يبدو أن إعلان النائب العام، لدى مجلس قضاء الجزائر عن إصدار مذكرة توقيف دولية ضد كبار المتهمين في قضية الفساد التي شهدها قطاع الطاقة الجزائري، والمعروفة باسم فضيحة سونطراك2، قد بدأت تلقي بتأثيراتها على سير المتابعات القضائية في إطار نفس القضية أمام القضاء الإيطالي، حيث رفض رسميا المدعى العام لمحكمة ميلانو التي تنظر في تورط مسؤولين في شركة "سايبام"، في تقديم رشاوى مالية إلى مسؤولين كبار في قطاع الطاقة الجزائري وعلى رئسهم وزير القطاع الأسبق شكيب، الإفراج عن المدير السابق للشركة الإيطالية "بيترو فاروني"، والذي تم توقيفه يوم 28 جويلية الماضي، بعدما تم تجميد حساباته البنكية الموجودة في سنغافورة احترازيا في 4 ديسمبر 2012، أي في الأيام الأولى لتفجر الفضيحة. وكان "فاروني"، قد تم اتهامه بالضلوع رفقة مدير مجموعة "ايني باولو سكاروني" بتقديم رشاوى تقدر قيمتها ب198 مليون دولار إلى مسؤولين جزائريين كبار، عبر الوسيط فريد بجاوي للحصول على مشاريع ضخمة من شركة سوناطراك بلغت قيمتها 8 ملايير دولار في الفترة ما بين 2007 و2010، بطريقة لا تتوافق مع المعايير القانونية والتنافسية للحصول على مشاريع، وتم دفعها ظاهريا لقاء خدمات وساطة وهمية من طرف مؤسسة "بيرل بارتنرز" المحدودة الموجودة في هونغ كونغ ويديرها الجزائري سمير أورايد، ولكنها في الحقيقة ملك لفريد بجاوي الحاصل على جواز سفر فرنسي والمقيم في دبي، وفق ما أوردته وسائل إعلام إيطالية. وربطت وسائل الإعلام الإيطالية بين معارضة النائب العام في ميلانو لقرار الإفراج المشروط، الذي كان يتجه إليه قبل أيام بصدور مذكرة التوقيف الدولية من طرف السلطات القضائية الجزائرية، الذي اعتبرته منعرجا جديدا في سير القضية، مؤكدة أن "فاروني" قدم معلومات مهمة عن فضيحة الفساد والمتورطين فيها، نظرا إلى كونه عايش مختلف مجريات الاتصال التي جرت بين مدير مجموعة ايني ووزير الطاقة الأسبق شكيب خليل، حيث أكد في تصريحات قبل القبض عليه، أن هؤلاء التقوا عدة مرات في عواصم أوروبية هي فيينا وروما وباريس، حيث لم تكن شركة "بيرل بارتنر المحدودة " سوى واجهة تمويهية على معاملات الفساد التي كانت تتم بينهم. واشتغل بيترو فاروني في منصب مسؤول الهندسة والبناء السباق في شركة سايبام، الذي يعتبر كلمة السر في فضائح الرشاوى التي دفعها الإيطاليون لمسؤولي شركة سوناطراك مقابل حصول سايبام على عقود ضخمة بقيمة11 مليار في ظرف 3 سنوات. وارتبط إسم "فاروني" أيضا، بالوسيط فريد بجاوي في مشروع عائلي لزراعة الكروم من أجل إنتاج الخمور الذي يتشاركان في ملكيته، حيث ساهم بجاوي فيه بمليون ونصف المليون أورو من عائلة هذا الأخير، وتمتد المؤسسة الخاصة بإنتاج الكروم التي أسسها الرجلان على مساحة 40 هكتارا بنابولي، وتحمل اسم "فيلرنوس اجر" ولم تبدأ المؤسسة بعد في مرحلة إنتاج الخمور من نوع النبيذ الأحمر والأبيض.