يحي بن مبروك المعروف بشخصية “لابرانتي” في أفلامه مع الراحل المفتش الطاهر (حاج عبد الرحمن)، ممثل خلّد اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ السينما الجزائرية، برع في أداء أدوار كوميدية رفقة “لانسبكتور”، غادر الحياة بعد صراع مع المرض، وقف إلى جانبه الفنانون وتخلى عنه المسؤولون. اشتهر “لابرانتي” (يحي بن مبروك) في أداء الأدوار الكوميدية في عدّة أفلام منها “الطاكسي المخفي” للمخرج بن عمر بختي، “عطلة المفتش الطاهر” لموسى حداد، “هروب المفتش الطاهر”، “المسهول”، “القط” وغيرها، كما برز في عديد المسرحيات منها “وردة حمراء لي”، “الغولة”، “ما ينفع غير الصح”، “السلطان الحاير” وغيرها، كما كان عضوا مؤسسا في الفرقة الفنية لجبهة التحرير بقيادة مصطفى كاتب. مرّت السنوات، حتى سقط “لابرانتي” طريح الفراش، عانى من المرض، نقل إلى “كورسيكا” التابعة لفرنسا، بهدف العلاج، ومكث بها خمسة أو ستة أشهر بشهادة أدلت بها سابقا زوجته (أرملته) خالتي فاطمة ل”الشروق اليومي”. خلال فترة مرضه قام عديد الفنانين من زملائه وأصدقائه بالواجب الذي تقتضيه مثل هذه الحالات، فزاروه في منزله ومنهم المرحوم سيد علي كويرات وفريدة صابونجي وعثمان عريوات وبيونة، بينما تخلى عنه المسؤولون الذين لم يقفوا معه في محنته باستثناء الوزيرة الأسبق للثقافة خليدة تومي التي زارته ومنحت له مسكنا. ووفق تصريحات سابقة ل”الشروق” كان المرحوم يحي بن مبروك يعشق الأطباق التقليدية الشعبية الشهيرة في الجزائر، فكان يحب “الشطاطح”، “والسردين”، وطبق “البطاطا فليو”، “والدوارة” ولا يحب “المولوخية”. وبحكم الفترة التي قضاها في تونس معالجا إلى غاية الاستقلال عشق “لابرانتي” الأكل التونسي، لكن في الجزائر كان لابرانتي مدمنا على شراء “البوزلوف” الذي لا يتناول منه إلا اللسان أو المخ، كما كان يحب “البويون” بصفة يومية قبل نومه وإذا لم يجده يقيم الدنيا ولا يقعدها. يحي بن مبروك الممثل إنسان طيب، ساهم في بناء مسجد، وكان مؤذنا في مسجد الحي الذي أقام فيه بلافيجي، و”صوته يشبه صوت السديس، يؤذن في أوقات فراغه لصلاة الظهر والعصر ويصلي في المسجد.. فالناس قبل أن يذاع الخبر لم يكونوا يعرفون أنّ “لابرانتي” هو من كان يؤذن..واستمر على ذاك النحو لثلاث أو أربع سنوات” تقول خالتي فاطمة.