إخضاع الحراقة الموقوفين لتحقيقات معمقة بسفارة الجزائربتونس قبل ترحيلهم إلى الجزائر البحرية التونسية تودع الحراقة الجزائريين رهن الحبس المؤقت على ذمة التحقيق كشفت مصادر مطلعة للنصر في ساعة متأخرة من مساء أمس الإثنين أن السلطات التونسية أحالت 17 حراقا جزائريا الذين تم اعتقالهم مساء السبت المنصرم في عرض سواحل مدينة طبرقةتعلى السفارة الجزائريةبتونس لفحص هويتهم و أخد بصماتهم قبل تحويلهم إلى المجموعة الإقليمية لحراس السواحل بولاية عنابة للتحقيق الأمني و تولي إجراءات المتابعة القضائية ضدهم بمجلس قضاء عنابة. و أشارت المصادر أن عملية التدقيق في هوية الموقوفين قد تطول إلى يومين في وقت تؤكد عائلاتهم عدم تمكنها من الاتصال بأبنائها الموقوفين. و من شأن التحقيقات الأمنية حسب مصادرنا أن تحدد الرقم الحقيقي للحراقة الذين أقلعوا من شاطئي سيدي سالم و سيبوس على متن زورقين من صنع تقليدي و التأكد من فرضية وجود مفقودين في عرض البحر مثلما تتداوله العديد من الروايات على المستوى المحلي بعنابة. إلى ذلك أكدت أمس برقية لوكالة الأنباء الايطالية "أنسا" أن عمليات البحث التي قادتها منذ يوم الخميس الماضي قوات خفر السواحل الايطالية عن مفقودين مفترضين للرحلتين الأخيرتين من شواطئ عنابة ،كانت نتيجتها سلبية و أشارت "أنسا" أن الوقت مناسب حاليا للتحضير الجيد لإبرام اتفاقيات ثنائية بين سلطات البلدين لتنظيم دوريات مشتركة لمكافحة ظاهرة "الحرقة" في عرض البحر و توثيق التعاون و تبادل المعلومات.و كان رئيس المحطة البحرية الرئيسية لحرس الشواطئ بولاية عنابة قد أكد أن مصالح البحرية تلقت بلاغا مساء الخميس المنصرم من أهالي حراقة فقدوا الاتصال بأبنائهم منذ ليلة الاثنين إلى الثلاثاء لتعلن بذلك البحرية الجزائرية حالة الاستنفار القصوى بالسواحل الشرقية. هذا و قد حاولنا الإتصال بعائلات المفقودين من حي سيدي سالم الشعبي عن طريق ممثلي أولياء الحراقة المفقودين بعنابة السيدين كمال بلعابد وبوبكر صابوني، لكننا اكتشفنا حالة فقدان 18 شابا غالبيتهم قصر وينحدر جميعهم من أحياء مدينة عنابة، إذ قال صابوني ، العائد من تونس، في تصريح للنصر مساء أمس الإثنين ، بأنه كان رفقة عشرة أشخاص من أولياء وأهالي 18 حراقا، أقلعوا ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء الماضيين، من شاطئ سيدي سالم على متن قارب خشبي قاصدين جزيرة سردينيا الايطالية، وبعد مرور 72 ساعة كاملة، من إبحارهم، وبعد فقدان الاتصال بهم، تم إبلاغ وحدات البحرية الجزائرية، على مستوى الناحية الجهوية الشرقيةبعنابة، التي استنفرت جميع قواعدها الشرقية من جيجل مرورا بسكيكدة ثم عنابة والطارف، لكن من دون جدوى ، وفي حدود الساعة الثالثة من فجر الخميس الفارط، يقول شقيق أحد الضحايا، بأنه تمكن من الاتصال، بأخيه الذي قال له بأنهم لازالوا في عرض البحر تتلاعب بهم الأمواج، وأنهم في وضعية جد مزرية، بعد أن نفذت المؤونة التي كانت بحوزتهم، إلى جانب انعدام الأغطية مع ظروف برد قارس، وبعدها يقول المعني، انقطع الاتصال بالمفقودين، إلى أن وردتنا معلومات من محطة الرصد لوحدات حراس السواحل بجيجل، التي أطلعتنا عن ظهور قارب على متنه مجموعة من الشباب بشواطيء بنزرتالتونسية، وفور ذلك تحرك مجموعة من أهالي المعنيين صوب تونس، وبالضبط إلى مدينة بنزرت، وهنا يقول شقيق أحد الضحايا، بأنه تحدث إلى ضابط المناوبة بوحدة حراس السواحل لبنزرتالتونسية، كون الأحد يوم عطلة في تونس، وكشف له هذا الأخير، بعد أن أطلعه بأسمائهم، بأنه فعلا تم توقيفهم وانتشالهم على بعد نحو 5ميل بحري عن اليابسة، إلا أنه تم تسليمهم لعناصر الحرس الوطني التونسي، قبل أن تتحول عائلات الحراقة الجزائريين إلى رئيس المقاطعة الإقليمية للحرس الوطني في بنزرت، و الذي أخبرهم بنقل الموقوفين الذين تم إنقاذهم إلى مديرية الحدود البحرية بتونس، وهي مديرية تابعة لوزارة الداخلية والبيئة، مع الإكتفاء بذكر بعض أسماء الشبان الجزائريين الذين تم وضعهم رهن الحبس المؤقت بسجن الوردية الواقع على بعد نحو 10 كلم عن العاصمة تونس، و منهم تلمي نبيل، نوري عبد المالك، ومنجل فخري. إلى ذلك تبقى عائلات الشبان المفقودين تعيش على وقع تضارب الأخبار بخصوص مصير أبنائها، بدليل أن العشرات من أولياء الحراقة المفقودين شدوا الرحال صبيحة أمس الإثنين صوب تونس بعدما أكدت بعض المصادر أن فوجا من الحراقة يتشكل من 17 شابا قد تاه في عرض البحر، و تدخلت وحدات خفر السواحل التابعة لقوات البحرية التونسية، و التي ألقت القبض على الحراقة الجزائريين، مع تكفلها بإنقاذهم ، قبل إحالتهم على التحقيق، لأنهم دخلوا المياه الإقليمية الدولية بطريقة غير شرعية، على مستوى سواحل مدينة طبرقة، رغم أن الإجراءات القانونية بشأن هذه القضية تتم في إطار رسمي بين السلطات الجزائرية و التونسية، و تسليم الموقوفين لأوليائهم بتونس يعد ضربا من الخيال، لكن المؤكد أن فوجا من الحراقة الجزائريين تم إنقاذه بسواحل مدينة طبرقةبتونس، مع تداول أخبار عن فقدان 40 شابا آخر في عرض المياه الإقليمية الدولية منذ يوم الخميس الماضي.