تسبب الإضراب الذي شنه الخبازون بداية من الاثنين بورقلة والذي لايزال مستمرا، في أزمة خانقة دفعت ببعض العائلات إلى الاستعانة بخبز الدار تجنبا للتعقيدات الحاصلة، فيما تشكلت طوابير طويلة في مخبزة واحدة تقع بوسط المدينة يتدافع عليها مئات المواطنين من الجنسين في مشهد مخز يطبعه التلاسن والفوضى العارمة. الإضراب المعلن عنه بدون إعلام مسبق للزبائن والاكتفاء بإشعار السلطات المحلية بداية من يوم 12 سبتمبر الجاري ضاعف من المشكلة، حيث لم تجد العديد من الأسر ما تقتات به كون الخبز من المواد الأساسية على موائد الوجبات اليومية الثلاث، وكان الخبازون قد هددوا أكثر من مرة بالدخول في الإضراب حسب توضيحات البعض منهم "للشروق" نظرا للتراكمات المسجلة منذ سنوات. وحسب توضيحات "كمال مرخي" ممثل نقابة الخبازين بورقلة "للشروق" فإن المطالب تتمثل في وجوب إعادة النظر في سعر الخبز من 7.5 دج للخبزة الواحدة إلى 10دج، أو تخفيض المواد المرتبطة بالخبز أو التدعيم المباشر ب03 دج لكل خبزة، فضلا عن مطلب إيجاد نص قانوني يعوض الخبازين المعدات التي تتعرض للتلف جراء انقطاع التيار الكهربائي على اعتبار أن الخسائر كبيرة، ويبقى التعويض منعدما مما أثقل كاهل البعض وحتم عليهم غلق مخابزهم، ناهيك عن مطالب ثانية منها تخفيض تسعيرة الكهرباء والغاز مطبقة 100 من المائة على مخابز الجنوب عكس قانون تسديد 50 من المائة فقط على بقية المرافق، زيادة على مطالب مراجعة المرسوم الخاص بتحديد نوعيات الخبز لتشمل نوعيات أخرى وعدم الاكتفاء بالخبز العادي والخبز المحسن، وإلغاء جميع المخالفات الصادرة عن مديرية التجارة ومسح مخلفات الضرائب القديمة. وأوضح محدثنا أنه تم إعلام السلطات المحلية في السابق بالمشاكل التي تعترض الخبازين، لكنها أدارت ظهرها لهم، كما لا يمكن ممارسة النشاط جراء التسعيرة الحالية للخبز المحددة منذ 1996 بالمقابل غلاء المواد المرتبطة بصناعة هذه المادة الحيوية وقطع الغيار ومصاريف الكهرباء والغاز بالإضافة إلى نقص اليد العاملة مما يجعل هامش الربح منعدما. وأشار نفس المتحدث أن خيار الإضراب يعد آخر حل لإسماع صوت الخبازين للجهات الوصية التي ظلت تتملص حسب قوله من إيجاد مخرج للانشغالات المطروحة لأزيد من خمس سنوات رغم إدراكهم لقيمة دعم الدولة لهذه المادة الأساسية، مشيرا أن عدد المخابز تراجع في السنوات الأخيرة إلى 43 مخبزة وهو عدد غير كاف مقارنة بالطلب اليومي في ولاية بحجم عاصمة للواحات يفترض أنها تضم 100مخبزة على الأقل، حيث يعمل الخبازون في ظروف صعبة للغاية في منطقة صحراوية قاسية، مؤكدا أن العودة إلى العمل سيكون اليوم الأربعاء علما أن تعجيل الإضراب جاء على خلفية تضامن البعض مع زملائهم الذين يملكون مخابز تقع في الأحياء الشعبية ويتعرضون يوميا للمضايقات والرشق بالحجارة والتسلط عليهم من طرف السكان في خطوة لترحيلهم، في حين تظل المهلة الممنوحة للسلطات قبل الشروع في الإضراب الشامل محددة في 12من الشهر المقبل.