أفادت مصادر متطابقة أن قائد المنطقة الصحراوية في تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" مختار بلمختار المكنى "خالد أبو العباس" و"الأعور" يوشك على إعلان قرار بالتوقيف نهائيا عن العمل المسلح بعد حصوله الأسبوع الماضي على ضمانات جديدة من السلطات بشأن بعض المطالب التي رفعها عبر عائلته والتي تخص الحصول على مقرر العفو في إطار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وجواز سفر للعيش في شمال مالي بصفة قانونية. وقال مصدر محلي ل "الشروق اليومي" إن الاتصالات التي استؤنفت قبل شهر قد أحرزت خلال الأسبوع الماضي تقدما محسوسا بعد أن كانت على وشك الانهيار قبل أسبوعين بسبب إصرار "الأعور" الرجل الأول في "كتيبة الملثمين" على توفير الضمانات القانونية قبل القيام بأي خطوة باتجاه وضع حد للعمل المسلح في الصحراء، حيث يعتبر بلمختار الرجل الأول في التنظيم الذي كان يوفر الذخيرة والأسلحة للمسلحين في الشمال. ومنذ أسبوع وضعت أجهزة الأمن حراسة عن بعد لأفراد عائلة بلمختار في حي ثنية المخزن ببلدية غرداية بعد توفر معلومات عن إمكان تعرضهم للتصفية الجسدية من طرف تيار متشدد في "كتيبة الملثمين" بسبب الاشتباه في قيام بعضهم في دور "وساطة" مع السلطات الأمنية التي ركزت جهودها في الفترة الأخيرة على قائد هذه الكتيبة بسبب دوره الحيوي في تزويد التنظيم المسلح بالأسلحة والذخيرة. وكان أقارب عائلة "الأعور" قد تنقلوا قبل أسابيع إلى نواحي منطقة عين خليل التي تبعد بنحو 35 كم عن الحدود الجزائرية المالية لإبلاغه رسالة السلطات ونقل الضمانات التي تقرر توفيرها له وأهمها تمكينه من جواز سفر والإقامة بصفة قانونية عن قبيلة البرابشة بعيدا عن أي ملاحقة قضائية أو أمنية. ومعلوم في هذا الشأن أن مختار بلمختار قد تزوج سنة 2002 من فتاة تارقية من قبيلة البرابشة وهي قبيلة عربية تقيم شمال مدينة تمبوكتو. وبالموازاة مع هذه الاتصالات شددت الأجهزة الأمنية خلال الأسابيع الأخيرة الرقابة على المناطق الحدودية مع مالي والنيجر، كما تم تضييق الخناق على أفراد "الكتيبة الصحراوية" وعلى المسالك الصحراوية التي يستخدمها ما يعرف ب "الملثمين"، وتتحدث مصادرنا عن وجود وحدات كبيرة لفرض طوق أمني صارم على المسالك الصحراوية التي يستخدمها أتباع مختار بلمختار في التزود بالمواد الغذائية المياه والوقود. وقد سجل في الأسابيع الأخيرة وجود وحدات كبيرة من الجيش من الناحية العسكرية الرابعة على الحدود الجنوبية بغرض تضييق الخناق على عدد كبير من أفراد "كتيبة الملثمين" قصد منعها من مغادرة الجزائر نحو النيجر أو مالي، حيث اعتاد أفراد هذا التنظيم التخفي وراء الحدود الجزائرية في منطقة تابعة إقليميا لسيطرة توارق مالي. وتراهن السلطات على الضغط العسكري في الميدان وعلى الاتصال المباشر بعائلة بلمختار قصد شل أنشطة التنظيم المسلح في الصحراء خاصة بعد ورود معلومات عن مساعي يقوم بها أمير تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" أبو مصعب عبد الودود قصد السيطرة على قيادة الكتيبة بتعيين المدعو "أبو زيد" خلفا لأميرها الحالي "خالد أبو العباس" قصد التحضير لعمليات استعراضية في الصحراء. أنيس رحماني:[email protected]