أثار خبراء الشرطة القضائية تخوفهم من أن يتحول الفلاح الجزائري إلى محترف في زراعة المخدرات في الجزائر بعد التضييق الذي مارسته مصالح الأمن على الحدود الغربيةوالجنوبية في الوقت الذي أصبح يختار فيه الاماكن العمومية مثل جوانب السكك الحديدية والمساحات العمومية لزراعة هذه الآفة للهروب من رقابة الأمن مثل جوانب السكك الحديدية والمفرغات العمومية والمساحات العمومية، موازاة مع ارتفاع مذهل لأسعار مختلف أنواع المخدرات في السوق المحلية مثلما هو الأمر بالنسبة للكوكايين الذي وصل سعرها الى 12 ألف دينار للغرام الواحد. ومن هذا المنطلق يكشف خبراء الأمن أن محاربة الارهاب تمر حتما عبر بوابة محاربة بارونات المخدرات. كشفت دراسة أنجزها خبراء من مديرية الشرطة القضائية موجهة الى السيد نورالدين يزيد زرهوني وزير الداخلية والجماعات المحلية والسيد علي تونسي المدير العام للأمن الوطني، أن تمويل الإرهاب يكون عادة من ريوع المخدرات، الأمر الذي دفع رجال الأمن الى اعتبار أن أفضل استراتجية لمحاربة الارهاب تمر حتما عبر بوابة محاربة بارونات المخدرات. وتشير أيضا هذه الدراسة التي تسلمت الشروق نسخة منها إلى إمكانية أن تصبح الجزائر منتجا للمخدرات بعد أن كان في السابق بلد عبور، ويدعم هذه الامكانية اكتشاف في 22 أفريل الفارط في جنوبالجزائر وتحديدا في مدينة ادرار مزرعة لانتاج الأفيون قدرت مساحتها ب 40 مترا مربعا تمون السوق المحلية. الغرام الواحد من الكوكايين ب 12 ألف دينار وحسب خبراء في مكافحة المخدرات فإن ظاهرة زراعة المخدرات داخل الحدود الجزائرية راجع أساس الى تضييق الخناق على المهربين عبر الحدود الغربية وكذلك عبر الحدود الجنوبية، ونقلا عن معدي التقرير ذاته أنه حتى وان كان انتاج المخدرات في الجزائر غير مهم وغير مطلوب لعدم توفره على المواد الكيمياوية المخدرة والمهلوسة مثلما هو الأمر بالنسبة للأفيون، الا أن ذلك يبقى يمثل لدى هؤلاء الخبراء مثل ناقوس الخطر، فإذا كان بعض الفلاحين لا يتحكم في تقنيات تحويل الانتاج الى مادة صالحة للاستهلاك بحسب المعايير الدولية فإن هذا الأمر قد يصبح ممكنا في المستقبل اذا تم الاستفادة من خبرة الجيران في المجال. وحسب الدراسة ذاتها فإن التضييق أثر على السوق المحلية بحيث ازداد الطلب على هذه المادة بعد أن عرفت الأسعار ارتفاعا رهيبا وصل الى 12 ألف دج للغرام الواحد من الكوكايين و10 ألفا دينار ل 100 غرام بالنسبة للقنب الهندي، فالتضييق على الحدود حسب المصدر ذاته دفع بعض الفلاحين الى زراعة مادة الأفيون طمعا في الربح الكبير والسريع والخوف كل الخوف حسب الشرطة القضائية أن يتحول المزارعون الى محترفين في المجال باستعمال البيكاربونات وثاني أكسيد الكاربون ومواد كيمياوية أخرى "تتفادى الشروق أن تسردها كاملة للمصلحة العامة" بعد قطف النبتة وهي المواد التي تصفها الشرطة القضائية بالعنصر المهم لمضاعفة مفعول المخدرات على الانسان. وحسب ذات الدراسة فإن زراعة الأفيون داخل التراب الوطني لا تزال بدائية وتمون السوق المحلية ولكن قد يصل الأمر في السنوات القليلة القادمة الى حد التحكم فيها وتحويلها لتصبح قابلة للاستهلاك المحلي والدولي. وتحذر الدراسة من خطر تحكم الفلاح الجزائري من هذا الانتاج ليصبح محترفا كما هو الأمر بالنسبة لبعض الفلاحين المغاربة الذين يمونون السوق الدولية بالمخدرات. وتضيف ذات الدراسة الى وجود بعض المغاربة في استغلال أراضي الجنوب الشاسعة لزراعة المخدرات وبالتحديد القنب الهندي ومعلوم أن المغرب هوالمصدر الأساسي لهذه المادة إلى اسبانيا. الأماكن العمومية ملجأ لزراعة الأفيون وهو ما يفسر شروع مصالح الأمن إلى استعمال طائرات مروحية وصور الساتل لتحديد المساحات الأرضية المشكوك فيها سيما تلك المتواجدة وسط الغابات والواحات، ولم تخف مصادر من الشرطة القضائية لجوء مصالح الأمن للتحقيق مع بعض المزارعين وحسب المصادر ذاتها فقد شرع العديد من المزارعين في استعمال الأماكن العمومية التي تكون في غالب الأحيان بعيدة عن رقابة خبراء الأمن في مجال المخدرات، حيث أصبح بعض الفلاحين يجدون في حواشي السكك الحديدية والمفارغ العمومية والمساحات الخضراء ملجأ لزراعة منتوجهم بسبب أن هذه الأراضي غير تابعة لملكية خاصة، وبالتالي يصعب على مصالح الأمن القبض على مرتكبي هذه الجرائم. أما فيما يخص ضرورة التركيز على محاربة بارونات المخدرات كمدخل لمحاربة الإرهاب فقد بات هذا الأمر حسب الشرطة القضائية مسلما به، ومثال ذلك مختار بلمختار أمير المنطقة التاسعة للجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا الذي احترف التهريب بكل أشكاله من مخدرات الى سجائر بهدف تمويل الجماعات المسلحة بما تحتاجه من عدة وعتاد، وتركز نشاط هذا الأخير في المناطق الحدودية الجنوبية. عزوز سعاد:[email protected]