فجرت النائب اللبنانية بولا يعقوبيان فضيحة من العيار الثقيل بخصوص قضية "زيت الوقود المغشوش" المستورد من شركة سونطراك الجزائرية، حيث تبين أن الشركة المتعاقد معها موطنة بجنة التهرب الضريبي "بنما" تحمل إسم "سونطراك بي في أي" والعقد الموقع من دولة إلى دولة كان بحضور وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل وفريد بجاوي الذي حصل على الجنسية اللبنانية سنة 2018 رغم أنه ملاحق بمذكرة توقيف دولية لورود اسمه في ملفات فساد بإيطاليا والجزائر. لا تزال قضية "الفيول المغشوش" محل جدل في لبنان مع تواصل التحقيقات في الملف وبروز اسم شركة "سونطراك" الجزائرية لتتصدر لائحة فضائح الفساد في الشرق الأوسط، ورغم أن فرع الشركة بلندن نفى وجود أي مدير لسونطراك بلبنان في حين تم توسيع قائمة الاتهام لتشمل 21 شخصاً. وخرجت النائب اللبنانية بولا يعقوبيان لتكشف المستور في الملف خلال ندوة صحفية تم تناقلها على جميع القنوات اللبنانية، حيث وصفت القضية بأنها "فضيحة الفضائح" وتابعت: "هذه هي المرة الأولى التي نصل فيها في الجمهورية اللبنانية لخيوط فضيحة كاملة المعالم موثقة بتقارير وأوراق" وحاولت النائب التلميح إلى وجود عملية لإغلاق الملف، متسائلة عن سبب تسريب العقد الذي بقي سريا لمدة خمسة عشرة سنة لأطراف معينة دون غيرها؟. ووجهت البرلمانية كلامها للجزائر والشعب الجزائري بالقول: "شوفوا واش يصير عندكم" واستدلت بفضائح سونطراك المتلاحقة، لتكشف أن التقارير بينت بأن "سونطراك pvi" مسجلة في بنما جنة التهرب الضريبي، وتساءلت كيف لدولة أن تلجأ لشركة حكومية وشركة أخرى "pvi". وأضافت يعقوبيان، أن التحقيق المنجز بين أن هذه الشركة وهمية ليست لديها موظفين أو أي عمليات أو مشاريع تشغيل وقد استخدمت كوجهة مالية لحوالي 15 شخصية تذهب أموالهم ل"سونطراك بي في أي" والتي تقر الجزائر أنها تابعة لها، كما أن وزير الطاقة اللبناني اعترف أنه تم توقيع العقد مع "سونطراك pvi" وهو عقد وصفته النائب ب"المريب" مع شركة أنشأت أواخر الثمانينيات وأعيد تشغيلها في 2007، في حين العقد من دولة إلى دولة كان سنة 2005 وقالت عنه يعقوبيان "هو عقد من مافيا إلى مافيا" واستغربت سبب جعله سرياً وتجديده كل ثلاث سنوات دون تحرك وزراء الطاقة المتعاقبين في لبنان. شكيب خليل وبجاوي حضرا أثناء توقيع عقد الصفقة حاولت النائب يعقوبيان الربط بين قضية "الفيول المغشوش" المكتشفة مؤخراً و فريد بجاوي المتابع في ملفات فساد سونطراك والحاصل على الجنسية اللبنانية 2018 بطريقة قالت عنها أنها مريبة، في حين أنه ملاحق بفضائح فساد ومذكرة توقيف دولية واستغربت من حصوله على الجنسية رغم صعوبة هذا الشيء بالنسبة للكثير من المتزوجين بلبنانيات وهو ما يثير الشكوك والتساؤلات. وذكرت أن فريد بجاوي كان حاضراً مع وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل في لبنان 2005 عند توقيع العقد مع "سونطراك بي في أي" والذي تدفع مقابله لبنان عشرات ملايير الدولارات في حين أن ما يصلها هو "نفايات نفطية"، مشيرة إلى أن الملف يضم رؤوس كبيرة من زعماء الطوائف في لبنان. رشاوى وهدايا للتغاضي عن الفحوصات المزورة وينتظر أن تتوسّع دائرة التحقيقات لتطال عدداً كبيراً من موظفي وزارة الطاقة والمنشآت النفطية ومسؤولين وموظفين لدى شركة "سوناطراك" التي تستورد الفيول لصالح لبنان، ومديرين وموظفي شركة "زد آر إنيرجي" وفي المختبرات التي تتولى فحص عينات الفيول المستورد. وأشارت مصادر إعلامية لبنانية إلى أن توقيف ممثل شركة سوناطراك طارق الفوّال الثلاثاء الفارط، كشف عن تقديمه لرشاوى لمدير عام منشآت النفط والموظفين فيها، ليتغاضوا عن الفحوصات المزورة، كما كان يغري العاملين في مختبرات فحص العينات بالأموال لإصدار نتائج مزورة تفيد بأن الفيول مطابق للمواصفات بخلاف الحقيقة، وأن عملية الرشوة استمرت لموظفين حتى بعد إحالتهم على التقاعد من أجل السكوت عما يحصل، حيث تبين أن الهدايا والرشاوى كانت بشكل شهري أو عند وصول كل شحنة بدءاً من الموظفين الصغار في المنشآت، وصولاً إلى المديرين، وبمبالغ تتراوح بين 5 و100 ألف دولار للشخص الواحد، مقابل أرباح طائلة تحققها شركتا "سوناطراك" وزد آر إنيرجي تقارب ال30 في المائة من ثمن الشحنة الواحدة التي تقدر قيمتها بحوالي 17 مليون دولار أمريكي.