شهدت أسعار الأضاحي هذا العام ارتفاعا جنونيا مقارنة بالسنة الماضية، وهذا بسبب نقص العرض بعد غلق أسواق المواشي ونقاط البيع العشوائية وحتى المنظمة داخل المدن، ما دفع بالمضاربين إلى استئجار مساحات مخفية لبيع المواشي، مقابل رفع الأسعار إلى أكثر من مليون سنتيم، نتيجة تهافت المواطنين على شراء الأضاحي، مخافة صدور قرار بمنع شعيرة النحر هذا العام بسبب انتشار وباء كورونا. رغم غلق أسواق المواشي ونقاط البيع في أغلب المدن، غير أن المضاربين وجدوا طريقتهم الخاصة إلى تسويق الأضاحي. فعلى امتداد الطريق السريع الرابط بين العاصمة والبليدة، وفي العديد من أحياء المدن الكبرى، تنتشر محلات وأقبية ومساحات لبيع كباش العيد. والغريب في الأمر، أن الأسعار هذا العام كانت صادمة ومفاجئة بارتفاعها بسبب النقص الفادح للعرض. وبحسب ما وقفتنا عليه في العديد من نقاط البيع المنتشرة في العاصمة والبليدة، فإن الأسعار شهدت هذا العام ارتفاعا بأزيد من مليون سنتيم، مقارنة بالعام الماضي، وهذا بسبب انتشار نشاط المضاربة في تسويق الأضاحي، بعد منع الأسواق ونقل المواشي بين الولايات، ما جعل سماسرة العيد يستغلون هذا الواقع لرفع الأسعار، مادام الإقبال على شراء الأضاحي متوفرا. احتمال منع شعيرة الذبح يخلط حسابات المواطنين بعد تداول العديد من التصريحات المطالبة بمنع شعيرة النحر هذا العام، وتزامنا مع تنامي قرارات غلق أسواق المواشي، فضل الكثير من المواطنين مسابقة الزمن لشراء أضحية العيد، مخافة صدور قرار يمنع شراء الأضاحي، وهذا ما دفع بالمضاربين إلى رفع الأسعار، مستغلين بذالك تعلق الجزائريين بشعيرة عيد الأضحى، حيث لم يتقبل عدد كبير من المواطنين فكرة منعهم من النحر، فلجؤوا مبكرا إلى نقاط بيع الأضاحي للظفر بكبش العيد، قبل فوات الأوان، حيث يصبح التنقل بالأضحية مخالفا للقانون. هذا الواقع "أشعل النار" في أسعار الأضاحي، ما دفع بالكثير من الجزائريين إلى شراء الأضحية مبكرا من عند المعارف، ومنهم من تنقل إلى الولايات المعروفة ببيع الأضاحي بعد غلق أسواق بيع المواشي. جمعية اللحوم والموالين تنتقد الارتفاع الفاحش للأسعار أكد رئيس الجمعية الجزائريين للحوم الحمراء ومربي المواشي، السيد طاهر محمد رمرم، في تصريح إلى جريدة "الشروق"، أن أسعار الأضاحي شهدت هذه الأيام ارتفاعا جنونيا، مقارنة بالعام الماضي، وهذا بعدما تم غلق أسواق المواشي، ما جعل المجال مفتوحا لانتشار المضاربة في تسويق أضحية العيد من طرف سماسرة لا يهمهم سوى ربح المال واستغلال الأزمات. وأكد محدثنا أن الكثير من المواطنين تسابقوا إلى شراء أضحية العيد مخافة قرار منع الذبح، ما جعل المضاربين يستغلون هذه الوضعية لرفع الأسعار بسبب النقص الفادح للعرض هذا العام، مقارنة بكثرة الطلب، خاصة أن أغلب الجزائريين- يضيف السيد رمرم- لا يتقبلون فكرة منعهم من ذبح الأضاحي، ما جعلهم يسابقون القرار قبل فوات الأوان، وتفاديا لسيناريو حجز الأضاحي في الحواجز الأمنية بعد صدور قرار وفتوى منع ذبح الأضاحي بسبب انتشار وباء كورونا. قرار منع الذبح سيخفض الأسعار لاحقا ويرفعها الآن وفي ما يتعلق باحتمال صدور قرار منع شعيرة النحر، كشف رئيس الجمعية الجزائريين للحوم الحمراء ومربي المواشي، السيد طاهر محمد رمرم، أن القرار إذا صدر، فإنه سيتسبب في انهيار أسعار المواشي بسبب نقص الطلب مقابل رفع العرض، حين يصبح شراء أضحية أمرا مخالفا للقانون ويتعرض صاحبه للعقاب، وهذا ما سيجعل أغلب المواطنين يعزفون عن شعيرة الذبح مخافة تعرضهم للعقوبة، غير أن احتمال صدور هذا القرار- يضيف محدثنا- تسبب في رفع الأسعار، خلال الأيام الماضية، بسبب تهافت المواطنين على شراء الأضحية قبل منع الذبح، وهو الأمر الذي استغله المضاربون لرفع الأسعار، رغم الوفرة الكبيرة للأضاحي هذا العام، وكسادها في العديد من المناطق، بعد التراجع الكبير لتسويق اللحوم الحمراء بسبب تبعيات انتشار الفيروس.