عادت الكاتبة والإعلامية الجزائرية المقيمة في القاهرة ندى مهري إلى الساحة الإبداعية بإصدار جديد “مملكة الأمنيات” عن دار فهرس للنشر والطباعة والتوزيع بمصر. أهمية الرواية تأتي من كونها موجهة لليافعين والشباب وهو مجال ما يزال غير مطروق من طرف الكتاب في العالم العربي بنفس الاهتمام بالروايات الموجهة للكبار. الرواية التي وقعت غلافها الرسامة المصرية حنان الكرارجي، جاءت في 19 فصلا وكل فصل يحمل مغامرة تصب في التيمة الرئيسة للرواية التي تمتزج فيها الواقعية بالغرائبية من خلال قصة فتاة في العشرينيات عاشت طفولة مليئة بالمغامرات العجائبية لحد لم يصدقها أحد بما في ذلك والديها وبقيت أسرارها دفينة مملكة النجوم. تعود الأحداث الغرائبية لتدخل عالم الفتاة يوم تخرجها من الجامعة، إذ تلقت كمان من الكريستال، هدية لا تعرف من أين جاءتها ليتضح فيما بعد أن هذا الكمان يعود لمهرج يقدم عروضا في السيرك الذي تركه للبحث عنها بطلب من قاض حكيم يحكم مملكة الأمنيات، عثر عليها المهرج وعرف أنها المنشودة عندما رأى كمانه الكريستالي بحوزتها فيأخذها إلى أمير البحار "القرش الأزرق" الذي كانت تعتقد في بداية الأمر أنه عدوها وعدو الدولفين صديقها. أخبرها القرش الأزرق أنّ صديقة طفولتها "النّجمة مضيئة" قد خطفت يوم تتويجها ملكة على كوكب النجوم، ونقلها عراف تابع للدولفين الذي احتل كوكب النجوم إلى العالم الموازي، وأنها الوحيدة التي تستطيع إنقاذها. في رحلتها إلى العالم الموازي لإنقاذ صديقتها تكتشف بطلة القصة جمال الحضارات التي صنعها الإنسان وتختبر قيم الإنسانية والأخلاقية مثل الشجاعة والجسارة الغدر والخيبة، في صداقاتها وفي قرارتها، كما تختبر لأول مرة مشاعر الحب البريئة. أثناء الرحلة تضع عدة قيم على محك التجربة والاختبار مثل الصداقة والحب. للإشارة صاحبة الرواية ندى مهري إعلامية وكاتبة جزائرية ناشطة في الحقل الثقافي والأدبي منذ تسعينيات القرن الماضي لها إسهامات عديدة في الصحف الوطنية والعربية تكتب الشعر والقصة الموجهة للأطفال إضافة إلى تجربتها في البحث والإدارة. في رصيدها عدة تتويجات على غرار حصولها على جائزة الشارقة للإبداع العربي في مجال أدب الطفل عام 2009، وجائزة الامتياز في القصة القصيرة في مسابقة "فوروم الكاتبات المتوسطيات" بمرسيليا بفرنسا. كما تم اختيارها ضمن لجنة تحكيم في المسابقة البحثية بعنوان "تعزيز وضع المرأة المعيلة في المجتمع"، والتي أعدّتها الهيئة العامة لقصور الثقافة بمصر في 2014، كما نشر موضوع لها بعنوان "الكتابة للطفل وضرورات التطوير"، والذي شاركت به في مؤتمر "نشأة وتطور أدب الطفل في اللغة العربية بالهند" في المجلة المحكمة لجامعة كيرالا بالهند 2016.