وصلت جثة الجزائري المعدوم في العراق، عبد الله بلهادي، زوال أمس، إلى المطار الدولي هواري بومدين على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية، مؤشر عليها من قبل السفارة الجزائرية بالعراق تحت عنوان "إلى من يهمه الأمر". حطت الطائرة التركية التي كانت تقل جثمان بلهادي بالجزائر في حدود الساعة الثانية والنصف زوالا، ورافق الصليب الأحمر الدولي جثة السجين الجزائري، من مستشفى بغداد مرورا بتركيا إلى غاية مطار الجزائر الدولي، ويشار أن بلهادي أعدم من قبل السلطات العراقية بأمر قضائي بتهمة دخوله التراب العراقي بطريقة غير شرعية، وحمل مسؤولية المشاركة في العمل الإرهابي، دون وجود قضية ثابتة في حقه. وتنقلت "الشروق" إلى مصلحة "سحب الجثث" بالمطار، والتقت عمّة عبد الله بلهادي بالتبني وزوجها وبعض الأطفال الصغار، وبمساعدة من السلطات المعنية بالمطار، تمكنا من معاينة التابوت الذي كان مشمعا من طرف السفارة الجزائرية بالعراق، ووضعت عليه ورقة تعريفية مكتوب عليها سفارة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بالعراق، وعبارة "إلى من يهمه الأمر". وتعالت زغاريد عمّة الفقيد بمجرد أن رفع الستار عن التابوت وشرعت في البكاء، فيما التف عشرات الأشخاص ممن لديهم موتاهم ممن فارقوا الحياة بديار الغربة بفرنسا، حول التابوت وكل العبارات تردد "هذا هو الشاب الذي التحق بالعراق للجهاد ضد الاحتلال الأمريكي وقتلته السلطات العراقية"، علما أنه دخل العراق سنة 2005، أي سنتين بعد الغزو الأمريكي. وأفاد الشقيق الأكبر علي بلهادي، أنهم قاموا بتحضير سيارة إسعاف لنقل الجثمان إلى وادي سوف ليلا على أن يدفن عصر اليوم بمسقط رأسه، موضحا أن ممثل الصليب الأحمر لازم الجثة إلى غاية استكمال الإجراءات القانونية لتسلمهم الجثة. ويشار أن جثة السجين الجزائري البالغ من العمر 28 سنة، ظلت "محتجزة" بمستشفى بغداد بسبب عدم استيفاء التكاليف المقدرة ب50 مليون سنتيم، وكانت السلطات العراقية قد أعلنت أن مدة دفن جثث المعدومين شهران، ما يعني أن 7 ديسمبر الداخل كان آخر أجل لدفنه بالتراب العراقي، حيث نفذ في حقه حكم الإعدام يوم 7 أكتوبر، وقد ناشدت عائلة السجين الجزائري بالعراق، الذي نفذ في حقه حكم الإعدام، عبد الله بلهادي، مرارا تدخل رئيس الجمهورية، لتسريع وتيرة الإجراءات الإدارية المتعلقة بنقل جثمان ابنها.