كشفت مصادر عليمة في المصالح الصحية بعدد من المؤسسات الاستشفائية بالجنوب، عن ظهور حالات أمراض عديدة، يعاني منها الرعايا العاملون في التنقيب عن الذهب في بعض المواقع، وأكدت ذات المصادر، على إطلاع بما يجري بإحدى المستشفيات بولاية ايليزي، عن تنامي حالات الإصابة بالأمراض التنفسية، وسط العاملين في ورشات التنقيب وتصفية الذهب على مستوى مدينة جانت بجنوب الولاية. وتأكد مؤخرا بأن وفاة بعض المرضى، بسبب إصابتهم بأمراض لها علاقة بالغبار الناجم، عن عمليات تفتيت وغربلة الحجارة والأتربة التي تتم معالجتها على مستوى المحيطات الفلاحية بالمدينة، أين تأكد تسجيل إصابات كثيرة في الجهاز التنفسي للعاملين في تلك الورشات، خصوصا وأن تلك الورشات ينبعث منها غبار كثيف، لا يتسبب فقط في إصابة العاملين فيه، بل يؤدي إلى تضرر المحيط الذي توجد فيه تلك الورشات، حيث أصبح هذا النشاط مبيدا حقيقيا للمزروعات بفعل الغبار وبعض المواد المستعملة فيه، من جهة أخرى، سجلت المصالح الصحية عددا من الإصابات الناجمة عن استعمال بعض المواد التي وصفت بالخطيرة، في البحث عن الذهب، بينها الزئبق، ومواد كيماوية أخرى مجهولة، قيل أنها تجلب من دول على غرار النيجر وتشاد، وتستعمل في التنقيب عن المعدن الأصفر وتسهل على العاملين العملية والوقت، حيث يعاني بعض العاملين في ورشات التنقيب عن الذهب إصابات خطيرة على مستوى الجلد، وهي أمراض غير معروفة تؤدي لتقشر الجلد، فيما يصعب حتى تحويل هؤلاء المرضى بالنظر إلى هوياتهم المجهولة، التي لا تسمح للمؤسسات بتحضير ملفات لهؤلاء الرعايا، ونجم هذا الوضع حسب مسؤولين في القطاع الصحي، عن الإهمال واللامبالاة الناجمة عن التساهل في إنشاء تلك الورشات المخصصة للتنقيب عن الذهب، والتي تعتبر في القانون الجزائري، خارج التنظيم، ما يرهن التكفل الصحي بأولئك الأجانب، ناهيك عن ما يترتب عن هذا النشاط في جانب التلوث البيئي، وتلوث المياه وغيرها من امتدادات هذه المسألة التي أصبحت تؤرق الجميع.