أحد حقول المخدرات المكتشفة بأدرار إيداع 28 فلاحا الحبس ومتابعة 18 آخرين خلال سنة * أسفرت عمليات التمشط التي قامت بها مصالح المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية أدرار خلال الأشهر الستة من السنة الجارية لمختلف المستثمرات الفلاحية بإقليم الولاية عن اكتشاف 34 حقلا للقنب الهندي والأفيون بمزارع تمتد مساحتها على مساحة قدرها 41 هكتارا موزعا على 8 بلديات أغلبها بقصور دائرة تيميمون. * وقالت تقارير صادرة عن قسم الشرطة القضائية بقيادة الدرك الوطني، أن أفراد المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية أدرار مدعمون بفرق سينوتقنية مرفوقة بكلاب مدربة علي مكافحة المخدرات، قاموا بعملية مسح للمستثمرات الفلاحية الموجودة بالولاية على خلفية اكتشاف مزرعة للأفيون أول مرة العام الماضي، وأسفرت عمليات "التمشيط" عن اكتشاف 8530 عملية على مستوى 8 بلديات، حيث تم ضبط 34 مزرعة تمتد على مساحة 41 هكتارا وتوصلت التحقيقات إلى أن 76246 نبتة للأفيون المزروعة لم تصل بعد الى النضج والحصاد في حين بلغ طول بعض البتات أكثر من المترين، وكان أصحاب هذه المستثمرات يستعدون لحصادها قبل ضبطهم من طرف أفراد الدرك. * وفي هذا الإطار، قام المحققون بتوقيف 46 شخصا من أصحاب هذه المستثمرات الفلاحية ومزارعين يعملون بها وذلك خلال الفترة الممتدة من شهر جانفي إلى جوان من العام الجاري، وبعد إحالتهم على العدالة، أودع 28 متهما الحبس فيما خضع 18 آخر للرقابة القضائية. * وأشارت مصادر على صلة بالتحقيقات في هذه القضايا، أن البذور المزروعة كانت موجهة للتسويق خارج الجزائر على خلفية أن استهلاك مادة الأفيون في الجزائر محدود جدا، وتكون شبكات تهريب المخدرات لجأت إلى زراعة هذه المادة إضافة إلى القنب الهندي بعد تشديد الرقابة على الحدود خاصة الغربية والجنوبية الغربية التي تعد مصدر هذه السموم إلى الجزائر من المملكة المغربية. * واستنادا إلى المحققين، تم تحويل مستثمرات فلاحية تقع في أماكن معزولة وبعيدة عن "أعين الرقابة" لزراعة نوعين من المخدرات أهمها الحشيش (القنب الهندي) والأفيون الذي ينمو خاصة في منطقة شمال افريقيا، وتقع أغلب هذه الحقول وسط واحات للتغطية عن المزروعات الحقيقية، وتوصلت التحقيقات إلى أن هؤلاء الفلاحين المتورطين استفادوا من أموال مخصصة للدعم الفلاحي تتجاوز ملايين السنتيمات تم توزيعها على هؤلاء لدعمهم في نشاط زراعة الخضر والفواكه في المنطقة وحفر آبار وتوفير الأسمدة الفلاحية، لكن غياب المتابعة والرقابة وعزلة الحقول جعل هؤلاء يستغلون غطاء الفلاحة لزراعة المخدرات مما يدر أرباحا كبيرة وتحويل وجهة الدعم للفلاحين إلى إنشاء ورشات لتحويل هذه المواد وإعدادها للتسويق بعد حصادها بتجهيزات منها جرارات ووسائل اشتراها أصحابها من أموال الدولة، لكن عدم قيام مصالح مديريات الفلاحة بدوريات تفتيش ومراقبة لهذه الحقول وعدم متابعة استغلال وصرف الأموال الضخمة التي استفاد منها الفلاحون في إطار برنامج رئيس الجمهورية لترقية النشاط الفلاحي وإعانة الفلاحين للاستقرار في مناطقهم وتحقيق الاكتفاء الذاتي، أدى إلى انتشار هذا النوع من الإجرام بعد أن لجأ الفلاحون إلى نشاط سهل يحقق لهم أرباحا طائلة. * جدير بالذكر، أنه تم خلال الثلاثي الثالث والرابع من سنة 2007 والثلاثي الأول من العام الجاري 174576 نبتة قنب هندي بولايات بجاية وورقلة وأدرار تمتد على مساحة قدرها 41 هكتارا، أغلبها عبارة عن مستثمرات فلاحية بأموال الدولة.