تستعد الكاتبة ندى مهري لخوض تجربة النشر على نطاق واسع بإصدارات متنوعة في مجال قصص الأطفال والقصة القصيرة، وكتاب يضم كافة مقالاتها التي نشرت على مدار السنوات في الصحف والمجلات الجزائرية والعربية والتي ستجد طريقها كما قالت إلى النور هذا الموسم، كاتبة رغم قصر تجربتها الإبداعية إلا أنها نالت جوائز ذات قيمة عربية وعالمية هي في مرحلة التأسيس لمشوارها الأدبي، اغتالتها الغربة مرارا ولهدوئها من عنفوانها تستحضر ندى مهري المقيمة حاليا بالقاهرة سيدة الجسور المعلقة (قسنطينة) في قالب رومنسي لتخفف عن نفسها آلام الفراق لمدينتها المفضلة الشاهدة على حضارة غافية في واد الرمال، درست الاقتصاد وانتهى بها المطاف في شؤون الأدب والإعلام، تسرد ندى مهري في هذا الحوار الذي أجرته (أخبار اليوم) معها مسيرتها الأدبية إلى أن بلغت منصة تشريف بلادها في المحافل العربية والدولية· "أخبار اليوم": من يقرأ لك يجد متعة في القراءة من أين استلهمت كل هذا الزخم الفني؟ - شكرا على الاستضافة التي تجمعني بقرائي الأعزاء عبر جريدتكم الغراء في الحقيقة مشواري الأدبي بدأ بالمطالعة وتحوّلت مع الوقت إلى رغبة ملحة في الكتابة دون أن أعرف من أين يأتي هذا التحريض وبتلقائية، وأول ما كتبت مذكراتي اليومية وكنت أجد في ذلك متعة رائعة أجهل مصدرها، ومنذ ذلك اليوم أدركت تورطي بالكتابة، وعن الكتاب الذين عبدوا طريقي الإبداعي فأنا أقرأ لكل الأجيال ومختلف المشارب ولكل مرحلة من مراحل العمر والوعي كتابها، قرأت لجبران خليل جبران ونزار قباني، للطاهر وطار، والسيدة زهور ونيسي، فدوى طوقان، وغادة السمان، بهاء طاهر، نوال السعداوي، سيجموند فرويد، أحلام مستغانمي، اليزابيت جلبرت، فضيلة الفاروق، مالك بن نبي، محمد الغزالي، باولو كويلو، غابرييل غارسيا ماركيز، الحكيم أوشو···الخ يصعب حصر الكتاب الذين قرأت لهم· * عذرا على المقاطعة أنت حاليا تشتغلين في دائرة شؤون المرأة بالجامعة العربية هل هذا صحيح؟ - بالفعل نساهم في ترقية حقوق المرأة العربية ونناضل من أجلها رفقة زميلات في الجامعة العربية· * رغم قصر تجربتك في عالم الكتابة ظهرت بصمتك الإبداعية في مختلف المسابقات من بينها جائزة الشارقة؟ - بالفعل أول عمل أدبي ظهر للنور يتمثل في المجموعة القصصية للأطفال التي تحمل عنوان(أميرة النجوم) وحصلت بها على جائزة الشارقة للإبداع العربي عام 2009· ولكن لدي أعمال أدبية منشورة في كتب حيث اختيرت قصيدة من قصائدي مع كوكبة من شعراء العالم العربي والمهجر وصدر الكتاب بأمريكا وحمل عنوان: مختارات من الحركة الشعرية المعاصرة)، ولي نص شاركت به في كتاب حمل عنوان (الإشراقة المجنحة) وصدر بفلسطين، وقصتي الفائزة بجائزة الامتياز في القصة القصيرة في ملتقى الكاتبات المتوسطيات بفرنسا العام 2008، والتي صدرت في كتاب مع نصوص قصصية أخرى لكاتبات وصدر تحت عنوان (القناع) وهو عنوان المسابقة· وحاليا أستعد لخوض تجربة النشر على نطاق واسع بإصدارات متنوعة في مجال قصص الأطفال والقصة القصيرة، وكتاب يضم كل مقالاتي التي نشرت على مدار السنوات في الصحف والمجلات الجزائرية والعربية والتي ستجد طريقها إلى النور عام 2012· *ما هو شعورك ككاتبة من المغرب العربي تتوجين في المشرق العربي؟ - شعور مقدس بالامتنان لله أولا، ولوالدي الراحل ولأمي وجميع أحبتي وللجزائر، وهذا التتويج أهديه لكل الأنامل الرائعة التي كفكفت أدمعي ووقفت إلى جانبي في أصعب الظروف· * يعد الطاهر وطار أقرب كاتب إلى قلب ندى لماذا؟ - من منا لا يتأثر بألم الفقد (لعمي الطاهر)، شعرت بحزن شديد لرحيل عمي الطاهر وطار، لقد احتوتني الجاحظية لفترة طويلة فترة البحث عن لقمة حرف ولقمة اعتراف وتقدير وهناك تعرفت بالروائي الطاهر وطار، صحيح في الأول لم نكن على وفاق في الأمزجة ولكن مع الوقت اتفقنا على اختلافنا، فما محبة إلا بالاختلاف وليس بالعداوة· ثم هذا الرجل له وزنه الأدبي الكبير في الوطن العربي وله رصيده التاريخي الجدير بالاحترام والتقدير وإن اختلفت المشارب الفكرية على كتاباته ومزاجه ورؤيته للأشياء، وبالمناسبة لقد قدمت شهادة عن الروائي الطاهر وطار في ملتقى الإبداع الروائي الخامس بالمجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة في ديسمبر 2010 فيها كل انطباعاتي عن الراحل الطاهر وطار· * ما هو سر تعلقك بمدينة قسنطينة كلما ارتحلت أو كتبت تكون هذه المدينة الجميلة حاضرة؟ - أحيانا أحن إلى مدن لم أزرها بعد، ووجوه أحبة لم ألتقيها بعد، فما بالك بمدينة لها أكثر من أثر في روحي كقسنطينة سيدة الجسور ويبدو أن التعلق بمدينة أو هيأة مدينة تزداد عندما تكون بعيدا عنها حيث تراها بشكل مختلف وحميم فلنقل تستحضرها في قالب خيالي ورومانسي لأن هذا القالب يأتي من مسامات الروح وتهندسها الأبجدية، ولأننا أدمنا فكرة التعلق (بالمفقود أكثر من الموجود) هكذا هي علاقتي بقسنطينة، أحب هذه المدينة وكلما زرت الجزائر أحرص على زيارتها أحب ثقافتها وتراثها وجسورها الرائعة الشاهدة على حضارة غافية في واد الرمال، ولي أيضا علاقات صداقة حقيقية بمدن أخرى· * هل فكرت يوما أن يسوقك القدر إلى ما أنت فيه حاليا؟ - رحيل والدي هو الذي غيّر خريطة حياتي كلها، وكأن ضرر الفقدان أيقظ بصيرة الاختيارات وكأن موجة الألم العاتية التي ضربت قلبي، منحتني شراعا لترتيب أحلامي، لم أستطع البقاء في أي حيز يذكرني برحيله وحتى دراسة الاقتصاد لم تشف غليلي فانتقلت للجزائر العاصمة ودرست الإعلام، أما الأدب فهو وحده الثابت في خطة القدر وبرز من خلال شغفي للقراءة في شؤون الأدب أو أي مجال آخر، وبعدها الحضور لمختلف الندوات والأمسيات الثقافية التي كانت تقام آنذاك، مع خربشاتي الغريبة التي ألقيتها على الأهل والأصدقاء·