بصبر كبير أمام عاصفة الزمالك التي هبّت بعنف في الشوط الأول، وبهدوء لا مثيل له، تمكن نصر حسين داي من العودة بنقطة من ذهب من مباراة كانت على الورق للمحليين نادي الزمالك المسيطر بالطول وبالعرض هذا الموسم على الكرة المصرية، حيث يتصدر الترتيب منذ بداية الموسم وبفارق تسع نقاط كاملة عن غريمه الأهلي، المهتم أكثر برابطة أبطال إفريقيا. نادي الزمالك الذي وضع ضمن أهم أهدافه الحصول على لقب الكونفدرالية، لأول مرة في تاريخه، كان قد خسر في اللقاء الأول في كينيا أمام غورماهيا بثلاثية مقابل هدفين، ولم يكن أمامه من خيار غير الفوز على النصرية لتتساوى كل أندية المجموعة بثلاث نقاط، فسار الشوط الأول في اتجاه واحد، وتمكن النصرية من الخروج بهدف واحد في شباكها يعود بالدرجة الأولى للحارس الشاب قاية مرباح الذي أبان عن ردّ فعل ومهارات قد تجعله في أقرب الآجال حارسا أساسيا للخضر، خاصة أنه في ربيعه الرابع والعشرين فقط. مرباح ابن تيزي وزو الذي قدم للنصرية في خريف 2016 قادما من الأربعاء، قاد المدافعين بطريقة بطولية فمنع المصريين من التسجيل عندما سيطروا تماما على المباراة في الشوط الأول، ومنعهم من التسجيل عندما صاروا يعتمدون على الهجمات المرتدة في الشوط الثاني، فجاء هدف فوزي يايا مستحقا في آخر دقيقة من المباراة، التي تحوّلت بعد إعلان الحكم نهايتها إلى دموع فرحة جزائرية ودموع حسرة مصرية، وستسافر النصرية في 24 فيفري الحالي إلى العاصمة الكينية لمواجهة غورماهيا، وهي مطمئنة على مستقبلها في هذه المنافسة، لأن الخسارة لن تؤثر على مسار النصرية التي تستقبل بعد أسبوع من رحلتها نفس المنافس ويصبح الفوز عليه في ملعب 5 جويلية يعني العودة إلى المركز الأول الذي انفردت به النصرية أول أمس بأربع نقاط، تاركة المركز الثاني لممثلي كينيا وأنغولا بثلاث نقاط، والمركز الأخير للزمالك بنقطة واحدة. تعادل شبيبة الساورة أمام الأهلي المصري وتعادل النصرية أمام الزمالك هو مؤشر إيجابي بالنسبة للكرة الجزائرية التي ستدافع عن حظوظها في أمم إفريقيا في مصر، أمام منتخب مصري، 80 بالمئة من لاعبيه ينتمون لهذين الناديين، بينما لا يوجد من فريقي الساورة ونصر حسين داي أي لاعب ضمن ترسانة جمال بلماضي، وهو ما يعني أن اللاعبين المحليين في الجزائر في نفس مستوى لاعبي منتخب مصر الأول، في انتظار مواجهة شباب قسنطينة المرتقبة ذهابا وغيابا أمام النادي المصري الثالث الإسماعيلي. سار فريق نصر حسين داي على طريق ممثلي الجزائر في رابطة أبطال إفريقيا، شباب قسنطينة وشبيبة الساورة، من حيث الأداء الهادئ والذكي واقتصاد طاقة اللاعبين وتوزيعها على دقائق المباراة التسعين، فبالرغم من أن الزمالك لعب على أرضه وأمام أنصاره، وبالرغم من أنه كان متقدما بهدف ومسيطر بالكامل على المباراة، إلا أن الجانب البدني في الشوط الثاني كان لصالح رفقاء الحارس مرباح بالرغم من أن النصرية تضم عددا من اللاعبين المتقدمين في السن مثل أحمد قاسمي الذي بلغ في 24 نوفمبر الماضي 34 سنة، ولكنه حافظ على إيقاعه البدني طوال المباراة، في الوقت الذي خرّ أرضا نجوم الزمالك الدوليين ومنهم المصريين يوسف أوباما وعبد الله جمعة وإبراهيم حسن والمغربيين بوطيب مسجل هدف الزمالك وأحداد الذي دخل احتياطيا وكان أثقل من صاحب ال 34 سنة أحمد قاسمي، وحتى اللاعبين التونسيين في نادي الزمالك وهما نقاز وساسي تعبا في الشوط الثاني وأكملا المباراة بصعوبة. لا يمكن القول بأن النصرية كانت أو ستكون أحسن من الزمالك، لكن النصرية لعبت بطريقة المحترفين والخبراء الذين ينالون من كل مباراة ما يريدون تحقيقه، وحتى إذا خسروا فإن ذلك يتحقق بأقل الأضرار، حيث يمكن التعويض بسرعة، وكل المؤشرات تصب في صالح نصر حسين داي للتأهل للدور الربع النهائي من منافسة كأس الكونفدرالية، وقد يكون رائدا لمجموعته، وفي حالة إقصاء الزمالك من المنافسة، فمن حق النصرية أن تحلم بالتتويج بلقب هذه الكأس التي لم يفز بها من الفرق الجزائرية غير شبيبة القبائل. ب.ع