فنان مخضرم، متعدد المواهب، جمع بين الفن والاعلام وتميز في الاثنين، عاصر كبار الفنانين والادباء، فمنهم من جمعتهم به أعمال فنية خالدة، ومنهم من جمعتهم به حوارات ولقاءات صحفية، تميز بأسلوبه الشيق وبرامجه الناجحة التى لا تُنسى، أهم حواراته كان مع السلطان قابوس، وأكثرها مثيرا للجدل كان مع الجاسوسة………. . التقيناه بنادي الجزيرة العريق بندوة وكان لنا معه هذا الحوار. الزمن اختلف بعد مسيرة فنية وصحفية حافلة، ما هي الشهادة التي تقدمها لجيل اليوم؟ يرد بحسرة: لقد عشت عصرا مملوءا بالوطنية والتسامح على كل المستويات، فكانت مدرستى فيكتوريا كوليدج تضم عائلات كوهين ومرقص و محمد ، ولم يسأل أحد الآخر أين تصلى، كان أيضا هناك لمة العائلة والتواصل الذى افتقدناه الآن، وأضاف : انا الان لما أذهب الى أي مأدبة عشاء أشترط على الحضور ترك الموبايل، لأنه يُفقد الجلسة خصوصيتها، أما على مستوى العمل فقد تعاملت وتعلمت من عمالقة فى كل المجالات وكنت أتعلم من تصرفاتهم وكلامهم ، فقد عشت عصرا ذهبيا بكل مافيه, أما الآن فحدث ولا حرج. دروس فى الإعلام حدثنا عن تجربتك في الاعلام ؟ الاعلام جزء من حياتي مثله مثل الفن، في بداياتي تعلمت على يد أساتذة الإذاعة ، وعاصرت معهم جيلا من المبدعين فى كل المجالات، من أهم ما تعلمت هو احترام الضيف وترك المساحة له كى يتحدث ويتمكن من توصيل أفكاره، ولم أحاول فرد عضلاتى واستعراض معلوماتى، تعلمنا أن الضيف مهم سواء كان وزيرا أو بوابا ، تعلمنا أهمية وقت المستمع ، وتعلمت أيضا كيف أستلهم السؤال التالى من إجابة الضيف، ولم يبخل علي هؤلاء الاساتذة بالنصائح والارشادات والتوجيهات، مثلا علموني أننى حين استضيف فنانة مثل صباح فإن السيدات يردن بالتأكيد أن يعرفن ما عملية التجميل التى أجرتها، وأن البنت الصغيرة ترغب في التعرف على فساتينها التى تظهر بها، وماذا تفعل بها؟! ، وأن الرجال يودون أن يعرفوا أسلوب معاملة أزواجها لها، أى أن الأسئلة ينبغي أن تغطى كل اهتمامات المستمعين على اختلافاتهم، أيضا لابد أن تكون لدي خلفية عن الضيف، وأن لا أتقيد بأسئلة المعد. هؤلاء الاساتذة كانوا بالنسبة لي مدرسة اعلامية كبيرة ولن انسى فضلهم ابدا. أحد ادوارك التى لا تنسى على الشاشة دور الابن العاق فى" بالوالدين احسانا "، فكيف كانت علاقتك بوالديك؟ فعلا يعتبر هذا الدور من أهم الادوار التي قدمتها في مسيرتي الفنية، وحين قدمت فيلم بالوالدين احسانا وجسدت فيه شخصية الابن العاق، ذهب والدى إلى السينما مع أصدقائه من اللواءات، و سمع تعليقات المشاهدين وشتيمتهم وسبابهم لى، لعقوقى لوالديّ بالفيلم، وعندما عاد للمنزل قال لى: لقد سمعت شتيمتى بأذني، لقد أتقنت الدور لدرجة اننى حصلت على جائزة عنه من الرئيس محمد انور السادات، الذي قال لى وهو يسلمنى الجائزة:" بكيتنى يا واد … ولد عاق بصحيح". لكن هذه الشخصية بعيدة تماما عن شخصيتى الحقيقية، الحمد لله والدي راضيان عني وكل ما تحقق لي من نجاح في حياتي من فضل ربي اولا ورضى الوالدين ثانيا. صدمات بالتاكيد تعرضت لأزمات فى حياتك، فكيف واجهتها؟ تعرضت لأزمات عديدة أغلبها كانت حرب على النجاح، طبعا تركت أثرا كبيرا، بالإضافة إلى صدمات عاطفية كثيرة، لا مجال للحديث عنها الآن، لكن اكبر الصدمات كانت صدمة انفصال أبى عن أمى ،و ما خففها عني أنهما لم يسيئا لبعضهما أبدا، وهذه نصيحة لأى زوجين ينفصلان عن بعضهما، لابد أن يكون الاحترام سيد الموقف، حتى لا يصاب الأبناء بعقد نفسية . ما موضوع رسالة الدكتوراة الخاصة بك ؟ موضوعها كان عن الاعمال الادبية في السينما العربية، ولقد تحصلت على هذه الدكتوراة من جامعة وارويك الإنجليزية، ومن خلالها اعتبرت أن الفنانة ماجدة الصباحي منتجة ذكية، حين اختارت روايات إحسان عبد القدوس وقدمتها، وحين قدمت ميرفت أمين ونجلاء فتحى معها فى أنف وثلاثة عيون، ولم تخش من العمل مع جميلات وشابات مثلهما، ويضيف: كانت النجمة الراحلة نادية لطفى تدين بالفضل لشخصية ماجى بطلة النظارة السوداء ، كذلك سعاد حسنى فى بئر الحرمان وغروب وشروق. ما رأيك في ترجمة الاعمال الى اللهجة السورية، خاصة الاعمال التركية؟ أظن وهذا رأيي الشخصي، أن هناك مؤامرة على اللهجة المصرية، فالمسلسلات تترجم الآن للهجة الشامية، ثم لاحظي الصورة الجميلة التي يقدمونها في المسلسلات التركية، فنرى البنت الجميلة والشاب الرشيق والبيت الجميل والشوارع النظيفة وهذا رغم ما يحمله المجتمع التركى من قبح، أما في مصر فلا أعرف ما هذا القبح الذي يقدم باسم الفن ويطلقون عليه اسم واقعية وهى بعيدة عن ذلك، فالواقعية كانت فى فيلم العزيمة والزوجة الثانية، ودعاء الكروان، أما ما نراه اليوم فهو قبح ممنهج لنفقد قوتنا الناعمة. لكن ومع ذلك أنا متفائل ولابد أن تكون لدي طاقة إيجابية، ويكون عندى أمل كبير فى بلدى ، وستظل مصر هوليوود الشرق والوطن الثانى لكل الشعب العربى . هل انت راض عن مشوارك الفنى؟ أحمد لله واشكره فأنا قدمت كل ما أريد ونجحت فيه، لكن كما قال لى الراحل الكبير الصحفى مصطفى امين:" فى بلدنا الناس ما بتحبش الناجح أوى"، و قد تعلمت من أساتذتى أنه إذا رمانى أحد بالحجارة لا ألتفت، ولا أجمع هذه الحجارة، لكن اتركه هو يجمعها. كذلك أطبق المثل المصرى:" امشى عدل يحتار عدوك فيك هل زرت دولة الجزائر من قبل؟ ليس بعد للأسف، وأتمنى زيارتها قريبا، لكن يربطني بالجزائر ما هو اكبر من الزيارة، يربطني بها اسم كبيرة لفنانة كبيرة هي وردة الجزائرية، فأول بطولة سينمائية لى كانت مع وردة الجزائرية ورشدى أباظة فى فيلم حكايتى مع الزمان، من إخراج أستاذى حسن الإمام، وكانت زميلة عزيزة ، وإنسانة رائعة ، وكثيرا ما استضفتها فى برامجى، وحدث ان زرتها فى بيتها بالمنيل أنا ووجدى الحكيم.