عندما سأل أحد الصحافيين مدرب الخضر، خلال الندوة الصحفية، عن موعد غلق القائمة المشاركة في الكان، ردّ بلماضي بأنها ستكون جاهزة وفي رأسه مباشرة بعد مباراة تونس الودية، مما يعني أن مدرب الخضر سيختار تشكيلته من مجموعة الستة والعشرين لاعبا الذين شاركوا في مباراة سهرة الجمعة أمام غامبيا وسيشاركون في مباراة تونس الودية. وقد تكون مدعّمة بلاعب واحد فقط، وهو ياسين براهيمي، ولن تكون للاعب آخر مكانة في مصر ومنهم إسحاق بلفوضيل ونبيل بن طالب وخاصة فوزي غولام الذي لم تشفع له عودته في ناديه نابولي أمام جمال بلماضي، ولا ندري كيف سيكون موقف جمال بلماضي في حالة مواصلة غولام اللعب كأساسي مع نابولي في دوري إيطالي قوي جدا وفي أوربا ليغ وبلوغه نهائي المنافسة الأوروبية وفوزه بلقب لم يسبق للاعب جزائري وأن فاز به في التاريخ ؟ لأن الحكم على فورمة اللاعب فنيا وبدنيا، سابق لأوانه ونحن على بعد ثلاثة أشهر كاملة عن كأس أمم إفريقيا وهو زمن طويل قد ينهار فيه مستوى لاعبين ويصعد مستوى آخرين. جمال بلماضي ترك لبسا كبيرا في مناطق حساسة في التشكيلة مثل حارس المرمى الذي يبدو أنه أغلق فيها ملف رايس مبولحي ليس بسبب إصابته على مستوى الإصبع وإنما لأن جمال بلماضي يبحث عن حارس جديد شاب لأن تفكير بلماضي الأول هو قيادة الخضر لمونديال قطر، والمشكلة في هذا المنصب أن حراس المرمى في الجزائر غير مستقري المستوى، فقد يلعب زغبة كما فعل أمام الوداد البيضاوي مباراة كبيرة جدا في ربع نهائي رابطة أبطال أوربا في الدار البيضاء في نسختها الماضية، ثم تلاشى تألقه، ولعب مرباح مباراة أسطورية أمام الزمالك في كأس الكونفدرالية في الإسكندرية، ثم تذبذب مستواه، بينما لا يذكر الجزائريون مباراة سيئة واحدة أو هفوة واحدة لأحسن حارس في تاريخ الخضر رايس وهاب مبولحي. وطرح بلماضي علامات استفهام في منصب رأس الحربة، إلا إذا كان يفكر في حذف هذا المنصب والاعتماد على مهاجم حر قد يكون آدم وناس أو بغداد بونجاح، لأن الاستغناء عن إسلام سليماني وخاصة إسحاق بلفوضيل سيطرح أكثر من سؤال في حالة عقم الهجوم في المباريات الكبيرة، خاصة أن جمال بلماضي لم يلعب بعد مباراة قوية أمام منتخب كبير في صورة مصر أو المغرب أو كوت ديفوار أو السينغال، حيث لن يقارعهم إلا اللاعبون الذين ينشطون في أوربا، لأن اللاعبين المحليين عجزوا دائما في المنافسات الإفريقية أمام أندية متواضعة هاوية، فكيف لهم أن يصمدوا أمام منتخبات تلعب بنجوم محترفين، فوصول فريق جزائري واحد وهو شباب قسنطينة للأدوار الربع النهائية من المنافستين الإفريقيتين ووصول مصر والمغرب وتونس بأكثر من فريقين دليل على أن الدوري الجزائري مازال ضعيفا إفريقيا وقد لا يصمد لاعبوه أمام منتخبات إفريقية قوية جدا. يخشى أنصار الخضر تأثر جمال بلماضي بمحللي البلاطوهات التي حكمت نهائيا على بعض اللاعبين، فبن طالب الذي لعب المونديال وهو في التاسعة عشرة من العمر، ولعب لناديين أوروبيين كبيرين هما توتنهام وشالك، صار لاعبا ضعيفا دون مستوى لاعبي العاصمة، وإسحاق بلفوضيل الذي لعب لليون والإنتير ويلعب حاليا لهوفنهايم قال بشأنه بلماضي بأنه حصل على فرصته ولن يحلم بها مرة أخرى، أما إذا همّش ياسين براهيمي فقد يلمس جمال بلماضي إنتقاد الجمهور في كل مكان، كما حصل لخاليلوزيتش في مونديال البرازيل عندما عجز في المقابلة الأولى عن الصمود أمام منتخب بلجيكا ولعب بطريقة دفاعية أثارت الجمهور الجزائري، فأذعن في اللقاء الثاني لمطالب الجماهير، فأقحم جابو وبراهيمي وغيرهما فحقق انتصارا كبيرا أمام كوريا الجنوبية، وبالتأكيد فإن جمال بلماضي مهما بلغ من مستوى تكتيكي، لا يعرف اللاعبين الجزائريين كما يعرفهم الجمهور الذي يشتري من حرّ ماله بطاقة بي.إين.سبورت، لأجل مشاهدة كل مباريات لاعبي الخضر، وهناك من يشاهد نفس المباراة التي يشارك فيها لاعب جزائري عدة مرات. مجلة أونز الشهيرة قالت بأن نجم ليون حسام عوار، اختار تمثيل المنتخب الجزائري خاصة أن اللاعب فقد مكانته الأساسية في النادي الفرنسي في الفترة الأخيرة، ولا ندري لو أبرق حسام موافقته للعب للخضر، كيف سيكون موقف جمال بلماضي الذي يقول بأن ملف مصر سيُغلق بعد مباراة تونس الودية؟ ب. ع