خلف قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، المتلعق بإصدار عفو عام عن قرابة 6 آلاف سجين متورط في قضايا الحق العام، ارتياحا بالمجتمع، كما استقبل الرأي العام تصريحات تبون أمس، بنوع من التفاؤل والطمأنينة، بعد ما وصف خطابه بالأكثر مصداقية وواقعية. وصف محللون سياسيون، ما تضمنه لقاء رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون مع ممثلي وسائل الإعلام، بالموضوعي والصريح، والذي تضمن حقائق وأرقام حول استعداد الجزائر لمواجهة جائحة كورونا. وفي هذا الصدد، يرى المحلل السياسي، عمار رخيلة في اتصال مع "الشروق" الأربعاء، أن لقاء رئيس الجمهورية مع ممثلي وسائل الإعلام، لقي استحسانا لدى الرأي العام، والدليل، حسبه، هو كم التعليقات الإيجابية التي انتشرت على وسائط التواصل الإجتماعى، المشيدة بتصريحات تبون، وأضاف، نجاح أي خطاب سياسي، مرهون بدرجة القبول والاستحسان الذي يشكله لدى المتلقي. وقال رخيلة "تصريحات تبون، كانت مبسطة وموضوعية وذات مصداقية، ومتضمنة لأرقام وإحصائيات، مع تشريح واقعي لمقدرة الجزائر، بخصوص التصدي لجائحة كورون"، ومناشدته المواطنين التزام بيوتهم "بكلمات يفهمها الجميع". كما تحدث الرئيس، حسب المحلل السياسي، عن واقع العلاقات الجزائرية الفرنسية، ومقارنتها بعلاقتنا مع دولة الصين. ويتوقع محدثنا، حصول "شبه طمأنينة بالمجتمع وتفاؤل، بعد حديث الرئيس". وبدوره، يرى محمد بوخطة ان الرئيس تبون "بدا واقعياً ومقنعاً إلى حد بعيد"، ومقترحا، حسب تعبيره، أن يُسكت الرئيس من حوله ويكرر خرجات اعلامية كهذه، تكون مدروسة، لأنها "ستحدث فارقاً في الوعي والطَّمأنة". في موضوع ذي صلة، اعتبر رخيلة وباعتباره رجل قانون أيضا، أن إصدار رئيس الجمهورية عفوا عاما عن قرابة 6 آلاف سجين متورط في قضايا الرأي العام، رغم إصداره عفوا مماثلا في 8 مارس المنقضي "هو حق دستوري لرئيس الجمهورية، وغير مطلوب منه تقديم تبريرات لقراره". ويرجح محدثنا، أن يكون قرار تبون مرتبطا حتما بمنع "القفف العائلية" عن المساجين، تخوفا من دخول كورونا للسجون، رغم ما كانت توفره هذه القفف من تغذية وفرحة للمساجين بزيارة عائلاتهم، خاصة وأن الدولة متفرغة في المرحلة الحالية لقطاعات أهم، وهم السلك الطبي وشبه الطبي والجيش ورجال الشرطة والحماية والنظافة. وإطلاق المساجين، حسب محدثنا، سيخفف الضغط على الدولة، ويمنع دخول كورونا إلى السجون، كما هي رسالة طمأنة من تبون إلى الرأي العام.