تستعد الجماعات المقاتلة في سوريا لإعلان المناطق المحررة مناطق تخضع لدولة إسلامية تطبق الشريعة، بعد القضاء على قوات الأسد والشبيحة والموالين للنظام العلوي على حد تعبيرهم، في وقت تنظم تنسيقيات الثورة والحراك في أغلب المدن السورية اليوم الجمعة مظاهرات تنادي باسم جبهة النصرة للرد على أمريكا التي أدرجت هذه الجماعة ضمن قوائم الإرهاب. وقال أبو عبد الرحمان أحد أمراء كتائب جبهة النصرة لأهل الشام كبرى المجموعات المقاتلة في سوريا، في تعليقه ل"الشروق" عن إدراج الولاياتالمتحدةالأمريكية جبهة النصرة ضمن قوائم المجموعات الإرهابية التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة: "الشعب السوري وكل المسلمين الصادقين هنا ينادون باسم هذه المجموعة التي تتهمها أمريكا والنظام العلوي بالإرهاب". وأضاف: "إذا كان الدفاع عن أعراض المسلمين والأبرياء ونصرتهم إرهابا فنحن إرهابيون إذا، وليفعلوا ما يشاؤون، فلن تضرنا أمريكا أو غيرها ". وعما تردد بين المجموعات الجهادية التي تحمل مشروع تطبيق الشريعة قال محدثنا: "سيعرف العالم في القريب العاجل تجربة فريدة من نوعها لن تسر أمريكا وأحلافها وحتى هذا النظام العلوي الذي دمر الأخضر واليابس، فالمجاهدون والمقاتلون الصادقون من كل الجماعات والكتائب دون استثناء يسعون لتوحيد كلمتهم وإعلان مشروع إقامة الدولة الإسلامية في المناطق المحررة بدماء المهاجرين والأنصار على حد سواء، تحفظ هذه الدولة المسلمة لكل امرئ فيها حقه وواجباته دون تمييز". وعن الوضع الإنساني قال الاستاذ أبو أحمد الشيخ من مدينة أطمة، في اتصال ل"الشروق" به: "الوضع الإنساني خطير جدا وينذر بكارثة إنسانية إذا لم يساعد المسلمون وأحرار العالم عشرات الآلاف من المشردين والنازحين عن بيوتهم". وأضاف: "أنا مشرف على مخيم صغير فيه أكثر من 12 ألف نازح، نسعى بكل جهدنا لتوفير المواد الغذائية ووسائل التدفئة، إلا أن سعر أرغفة الخبر بلغ زقما قياسيا حيث تجاوز الأربعة دولارات، أما عن المازوت وغيرها فحدث ولا حرج". وبخصوص الوضع الطبي قال الأستاذ أبو أحمد الشيخ: "بدأت بعض الأمراض المعدية بالانتشار بين النازحين في المخيم الذي تساعده جمعية خيرية سعودية، حيث بدأ مرض التهاب الكبد الفيروسي والحمى في الانتشار بين النازحين، وقد بلغ في ظرف قياسي أكثر من 50 حالة تم عزلها لوحدها، بالتعاون مع أطباء متطوعين في ظل انعدام الأدوية وشحها الكبير". وقال: "نحن نوجه نداء استغاثة عاجل لكل الأطباء والخيرين ورجال الأعمال المسلمين وغيرهم أن يتذكروا بأن لهم إخوانا يضطهدون في سوريا، فأقل القليل أن يساعدوهم بما تيسر من معدات طبية وأدوية ومواد غذائية، ونحن لا نريد أموالا فالكثير من النصابين أصبحوا يتسولون باسم مأساة الشعب السوري وبعدها يحولون تلك الأموال لصالحهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله".