وصف عبد الرحمان بن بوزيد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الوضعية الوبائية لكوفيد 19 في الجزائر بالمقلقة مع ارتفاع الحصيلة اليومية لإصابات فيروس كورونا وتجاوزها عتبة 450 حالة يوميا. وقال بن بوزيد "الوضع مقلق كثيرا في بعض الولايات مقارنة بولايات أخرى تسجل 0 إصابة أو 6 إصابات يوميا". وأضاف الوزير "الجميع يعرف هذا الوباء وإجراءات الوقاية التي لم نتوقف عن ترديدها على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، متأسفا لاستهتار بعض المواطنين وعدم تصديق آخرين بوجود الفيروس أصلا". وقال بن بوزيد أن أكثر الولايات التي تسجل ضرورة استعجالية هي وهران وسطيف وورقلة وبسكرة والجزائر، وهي المدن الجزائرية الكبرى التي تعرف ضغظا ديموغرافيا، موضحا خلال زيارة قادته أمس إلى مقر الصيدلية المركزية أن ربع الإصابات تعود لأسباب عائلية، حيث سجلت مصالح الوزارة أكثر من 25 بالمائة من الإصابات بسبب عدوى عائلية بسبب الزيارات والأعراس والجنائز وعدم احترام إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي. وطالب الوزير مديري المستشفيات برفع قدرات الاستيعاب الخاصة بمصالح كوفيد19 ورفعها إلى 50 بالمائة، مستغربا الحديث عن تشبع المصالح وهم لا يخصصون عشرات الأسرة في مؤسسات تفوق طاقة استيعابها المئات. وأمهل الوزير، مديري المستشفيات 48 ساعة لتطبيق الأوامر، قائلا "يجب التعجيل في رفع نسبة الاستقبال وإن لم نستطع توفير الخمسين بالمائة حاليا فعلى الأقل نبدأ ونكمل ما تبقى خلال أيام قليلة لاحقا"، مشيرا إلى أن تلبية حاجيات الأطقم الطبية في الولايات المتضررة أولوية قصوى، ووجه الوزير تعليمات للمديرة العامة للصيدلية المركزية للسهر على توفير كافة الطلبيات للمؤسسات المعنية على وجه الاستعجال. وتحدث الوزير عن وفرة في الكمامات، وأن الرهان الحقيقي يكمن في الألبسة الواقية التي تعد أبسط الضروريات الواجب توفيرها للأطقم الصحية في حربها ضد كوفيد19. وقال بن بوزيد "الزملاء الذين يعملون في الميدان ويكافحون.. نحن نحس بهم وبتعبهم ونسعى لتوفير كافة إمكانيات الحماية لهم، فمن غير المعقول أن نزج بهم في حرب بدون أسلحة"، منبها إلى ضرورة تلبية كافة الاحتياجات وعدم الشح في ذلك، لأن الأوضاع استثنائية والأمر يتعلق بحياة الفرق العاملة في الصفوف الأمامية، كما أن تلك المستلزمات محدودة الصلاحية.. وقال بن بوزيد "أن الإنتاج الوطني موجود، إلا أنه لا يلبي الاحتياجات، لذا من الضروري مضاعفة الجهود، بما يتماشى واحتياجات الصيدلية المركزية التي تعد رئة المستشفيات، لكن إذا تطلب الأمر فسنتوجه إلى الاستيراد.. يجب أن يكون العمل على وجه السرعة"، داعيا بقية المؤسسات الصحية للصبر قليلا لحين توفير طلبياتها في حال عدم الاستعجال. من جهتها أكدت مديرة الصيدلية المركزية للمستشفيات واكتي فطيمة وفرة الكمامات لكافة المؤسسات الصحية وفق الحصص التي تطلبها، حيث حددت الصيدلية معدلا شهريا قدر بتوفير 4 ملايين كمامة.