بعد تجميدها منذ 2009، شرع عمال بريد الجزائر في إيداع طلبات الاستفادة من أموال الخدمات الاجتماعية التي تكدست لمدة 10 سنوات، وذلك للاستفادة من إعانات لتمويل شراء المساكن (دفع الأشطر لمختلف الصيغ) وبناء السكن (الريفي) والزواج إضافة لسلفة استثنائية، ستكون في شكل قروض دون فائدة. في السياق، تشير مراسلة للجنة المركزية للخدمات الاجتماعية والثقافية لعمال بريد الجزائر مؤرخة في 23 جانفي 2018 بأن اللجنة تعلم كافة عمال وعاملات المؤسسة بانطلاق عملية استقبال ملفات الحصول على السلفات (قروض دون فائدة) المتضمنة في مدونة لجنة الخدمات الاجتماعية والثقافية. وأشارت المراسلة إلى أن القروض دون فوائد، تتمثل في تمويل بناء مسكن أو شرائه، إضافة لسلفة الزواج وأخرى سميت السلفة الاستثنائية. وكما هو معلوم، فقد تجمدت الحسابات المالية للخدمات الاجتماعية لبريد الجزائر منذ 2009، أي منذ 10 سنوات، حيث تكدست فيها أكثر من 200 مليار سنتيم بسبب خلافات نقابية، فيما تشير مصادر أخرى ببريد الجزائر إلى أنها تفوق 400 مليار سنتيم. وأفاد مصدر موثوق بلجنة الخدمات الاجتماعية والثقافية لبريد الجزائر، ل"الشروق"، بأن الإعانات المالية (قروض دون فوائد) هي جزء فقط من نشاطها الذي سيمتد ليشمل إعانات للأيتام والأرامل والرعاية الصحية خاصة الأمراض المزمنة والعمليات الجراحية التي تتعدى 20 مليونا (إعانة وليست قرضا). وحسب ذات المصدر، فإن الأولوية حاليا هي لقروض السكن وستكون دون فائدة، وهذا بالنظر للبرامج الواسعة التي أطلقتها الدولة، وحاجة عمال المؤسسة لتسديد الأشطر أو بناء مسكن (خاصة السكن الريفي). وأوضح المصدر أن القروض دون فوائد للسكن ستكون في حدود 40 مليون سنتيم، والزواج حددت ب20 مليون سنتيم، إضافة للسلفة الاستثنائية التي تتعلق بأمور طارئة وغير متوقعة لعمال المؤسسة. ويحصي بريد الجزائر حاليا أكثر من 27 ألف موظف، إضافة لما يقارب 4 آلاف مكتب بريدي. وتحفظ مصدرنا على كشف قيمة الأموال التي تكدست في حسابات الخدمات الاجتماعية منذ 2009، وأشار إلى أن لجنة التدقيق تقوم حاليا بتحقيق لتحديد المبالغ بدقة نظرا لأن هناك أموالا من حسابات الخدمات الاجتماعية تم صبها في حسابات التعاضدية العامة لعمال القطاع.