استرجاع أكثر من 1600 قطعة أثرية والإيقاع بعناصر الشبكة في تبسة تمكنت خلية مكافحة تهريب الآثار بالدرك الوطني بالجهة الشرقية للوطن من استرجاع 1624 قطعة أثرية، كان سيتم تحويلها إلى الخارج على مستوى الشريط الحدودي الشرقي. علمت ''الخبر'' من باحثين في التاريخ ومختصين في علم الآثار، أن الشمعدان الذي عثر عليه عند أفراد الشبكة هو رمز تاريخي وديني عند اليهود، وأن الطلب عليه في المتاحف الإسرائيلية يدخل في خانة استراتيجية استرجاع الرموز التاريخية والدينية، خاصة الأثرية منها للكيان الصهيوني. ولم يستبعد باحثو علم الآثار الذين تحدثت إليهم ''الخبر'' أن تكون وجهة الشمعدان تل أبيب مرورا بتونس وليبيا ومصر، وأن عصابات التهريب التي تخصصت في سرقة الآثار تعتمد عموما على الأنترنت أو ما يعرف ب''المزادات الإلكترونية''، حيث يطلب تجار الآثار عينات محددة مقابل مبالغ مالية خيالية، ومن بين ما يصنف في هذه الخانة قضية الشبكة التي تمكن أفراد الدرك من تفكيكها بتبسة وحجز رأس فرعوني وشمعدان مصنوعين من المعدن الأصفر يرمز أحدهما للديانة والتاريخ اليهودي. ونجحت خلية تهريب الآثار في تفكيك شبكات للتهريب وتوقيف العشرات من المتورطين في المساس بالتراث الثقافي. وتوصلت التحقيقات إلى لجوء شبكات تهريب الآثار إلى تحويلها إلى بعض الدول المجاورة لبيعها للأجانب بمبالغ مالية خيالية، خاصة المقتنيات التي كانت تخص عظماء تاريخيين سكنوا الجزائر قبل أكثر من 15 قرنا من الوندال والبيزنطيين والرومانيين. وفي هذا السياق، نجح أفراد فصيلة الأبحاث والتحريات بالمجموعة الولائية للدرك بتبسة، نهاية الأسبوع الماضي، في توقيف شبكة مختصة في المتاجرة بالقطع الأثرية التي يتم استخراجها من المواقع الأثرية على مستوى المدن الشرقية، خاصة منها الشريط الحدودي الشرقي. وقال مصدر ''الخبر'' إن العملية جاءت بناء على معلومات توصل إليها عناصر فرقة الأبحاث والتحريات، تفيد بتواجد مجموعة تنشط في إطار بيع تحف أثرية تعود إلى القرون الوسطى. وعلى إثر هذه المعطيات، تم تكثيف عمل أفراد الفصيلة، وتوصل المحققون إلى كون المجموعة تقوم بالمتاجرة بالقطع الأثرية صغيرة الحجم التي يتم تداولها بسهولة. كما تعرف المحققون على شخصين سهر أفراد الفصيلة على رصد تحركاتهما كلا على حدة. وفي هذا الصدد عثر بحوزة الموقوف الأول المدعو ''ش. ص'' على قطعة أثرية نادرة من المعدن الأصفر، كان على موعد مع شخص آخر لبيعها وسط مدينة تبسة. وبعد مواصلة التحريات وإخضاع الموقوف للتحقيق، تم التوصل إلى الشخص الثاني الذي باغته أفراد الفصيلة بعد رصد جميع تحركاته على مستوى المخرج الغربي لمدينة تبسة بالطريق المؤدي إلى ولاية قسنطينة، وكان بصدد بيع تحف وقطع أثرية من المعدن الأصفر، حيث بعد تفتيشه تم العثور بحوزته على كيس به قطعة أثرية فرعونية بها رأسان، رأس فرعوني بقاعدة مصنوعة من المعدن الأصفر وحاملة شموع مزركشة مصنوعة من نفس المعدن، تقدر قيمتها المالية ب100 مليون سنتيم. وبعد إتمام الإجراءات القانونية، تمت إحالة الموقوفين على وكيل الجمهورية الذي أمر بإيداعهم الحبس المؤقت. تجدر الإشارة إلى أن تقريرا أمنيا تم إعداده في إطار مكافحة تهريب الآثار والمساس بالتراث الثقافي، كشف أن المقابر القديمة بالمدن الشرقية في الوطن أصبحت المصدر الرئيسي للقطع الأثرية الرومانية أو البيزنطية التي يتم تهريبها والمتاجرة بها، خاصة المسكوكات الذهبية والقطع النقدية المصنوعة من البرونز والنحاس، حيث كانت الآلاف من القطع النقدية، لا تقدر بثمن، قد تمت سرقتها من مقابر للرومان بمنطقة سدراتة بولاية سوق أهرس خلال السنوات الماضية، حيث أسفرت دوريات مصالح الدرك بالمقابر الأثرية خلال ثلاثة أشهر، عن استرجاع 33 تمثالا برونزيا وفرعونيا وقطع نقدية. كما تم استرجاع 98 تحفة من بينها قلة ومزهرية، إضافة إلى حلي من الفضة بمنطقة ''صيف الويدان'' بسوق أهراس.