ببلدية أولاد سلامة إلى الشرق من البليدة وعلى مرمى حجر من العاصمة تقبع أزيد من 400 عائلة بمزرعة سعدون يوسف المعروفة ب "حوش الكحلة"، حيث رواسب ومخلفات سنوات الجمر والرصاص وحيث للحياة طعم آخر مغموس بالقهر والحرمان، أين كتب لهؤلاء أن يعيشوا واقعا مرا ومستقبلا كئيبا بسبب جفاء منتخبيهم على حد تعبيرهم . أن تزور حوش الكحلة لساعة من الزمن فذلك كاف أن تتقزز نفسك من منظر منطقة شوهها الإهمال والنسيان وتتألم لمنظر شباب وأطفال يجرون ذيول اليأس والخيبة في طرقات مهترئة. . مزرعة عاث فيها الإرهاب جل السكان من ضحايا المأساة الوطنية حسب تأكيدات أبناء المزرعة ممن التقتهم الشروق في جولة لها هناك، فالمنطقة كانت آهلة بالجماعات الإرهابية التي اقترفت مجازر متفرقة في حق العائلات والتي هاجرت أراضيها تاركة وراءها الأرزاق في أيدي الناهبين ،ليعود السكان مع استتباب الوضع الأمني وكلهم أمل أن تتحسن أوضاعهم إلا أنهم تفاجؤوا بواقع اسود، وأوردوا "لا أحوالنا تحسنت ولا مشاريع أنجزت بالمزرعة " والتي اقل ما يمكن أن يقال عنها إنها "منكوبة" على حد تعبيرهم. . لا نريد مدينة فاضلة كل مظاهر الفوضى في العمران وغياب اهتمام الدولة تتلخص ب"حوش الكحلة"، الذي لايعدو كونه أزقة إسمنتية متراكمة لاتجانس بينها، فطرقهم ترابية، وبيوتهم متصدعة، وشوارعهم مظلمة، والماء لا يصل، والنقل قليل، وشبابهم يقتله الفراغ والضياع، وتتلقفه الانحرافات والجريمة، المتضررون قالوا "لانريد مدينة فاضلة"فقط نريد المسؤولين الوفاء بوعودهم الانتخابية وانجاز المشاريع التي يبدو أنها تنجز بجرة قلم فقط هنا -علق محدثونا -. . صعقات كهربائية ومجازر بالطريق سكان مزرعة سعدون يوسف في حديث للشروق قالوا ان التوصيلات العشوائية وأسلاك الكهربائية المتدلية وسط التجمع السكني صارت جحيما لا يطاق بسبب الشرارات الكهربائية التي تحدث بين الفينة والأخرى ماجعلهم يعيشون خوفا وقلقا دائمين وذكروا وفاة شاب في ال18 من العمر صعقا بالكهرباء فيما أصيب طفل في الرابعة بحروق بسبب شرارة كهربائية العام الماضي، ناهيك عن غياب ممهلات وخطر الطريق الوطني رقم 29 ،الذي لم يعد مقتصرا على التلاميذ الذين يعبرونه يوميا للالتحاق بمدارسهم بحي العبازيز ببوقرة فحسب ،بل شمل جميع سكان المنطقة حيث شهد وقوع العديد من حوادث المرور التي كثيرا ماخلفت ضحايا وعشرات المصابين بسبب السرعة الجنونية كان أخرها ارتطام سيارة بمنزل يقع على حافة الطريق تسبب في انهيار جزئي لإحدى الغرف ناهيك عن اقبية استعمارية شيدت من مادة الاميونيت والتي لجأت إليها أرامل من ضحايا الإرهاب تتهدد صحتهم وتتربص بهم أمراض سرطانية. . ثعابين، قوارض وبئر مهجور يرعب السكان يقضي أرباب العائلات بحوش الكحلة، جل لياليهم تأهبا لعضات القوارض والثعابين التي تخطف أنفاس الصغار والكبار، بعدما اتخدت من المنازل الهشة مرتعا لها في وقت أبدى السكان توجسهم من بئر مهجور يعود للفترة الاستعمارية، حيث يثير تغيب أبنائهم ولو لمجرد اللعب موجة من الهلع تخوفا من حوادث سقوط قد تودي بحياتهم وأشاروا إلى أنهم طالبوا المسؤولين مرارا بردم البئر أو إغلاقه بأبواب محكمة إلا أن البئر لاتزال بؤرة خطر مفتوحة على الهواء مند الاستقلال. . .. وأكذوبة الانتخابات أبناء مزرعة سعدون يوسف قالوا بمرارة "نكون محظوظين عند كل موعد انتخابي بزيارات متعددة لمرشحين ،يتجولون بأزقتنا وسط الروائح المزكمة المنبعثة من مطمورات الصرف التقليدية، يستمعون لنا بإمعان، وسبق ووعدونا ككل مرة أن مشاكلنا ستحل، غير آن الوعود تلك لم تعدُ كونها سرابا وانكشف النوايا وباتت مطالب سكان المزرغة اخر هم المسؤولين " وتساءل هؤلاء بأسلوب يميل إلى السخرية عن الاسطوانة التي ستردد على مسامعهم هذه المرة من سماسرة الانتخابات تزامنا والانتخابات المحلية ،وأوردوا أن مطالبتهم بأبسط شروط العيش الكريم ليس وهما تخيلوه او افكا افتروه وإنما حق أقرته الخريطة التنموية، مطالبين والي البليدة بزيارة مستعجلة للوقوف على حجم معاناتهم.