أعلنت شركة "ناتيرجي" الاسبانية غاز ناتورال فينوسا سابقا، توصلها لاتفاق مع أحد موردي الغاز الطبيعي المسال "GNL" إليها دون تسميته، لمراجعة أسعار اثنين من العقود التي تربطهما وبداية تطبيقه في العام الجاري، وهو ما يعتبر بمثابة إعلان حرب أسعار على شركة سوناطراك التي تأثرت بتراجع الطلب وانخفاض أسعار الغاز وفتح المجال أمام موردين من الشرق الأوسط وأمريكا الشمالية. وأفاد بيان لهيئة سوق الأوراق المالية الوطنية الاسبانية على موقعها على شبكة الانترنت اطلعت عليه "الشروق"، بأن شركة "ناتيرجي- Naturgy" قد توصلت إلى اتفاق مع أحد موردي الغاز الطبيعي المسال الرئيسيين على المدى الطويل دون الكشف عنه، لمراجعة الشروط التجارية لمختلف عقود الغاز القائمة بين الطرفين. وحسب البيان فإن المراجعة تتضمن إعادة النظر في صيغ وشروط وكيفيات توريد الغاز لصالح ناتيرجي، المطبقة منذ بلدية عام 2020، مما يسمح لشركة Naturgy بتحسين مزيج محفظة التوريد الخاصة بها مع تقليل ملف المخاطر الخاص بها. وتضمنت المراجعة بندا ينص على التزام الشركة الاسبانية بشراء الغاز بسعر أقل من المبلغ السنوي المتعاقد عليه (ACQ) المطبق اعتبارا من عام 2020، وإجراء تحديث لصيغة تسعير الغاز المورد إليها. ولفت البيان إلى أن "ناتيرجي- Naturgy" ملتزمة بجعل عقود توريد الغاز أقرب إلى وضعية السوق الحالية، مع تحسين قدرتها التنافسية التجارية وإدارة المخاطر، موضحا أن للشركة عقدين لتوريد الغاز الطبيعي المسال "GNL" طويل المدى، وبهذه الاتفاقية ستكون تواريخ انتهاء الصلاحية الجديدة في سبتمبر 2021 وسبتمبر 2023. ووفق البيان فقد أكدت الشركة أنها ستواصل المفاوضات مع بقية الموردين وتتوقع اتفاقيات جديدة قبل نهاية العام. وأفاد الرئيس المدير العام الأسبق لشركة سوناطراك نزيم زويوش في تصريح هاتفي ل"الشروق" أن هناك حربا حقيقية تدور حول أسعار الغاز في اسبانيا خصوصا أن سعر مليون وحدة حرارية بريطانية صار 2 دولار فقط وهو سعر جد منخفض، موضحا أن مراجعة هذه العقود يرجح فرضية أنها مع منتج من الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأوضح نزيم زويوش أنه للأسف هناك حرب أسعار في السوق الاسبانية، لأن هناك منافسين يريدون وضع إنتاجهم من الغاز في هذه السوق، ولذلك ستكون حربا معلنة من أجل الحصص. وبخصوص تعامل سوناطراك مع هذا الملف في ظل إعلان الطرف الاسباني وجود مفاوضات مع الشركة الجزائرية لمراجعة عقود الغاز وخصوصا الأسعار، قال نزيم زويوش أن الأمر سيكون جد صعب، وإذا تطلب الأمر لا بد من التراجع خطوة إلى الوراء للتمكن من القفز إلى الأمام لاحقا. ويفضل زويوش التريث والهدوء وعدم التهام الاحتياطات الوطنية من الغاز في ظل هذه الظروف، لأن أسعار الغاز سترتفع حتما بعد انحسار جائحة كورونا، خاصة أن الغاز سيبقى مهما لسنوات أخرى وهو الذي سيضمن الانتقال من الطاقة الملوثة إلى الطاقات المتجددة. وأضاف محدثنا "يجب الحذر والحفاظ على العقود الحالية وإذا تحتم على سوناطراك يجب إعادة النظر في العقود والتراجع خطوة إلى الوراء للتمكن من القفز على الأمام مستقبلا". وقال أيضا "مع ذلك يجب من الآن المرور بسرعة إلى الطاقات المتجددة لإنتاج الكهرباء وتوفير كميات الغاز وانتظار ارتفاع أسعاره لتسويقها". من جهته، أفاد نور الدين شرواطي الرئيس المدير العام الأسبق لسوناطراك في تصريح هاتفي ل"الشروق"، أنه في هذه الظروف هناك تراجع في الطلب والسوق والإنتاج الغازي في الولاياتالمتحدة استؤنف مجددا، ولذلك المنتجون وجدوا أنفسهم بكميات كبيرة من الغاز، ويريدون تسويقه بأي سعر كان ولذلك عرض على السوق الاسبانية، لأن هامش الربح لديهم في المكثفات وليس في الغاز المسال. ووفق شرواطي فإن العقود الحالية للجزائر مع اسبانيا تسير بشكل عادي والتاريخ يؤكد أن سوناطراك كسبت رهان الخلاف مع الشركة الاسبانية قبل 10 سنوات، موضحا أن هذه الشركات تتحرك وفق قرارات مجالس الإدارة لتمارس ضغوط لمحاولات كسب تنازلات من الطرف الآخر.