وقعت الجزائر، الأحد، على اتفاقية للتعاون الاقتصادي والتقني مع الوكالة الصينية للتعاون الدولي من أجل التنمية، على هامش زيارة وفد عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، والتي يمكن اعتبارها "خطوة جزائرية أولى ضمن طريق الحرير الصينية الجديدة"، او ما يعرف بمبادرة "الطريق والحزام". ونقلت الإذاعة الجزائرية أن التوقيع على هذه الاتفاقية الجديدة قد تم بمقر وزارة الشؤون الخارجية بين الأمين العام للوزارة شكيب رشيد قايد، ورئيس الوكالة الصينية للتعاون الدولي من أجل التنمية، وانغ شياوتاو الذي يرافق عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، يانغ جايشي في زيارته الرسمية للجزائر على رأس وفد هام بهدف تعزيز وترقية علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين الجزائروالصين. وحسب المصدر ذاته، ستكون هذه الزيارة التي ستدوم يومين، فرصة للجانبين لتقييم علاقات التعاون القائمة بين البلدين في مختلف المجالات وبحث فرص ترقيتها وتطويرها لاسيما في المجالات الاقتصادية ومنها الهياكل والمنشآت القاعدية والأشغال العمومية والنقل والتجارة والاستثمار، وكذا في ميادين التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيات الحديثة، فضلا عن مواصلة التنسيق والتضامن بين الجزائروبكين في إطار مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). ويأتي التوقيع على هذه الاتفاقية، بعد أشهر من اعلان الحكومة نيتها توطيد التعاون أكثر فأكثر مع الدول التي أبدت وقوفها وتضامنها مع الجزائر خلال جائحة كورونا وخصوصا الصين، وتأكيد الوزير عبد العزيز جراد شخصيا على أنه يتوجب على الجزائر بعد أزمة كورونا العالمية ربط مصيرها بعلاقات دولية عادلة، تؤمن بأن الأولوية هي حماية الإنسان كإنسان. وخلال جائحة كورونا توالت المساعدات والهبات الصينية للجزائر وخصوصا المعدات الطبية والتجهيزات من كمامات وقفازات وأجهزة تنفس اصطناعي ومعدات تشخيص الوباء وغيرها، والتي تكفل أسطول الجيش الوطني الشعبي بنقلها على عدة دفعات من الصين. وكما هو معلوم فإن مبادرة طريق الحرير الصينية الجديدة والمعروفة أيضا ب"مبادرة الطريق والحزام" هي عن خطة صينية قامت على أنقاض طريق الحرير القديمة، وتهدف إلى ربط الصين بالعالم عبر استثمار مليارات الدولارات في المنشآت القاعدية والبنى التحتية على طول طريق الحرير القديمة وصولا إلى االجزائر والمغرب وافريقيا، ويشمل ذلك بناء موانئ وطرقات وسكك حديدية ومناطق صناعية ومشاريع للطاقة. ومن المنتظر أن يكون للصين يد في بناء وانجاز أكبر ميناء في الجزائر وهو ميناء الوسط بالحمدانية قرب شرشال بولاية تيبازة، الذي تصل تكلفته نحو 6 مليارات دولار. ومطلع اكتوبر الجاري، وصف سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر، لي ليان خه، التعاون الجزائريالصيني بالمثالي والنموذج الذي يحتذى به في العالم، وبأن العام الجاري سيكون "عاما للألوان الرابعة في العلاقات الثنائية بين البلدين"، وذلك في مساهمة له بمناسبة الذكرى ال71 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وحسب سفير بكين في الجزائر فإن البلدين قد عززا التعاون البراغماتي ووصلا به إلى أعلى مستوى رغم جائحة كورونا، ومعظم الشركات الصينية مازالت تزاول نشاطها في الجزائر رغم الجائحة. وشدد السفير الصيني على أن بكين تدعم بحزم جهود الجزائر لإحياء تنميتها الاجتماعية والاقتصادية في فترة ما بعد الوباء وتشجع الشركات الصينية على المشاركة بحيوية في البناء الاجتماعي والاقتصادي للجزائر، كما أنها ترغب في تعزيز التنسيق الاستراتيجي بين البلدين عبر البناء الصينيالجزائري للحزام والطريق وبناء جزائر جديدة.. وكانت دوائر أوروبية وخصوصا فرنسية، قد أبدت انزعاجها من انضمام الجزائر لمبادرة الطريق والحزام (طريق الحرير الجديدة)، وذكر تقرير سابق لمجلس الشيوخ الفرنسي بأن الصين بصدد استحداث طرق حرير بمفهوم جديد اقتصادي وتكنولوجي من باكستان، وصولا إلى الجزائر والمغرب، وهو ما يستدعي تحركا فرنسيا وأوروبيا لمواجهة هذا التمدد الصيني.