تلقى الطرف الفرنسي التصريحات الأخيرة لعبد المجيد شيخي، المكلف من قبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون ببحث قضية الذاكرة، بشيء من الحذر، لكنها أبرزت عنوانا مثيرا جاء فيه: "الجزائر تدعو إلى المواجهة والمناقشة حول ذاكرة الاستعمار الفرنسي". ونقلت وسائل إعلام رسمية فرنسية مقتطفات من تصريحات شيخي، من بينها وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس براس)، وهي وكالة ممولة من قبل الحكومة الفرنسية، وكذا قناة "فرانس 24″، الممولة من طرف الخارجية الفرنسية، والتي نقلت بدورها التقرير كما جاء من الوكالة. وكان شيخي قد أطلق الخميس المنصرم، على هامش جلسة تكريمية بمناسبة وفاة محامية جبهة التحرير الراحلة، المناضلة جيزال حليمي، تصريحات قوية بشأن المهمة الموكلة له رفقة المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا، ومما جاء فيها: "ننتظر ماذا يقصد الفرنسيون من وراء تعيين بنيامين ستورا للعمل على ملف الذاكرة مع الجزائر، وما هو المجال الذي سيُفتح لبداية هذا العمل المشترك"، وشدد شيخي: "ثمة حديث عن كتابة مشتركة للتاريخ غير مستحب وغير ممكن من أي جانب". وأوردت الوكالة بعض الأسئلة المطروحة على شيخي وإجاباته عنها، لكن من دون أن تقدم تعليقا عليها: "دعا عبد المجيد شيخي الخبير الجزائري المسؤول عن العمل بالتوازي مع المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا حول الملف الساخن لذاكرة الاستعمار الفرنسي للجزائر، إلى "مواجهة ومناقشة" الأفكار من الجانبين". وأبرزت الوكالة بعضا من المقتطفات التي صدرت عن شيخي، ومن بينها تصوره للمهمة التي كلف بها من قبل رئيس الجمهورية، على غرار قوله: "المسألة تتعلق بمعرفة كيفية جعل البلدين يديران ذاكرتيهما. فإذا كان لدى زميلي أوشريكي أو نظيري بنجامان ستورا، رؤية هي الرؤية الفرنسية فيما يتعلق بمشاكل الذاكرة، فلدينا نحن أيضا رؤيتنا. لذلك فإن الأمر يتعلق بالمواجهة والمناقشة". وأضافت الوكالة: "ستورا كان صاحب مبادرة كتابة التاريخ المشترك، لكن منذ زمن طويل، حيث عبّر عن أمله في أن يجتمع مؤرخون جزائريون وفرنسيون لكتابة تاريخ مشترك، وأظن أنّه عدل عن هذه الفكرة في المدة الأخيرة، حينما قال إنّ الأمر صعب"، معربًا عن قناعته في هذا السياق بأنّ الأمر "بالفعل صعب جدًا لأنّ فيه منطلقات ليست نفسها بالنسبة للطرفين". ونقلت تصريحا آخر جاء فيه: "لنكن جادين وموضوعيين. من خلال اقتراح تعيين شخصية من كلا الجانبين، ربما، لبدء حوار حول مشاكل الذاكرة، فإن الأمر لا يتعلق بكتابة التاريخ. الذاكرة شيء أكبر بكثير". ومما أوردته الوكالة أيضا سؤال مضمونه: "ماذا تنتظرون من فرنسا؟ وكان الرد: "تعرضنا لاستعمار جدّ فظيع ومدمّر لمدة 132 عام (1830-1962). تم تفكيك المجتمع الجزائري ونحن نحاول أن نعيد جبره تظهر مشاكل الذاكرة.. يجب القيام بالعمل نفسه على الجانب الآخر ويمكننا مواجهة أفكارنا وربما الخروج برؤية ليست متناقضة للغاية ولا رؤية أحادية الجانب، لأن مساري التطور في البلدين كانا مختلفين".