تُطرح تساؤلات بشأن الترتيبات الأمنية المحيطة بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء، غداة تعرض محتجين له عندما كان يتنزه في حديقة عامة يوم العيد الوطني لمطالبته بالاستقالة، كما أوردت وكالة فرانس برس. ورأى عدد من محتجي "السترات الصفراء" ماكرون، الثلاثاء، وقاموا بملاحقته ووجهوا كلمات نابية فيما كان يتجول مع زوجته بريجيت برفقة حراسه الشخصيين في حديقة تويلوري بالقرب من متحف اللوفر. وأظهر تسجيل فيديو نشرته صفحة حركة الاحتجاج على فيسبوك، ما يبدو أنه بضع عشرات من المحتجين وهم يطلقون هتافات منددة ويصرخون "استقل يا ماكرون"، فيما كانوا يحيطون بالرئيس ومرافقيه. وقام العديد منهم بتسجيل الوقائع على هواتفهم. ويسمع أحد المتظاهرين وهو يصرخ: "أمر لا يصدق، لقد عثرنا على الشوكة في خاصرتنا". وينخرط ماكرون في حديث عن قرب مع رجال منفعلين رفعوا شارات منددة بوجهه. واشتكى البعض من استخدام الشرطة القوة المفرطة بوجه المتظاهرين وانعدام المساواة الاقتصادية. ولا يظهر ماكرون ولا المتظاهرين في التسجيل وهم يضعون كمامات، التي أوصت بها السلطات للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. بهدوء قال زعيم حزب الجمهوريين اليميني المعارض كريستيان جاكوب للتلفزيون الفرنسي، إن الحادثة "تطرح مشكلة أمنية حقيقية". وأضاف متسائلاً: "كيف يمكن لرئيس الجمهورية أن يقوم بمجازفة من هذا النوع؟". من جهته، صرح الزعيم اليساري جان-لوك ميلانشون، إنه ينبغي على ماكرون أن يكون أكثر "حذراً"، لأنه "كرئيس يتمشى في حديقة تويلوري حيث يتواجد عدد كبير من الناس، يجب أن يتوقع لقاء أشخاص لا يلقى تقديراً منهم". وأكد الناطق باسم الحكومة غابريال أتال، إن المعارضة "تميل في بعض الأحيان إلى القول إن رئيس الجمهورية ليس على اتصال كاف" بالناس، مؤكداً أن "رئيس الجمهورية يمكنه الخروج من الإليزيه". وشدد أتال على "الانفتاح المطلق على الحوار" من قبل ماكرون الذي "لم يتعرض أمنه ولا لحظة للخطر". ويشاهد ماكرون وهو يدعو المجموعة بشكل متكرر إلى "الهدوء" فيما يصغي لشكاوى بعضهم. وقال إنه يتفهم "شعورهم بالظلم". لكن رداً على شكاوى بشأن انتهاكات مفترضة للشرطة أجاب "هناك أيضاً أشخاص عنيفون بينكم". ويخاطب ماكرون أحدهم قائلاً: "اليوم عطلة رسمية وأنا اتنزه مع زوجتي، وأنتم تقاطعونني". وتنتهي هذه المواجهة عندما يشكر أحد المحتجين لماكرون إصغاءه ويقول له "لا يمكنني أن اشتمه" فيما كان الرئيس يهم بالمغادرة. ويجيب ماكرون: "من الأفضل أن يكون الأمر كذلك". وكان ماكرون قد ترأس احتفالات ذكرى اقتحام سجن الباستيل الذي شكل بداية الثورة الفرنسية في 14 جويلية 1789. وذكرت أرقام رسمية، إن نحو 2500 متظاهر و1800 من عناصر أجهزة تطبيق القانون، أصيبوا بجروح في الاحتجاجات الأسبوعية لحركة السترات الصفراء التي انطلقت في نوفمبر 2018. وتلاشت التظاهرات إلى حد كبير بحلول صيف 2019، رغم استمرار بعض الاحتجاجات التي جذبت أعداداً أقل بكثير من الناس، بشكل متقطع في كل أسبوع تقريباً. والتظاهرات التي بدأت احتجاجاً على انخفاض القدرة الشرائية وما يعتقد أنه ازدراء ماكرون بالمواطن العادي، تخللتها أحياناً مواجهات قام خلالها مثيرو شغب بتخريب ممتلكات وهاجموا رجال الشرطة. ويقول نشطاء، إن 24 مدنياً فقدوا إحدى العينين بسبب استخدام الشرطة الرصاص المطاط لإخماد أعمال العنف، فيما بترت أيدي خمسة أشخاص في انفجار عبوات صوتية.