أقدمت عائلات “حراقة” مفقودين، السبت، على غلق الطريق الوطني رقم 44 في جزئه الموصل إلى مدخل المركز البري الحدودي أم الطبول بولاية الطارف، للفت الانتباه إلى قضية أبنائهم، الذين انقطعت أخبارهم منذ سنوات. يعتقد المحتجون أن ذويهم محتجزون في سجن بولاية جندوبة التونسية، وقد تحرك عدد منهم في وقت سابق، لاستجلاء الأمر، لدى السلطات الجزائرية والتونسية من دون جدوى. لتلجأ العائلات إلى التنسيق بينها، عبر الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، واتفقت على تنظيم وقفة احتجاجية بالمعبر الحدودي، الذي وصلوه أمس بالعشرات، من الجنسين ومن مختلف الأعمار، قادمين من ولايات مختلفة، منها الطارف، عنابة، سكيكدة وأم البواقي. وتجمهر المحتجون وسط الطريق، وسدوه بواسطة الحجارة والمتاريس، ورفعوا لافتات تضمنت شعارات من بينها: “أبناؤنا ليسوا إرهابيين، ولا متورطين في جرائم”، ملتمسين من السلطات مساعدتهم على كشف مصير أبنائهم. من جهتها، تدخلت قوات الأمن، وقامت بتحويل مسار السيارات، نحو مركز العيون الحدودي المجاور على بعد 10 كلم من أم الطبول، وتحاورت مع المحتجين، قبل أن تعمد إلى إجلائهم عن الطريق وفتحه في وجه حركة السير. وفي سياق ذي صلة، أحبطت، وحدات البحرية بسكيكدة، مساء الجمعة، هجرة سرية لفوج من “الحراقة”، يقدر عددهم بنحو 19 شخصا، ينحدرون من ولايات مختلفة، على غرار عنابة، قسنطينة، سوق أهراس، الجزائر العاصمة، تتراوح أعمارهم ما بين 19 و30سنة، وذلك بعرض البحر، وأكدت مصادرنا أن وحدات البحرية بسكيكدة تلقت معلومات دقيقة مفادها وجود قارب مشبوه يعبر الساحل السكيكدي الممتد عبر 130 كلم، ليتم مطاردة القارب المزود بمحرك قوي، وكان ينقل فوج “حراقة” أقلعوا مساء الجمعة، من شاطئ بعنابة، متوجهين نحو السواحل الإيطالية، ليتم تحويلهم على مقر حراس السواحل بميناء سكيكدة، أين تم فتح تحقيق معهم في انتظار تقديمهم إلى العدالة بتهمة الهجرة السرية.