤثر كثيرا على اللاعبين، ويجب أن لا يتبقى وقت طويل بين نهاية المباريات ووقت الإفطار، ومن الأفضل أن يضحي الجميع بسهرات رمضان، لكي لا تذهب جهود اللاعب مهب الرياح". * ويمكن لحجم التدريبات أن يكون كبيرا بعد الإفطار، ولكن على اللاعبين تناول وجبات صحية، تسمح لهم بمقاومة الجوع والعطش، على غرار العجائن، فهي مفيدة لكل الرياضيين. * ب. وهاب * * خالد لونيسي (لاعب دولي سابق): * "التدرب في رمضان عادي وقبل الإفطار أفضل" * اعتبر اللاعب الدولي السابق خالد لونيسي، أن تدرب اللاعبين في شهر رمضان أمر جد عادي، مؤكدا أن الصيام لا يشكل أي عائق أمام تحضيرات الأندية "كنا نلعب لقاءات البطولة عاديا في رمضان ولم نتأثر بذلك" قال لونيسي، الذي أضاف بأنه كان يلعب أحسن المباريات وهو صائم. * في نفس السياق، قال المناجير العام الجديد لاتحاد عنابة إن برمجة الحصص التدريبية أثناء الصيام وقبل موعد الإفطار أفضل بكثير من إجرائها ليلا، معللا ذلك بالثقل الذي سيشعر به اللاعبون بعد إفطارهم مقارنة مع خفتهم وهم صائمون. * إلى ذلك، أوضح لونيسي أن الأمر يرتبط أيضا بكيفية ضبط حجم التدريبات، التي لا يجب أن تتجاوز الحدود، خاصة مع الحرارة الشديدة التي تميز رمضان في فصل الصيف، مؤكدا على ضرورة تفادي كثافة العمل في التدريبات خلال الصيام. * من جهة أخرى، وبالنظر إلى تجربته الاحترافية، أوضح خالد لونيسي أن الأمر يختلف بالنسبة للاعبين المسلمين الذين ينشطون في أوروبا، على اعتبار أن المدربين هناك لا يراعون صيام اللاعبين، ويطالبونهم ببذل نفس المجهودات مع زملائهم. * ح. سمير * * نور الدين سعدي (مدرب): * "اللعب أو التدريب ليلا في رمضان هو الحل" * يرى المدرب نور الدين سعدي أن التدرب أو اللعب في رمضان نهارا كارثة حقيقية، وذلك مضرا فعلا بصحة اللاعب، مشيرا إلى أن الحل يكمن في تحويل كل النشاط البدني إلى الليل، وذلك يعود بنفس الثمار وبنفس الفائدة على اللاعب، كما يرى أن كل شيء يتوقف على معارف وكفاءة المدرب الذي تقع على عاتقه مهمة ضبط برنامج التدريب "أتذكر جيدا، السنة الماضية لما تنقلنا للتربص في فرنسا، بعض الأطراف علقت على ما ذهبنا للقيام به، غير أنهم لا يعرفون شيئا عن البرنامج الذي ضبطته من قبل من أجل تطبيقه في الميدان، وببساطة لقد حولت برنامج النهار إلى الليل، لأن عامل الوقت لم يسمح لنا بالتحضير للموسم بطرق أخرى، ولم يكن أمامنا أي خيار آخر، يومها اخترت العمل في الخارج كون الإمكانات هناك جاهزة واللاعب عادة ما يكون مستعدا لتقبل البرنامج العملي، وفي نهاية التربص لاحظت أن النتائج المرجوة تحققت والفريق كان جاهزا مئة بالمئة، أما بعد رمضان فقد قمنا ببعض الحصص من أجل إعادة التأقلم مع العمل نهارا. * وبخصوص العمل نهارا فهو مسموح به لكن ليس بكثافة، بل بالقيام بتمارين عضلية، واللعب بالكرة قليلا، وغالبا ما تكون بمثابة حصص لتحضير الحصص الليلية. * جمال. أ