واصل رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، صناعة الجدل ب"خرجاته". ففي منشور جديد له، هاجم مقري ما وصفها "الأحزاب الضعيفة"، وقال إن استمرار وجودها لا يخدم مشروع الانتقال الديمقراطي، الذي لا يزال مؤجلا. وكتب مقري، في آخر منشور له على صفحته الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك) إن: "استمرار وجود أحزاب ضعيفة في البلد لا يساعد على الانتقال الديمقراطي". ولم يشر الرجل الأول في حركة "حمس" إلى أي من الأحزاب الضعيفة التي تحدث عنها. غير أن النقطة الثانية من منشوره ألمحت ولو ضمنيا إلى أحزاب يرجح أنها هي التي دخل قادتها في خلاف معه، ولعل على رأس هذه الأحزاب حزب "جيل جديد"، الذي يرأسه جيلالي سفيان، الذي كان قد وجه له انتقادات لاذعة، بعد تسريب لقائه بمستشار وشقيق الرئيس بوتفليقة، وهو اللقاء الذي جاء في إطار سلسلة المشاورات التي أطلقتها "حمس" من أجل الوصول إلى التوافق الوطني. وعلق رئيس حزب "جيل جديد" يومها على لقاء مقري بمستشار الرئيس وشقيقه، بقوله إن حركة مجتمع السلم، سعت من خلال هذا اللقاء، إلى الحصول على "مكاسب سياسية" على حساب بقية أحزاب المعارضة، وهو ما نفته قيادة الحركة. ومعلوم أن حركة مجتمع السلم و"جيل جديد" كانا عنصرين فاعلين في "أرضية مزفران"، التي دعت إلى انتقال ديمقراطي، غير أن السلطة تصدت لهذه الأرضية في مهدها، وذلك برفض الحوار بشأنها، ما جعلها تصل إلى طريق مسدود. ما يعزز هذه المقاربة، هو تأكيد مقري في منشوره أن "المرحلة (التي تمر بها البلاد) تتطلب الجمع لا التفرقة والصراع لن يحل مشاكل الجزائر"، كما شدد على أن "المصلحة أن نكون يدا واحدة بعيدا عن الطمع والخوف والانتهازية". كما يرجح أن يشمل منشور مقري أيضا، "حركة البناء" المنشقة عن الحركة الأم "حمس"، والتي يرأسها الوزير السابق، عبد القادر بن قرينة، وهي الحركة التي "نازعته" في مشروع التوافق الوطني، إذ في الوقت الذي كانت قيادة "حمس" في مشاورات ماراطونية مع أحزاب معسكر الموالاة (حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، الحركة الشعبية)، أطلق بن قرينة بدوره مشاورات حول مبادرة مشابهة، وهو ما اعتبر من قبل مقري، تشويشا على مبادرته، التي لقيت في البداية ترحيبا من حزب عمارة بن يونس (الحركة الشعبية)، المحسوب على الموالاة. كما أعلن مقري في منشوره أن حركة الراحل نحناح، "مستعدة للحوار مع جميع الأطراف من أجل مصلحة البلاد"، وهذا بعد أن أكد بأنه أخبر أحزاب المعارضة "بكل المعطيات التي وصلتنا ليكون العمل جماعيا". ولم يفصح مقري، عن طبيعة المعطيات التي وصلته، وكذا الجهات التي مكنته منها، وهل مصدرها اللقاء الذي جمعه بشقيق الرئيس ومستشاره الخاص، أم أن مصدرها جهات أخرى. ومن شأن هذا التصريح أن يجلب لمقري متاعب جديدة مع الأحزاب الصغيرة، طالما لم يسم الجهات التي قصدها بمنشوره.