عاد ملف القروض والخدمات المالية الإسلامية المجمدة على مستوى البنوك منذ أزيد من 36 شهرا للواجهة، بعد تنصيب مؤخرا لجنة تقنية لدراسة العروض والخدمات المقترحة من طرف البنوك العمومية، على مستوى بنك الجزائر واستحداث مديريات داخل البنوك الوطنية لمعالجة الطلبات والفصل في نوعية الخدمات المالية الإسلامية المقدمة، في وقت تناشد التنسيقية الوطنية للأئمة الحكومة للمسارعة في إطلاق هذه القروض، خدمة للجزائريين الرافضين ل”الربا”. واستعجل رئيس التنسيقية الوطنية للأئمة جلول حجيمي الحكومة للمسارعة في إطلاق الخدمات المالية الإسلامية، متسائلا عن سبب إقصاء الفئة الطالبة لهذه الخدمات على مستوى البنوك رغم أن عددا كبيرا من الجزائريين يرفضون إيداع مدخراتهم وأموالهم بالبنوك فقط لغياب خدمات مالية إسلامية، وهو ما يساهم في تكريس تداول أزيد من 50 مليار دولار من أموال الجزائريين في السوق السوداء، مشددا “يجب ألا نكتفي فقط بإطلاق خدمات مالية إسلامية على مستوى البنوك العمومية، بل يجب استحداث مصارف خاصة للخدمات المالية الإسلامية”. وأضاف حجيمي في تصريح ل”الشروق” أن الأئمة سبق أن طالبوا الحكومة قبل سنوات بإلغاء الفوائد المالية الربوية لقروض دعم وتشغيل الشباب “أونساج” والتي عادلت في وقت سابق 1 بالمائة، ولم تكن تحمل أي جدوى اقتصادية، حيث تمت الاستجابة لهم، الأمر الذي يجعلهم يطالبون اليوم بضرورة المسارعة والتعجيل في إطلاق الخدمات الإسلامية الجديدة، ممثلة في قروض الاستثمار بالدرجة الأولى وحتى تعميم خدمات الادخار دون فوائد ربوية، ومختلف الصيغ الإسلامية من مضاربة ومرابحة، وغيرها من تقنيات الصيرفة الإسلامية. وسبق أن تم قبل أسبوع تفعيل لجنة دراسة العروض التقنية وتنصيب أعضائها على مستوى بنك الجزائر، تمهيدا لإطلاق القروض الإسلامية بعد دراسة العروض والخدمات التي تقدمها البنوك الناشطة في السوق الوطنية ومدى مطابقة هذه الأخيرة لشروط الصيرفة والخدمات المالية والمخاطر البنكية، وتحديد هامش الربح المعتمد من قبل كل بنك والصيغ التي تتيحها، كما تم تنصيب مديرية القروض الإسلامية على مستوى عدد من البنوك على غرار البنك الوطني الجزائري. وتتمثل المنتجات والخدمات المالية الإسلامية التي يرتقب إطلاقها على مستوى البنوك والمصارف العمومية في الجزائر في المرابحة والمشاركة والمضاربة والإيجار والاستصناع والسلام إضافة إلى الإيداع في حسابات الاستثمار، مع العلم أن البنكين الوحيدين المعنيين بالخدمات المالية الإسلامية اليوم في الجزائر هما البركة والسلام، وهما بنكان أجنبيان ناشطان في الجزائر.