مازالت المواقع الأثرية تتعرض إلى النهب والسطو عبر إقليم ولاية سوق أهراس الحدودية، حيث تمكن رجال الدرك الوطني لفصيلة الأبحاث التابعة للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بسوق أهراس، أول أمس، من توقيف حارس الموقع الأثري بخميسه، متلبسا في قضية تهريب ممتلكات أثرية متمثلة في 14 قطعة أثرية نادرة موجودة على مستوى هذا الموقع. وحسب ما علم، فإن هذه الآثار عبارة عن 4 قطع نقدية مسكوكات تعود إلى الحقبة الرومانية من القرن الرابع قبل الميلاد، وتمثالين صغيري الحجم مصنوعين من مادة الفونت، بالإضافة إلى تمثال صغير مصنوع من مادة البرونز يمثل شخصية موسيقية، وتمثال لرأس الملكة الفرعونية نفرتيتي وفانوس مصنوع من النحاس وصحن من نفس المعدن به رسم لفارس روماني من شوكة مصنوعة من النحاس والحطب، ومحفظة جلدية قديمة تعتبر تحفة فنية وكرة حجرية مثقوبة تستعمل في عملية الطحن ترجع كلها إلى الحقبة الرومانية. وحسب تفاصيل هذه القضية التي تعتبر الثانية من نوعها في هذه السنة، بعد أن ضبط رجال الدرك الوطني في الأشهر الماضية، أشخاصا بحوزتهم سيف أثري كانوا ينوون تهريبه إلى الخارج عبر ميناء سكيكدة نحو إيطاليا إلى أول أمس، عندما استغل رجال الدرك الوطني معلومات تفيد بأن حارس الموقع الأثري البالغ من العمر 63 سنة وهو متزوج وأب لأطفال، يقوم بنهب آثار من داخل الموقع وبيعها رفقة شخص آخر يبلغ من العمر 37 سنة، يقوم بجلب الزبائن وغالبيتهم من المهربين والأجانب، أين تنكر رجال الدرك في الزي المدني، وتقدموا نحو الموقوفين على أنهما زبائن، ليتم ضبطهما متلبسين وهما يعرضان عليهما المجموعة النادرة من الآثار، وذلك بمبلغ 100 مليون سنتيم لهذه القطع الأثرية، التي تعتبر من تاريخ الجزائر، وحسب مصادر لها صلة بالقضية، فقد تعرضت بعض القبور داخل الموقع الأثري بخميسه إلى النبش، واستخراج بعض التحف المدفونة مع بعض الشخصيات الفرعونية في العهد الروماني. وحسب مصادرنا، فإن الموقوفين يقومان ببيع هذه الآثار لأشخاص آخرين يهربونها إلى الخارج عبر تونس، مستغلين الأوضاع الأمنية لدى الجيران، حيث سيتم اليوم عرض الموقوفين أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة سوق أهراس للنظر في القضية، بعد أن وجهت لهما العديد من التهم، مثل تهريب ممتلكات أثرية واختلاس ممتلكات عمومية وتكوين جمعية أشرار.