اضطر وزير التربية الوطنية، محمد واجعوط ، إلى التدخل شخصيا لحل إشكالية الأولياء الذين تعذر عليهم الاطلاع على نتائج تقويم الفصل الدراسي الثاني لأبنائهم، خاصة بعدما أقدموا على الاحتجاج أمام مبنى المرادية على مدار يومين متتاليين للفت الانتباه. وقالت مصادر موثوقة ل"الشروق"، إن احتجاجات الأولياء الذين حاولوا التجمهر أمام مبنى الوزارة الكائن بالمرادية يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين للمطالبة بحلول مستعجلة وفورية تمكنهم من الإطلاع على نتائج أبنائهم عن بعد، خاصة في ظل حجر منزلي فرضته السلطات العليا للبلاد، غير أن المصالح الأمنية تدخلت ومنعتهم من التجمع خوفا من تفشي الفيروس وسطهم. الأمر الذي دفع بالمسؤول الأول عن القطاع إلى التدخل شخصيا لتهدئة النفوس، أين أمر مصالحه المختصة بتسوية هذه الوضعيات العالقة بصفة فورية، عن طريق التفعيل الآلي استثنائيا لحسابات الأولياء على الفضاء المخصص لهم ضمن النظام المعلوماتي الأرضية الرقمية على المستوى المركزي، أين تم استحداث موقع جديد تحت اسم www.tharwa.education.gov.dz، بحيث سيضع تحت تصرف الأولياء خدمة استلام كشوف النقاط دون التنقل إلى المؤسسة التعليمية أو مديرية التربية الوطنية أو الوزارة. وأضافت مصادرنا أن الموقع الجديد قد دخل رسميا حيز التطبيق أول أمس الخميس، حيث أكدت أرقام رسمية للوزارة أنه في ظرف ساعة واحدة تم تسجيل دخول 289 ولي للموقع عبر الأرضية الرقمية للاطلاع على نتائج التقويم الذي أضحى في ظل ظروف استثنائية تمر بها بلادنا أمرا شبه مستحيل. وأكدت المصادر ذاتها بأن وباء كورونا المستجد، قد فضح البريوكولاج في إنجاز الرقمية الأرضية، الأمر الذي دفع بالأولياء خاصة في ظل حظر تجوال والحجر المنزلي الصحي، إلى رفع تقارير سوداوية عن العراقيل والصعوبات التي واجهتهم في الولوج إلى النظام المعلوماتي للأرضية الرقمية لوزارة التربية الوطنية، ليصطدموا بعد عديد المحاولات بأرقام سرية خاطئة وتداخل كبير في المعلومات بين الأطوار التعليمية الثلاثة، وبمعنى أدق فالولي الذي كان يبحث عن نتائج ابنه المتمدرس في الطور الابتدائي على سبيل المثال، تفاجأ بظهور نتائج لتلاميذ غرباء في أطوار تعليمية أخرى. الأمر الذي عمق من معاناتهم خاصة بعدما تم غلق كافة المستودعات وطنيا والتي كانت تقدم دروسا خصوصية لأبنائهم على مدار السنة الدراسية مقابل دفع أموال طائلة خارج أسوار المدرسة العمومية. في الموضوع، أكد الأمين العام للنقابة الوطنية المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة للشروق بأن الوباء الذي ضرب بلادنا قد كشف اللثام عن عورات القطاع الذي وللأسف لا يزال يعمل بعقلية يوم بيوم دون امتلاكه لنظرة استشرافية للملفات والقضايا الحساسة والمستعجلة والدليل أنه في ظل الوضعية الحرجة والصعبة التي تمر بها بلادنا لم يتمكن الأولياء لحد الساعة من سحب كشوف نقاط أبنائهم في 2020 بسبب أرضية رقمية مريضة بحاجة إلى علاج.