لم يتسن للجماهير الجزائرية متابعة المباراة التي نشطتها العناصر الوطنية بعد ظهيرة الإثنين في ملعب هراري أمام المنتخب الزيمبابوي عبر التلفزيون الجزائري العمومي، وهذا لحساب الجولة الرابعة من تصفيات "كان 2022″، حيث أرجعت إدارة التلفزيون السبب إلى وجود مالك حصري جعل حقوق البث حكرا على قناة أجنبية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، فيما لم تخف الجماهير الجزائرية استياءها، في ظل حرمانها من مشاهدة مباريات منتخبها الوطني عبر التلفزيون الجزائري حين يلعب في القارة السمراء، مثل ما حدث الإثنين في زيمبابوي. وجدت الجماهير الجزائرية نفسها مجبرة على البحث عن سبل مختلفة من أجل متابعة حيثيات مباراة الإثنين التي لعبها المنتخب الوطني في ملعب هراري أمام مستضيفه المنتخب الزيمبابوي، لحساب الجولة الرابعة من تصفيات "كان 2022″، وفي الوقت الذي كان رهان الكثير على قنوات بين سبورت وبعض القنوات الأجنبية التي لها الأحقية في بث المباراة، فإن البعض لم يتوان في الاستنجاد بالشبكة العنكبوتية، من خلال السعي إلى مشاهدة المباراة عبر بعض الروابط المتاحة في مواقع التواصل الاجتماعي وموقع اليوتوب، يحدث هذا في الوقت الذي لم تخف الجماهير الجزائرية استياءها بسبب حرمانها من فرصة مشاهدة المباراة على القناة الأرضية التابعة للتلفزيون العمومي، متسائلين عن مستقبل مباريات المنتخب الوطني خارج الديار، في ظل تواصل منطق الاحتكار الذي يحرم التلفزيون من نقل مباريات منتخب بلاده، وهو السيناريو الذي حدث في أكثر من مناسبة، ما يثير حسبهم الكثير من علامات الاستفهام، خاصة في ظل اعتراف إدارة التلفزيون العمومي بعدم قدرتها على بث المباراة بشكل مسبق، بحجة احتكار حقوق البث من طرف قناة أجنبية، في الوقت الذي كان من المفترض حسب قوله أن تكون هناك حلول وبدائل من أجل ضمان الجزائريين حقهم في مشاهدة منتخب بلادهم في القناة الأرضية ومن باب أضعف الإيمان. وفي ظل الجدل الذي خلفه النقاش الذي ميز الشارع الكروي الجزائري، فقد حرصت إدارة التلفزيون الجزائري على نشر توضيح في صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكدت بأن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في عهد الرئيس السابق عيسى حياتو قد منح حقوق بث تصفيات كأس إفريقيا لشركة "لاغاردار" آنذاك، على أن تنال الاتحادات الوطنية حقوق بث مباريات فرقها داخليا في حال الاستقبال فقط، فيما تبقى حقوق البث حكرا على قناة أجنبية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ما يعني حسب ذات البيان "عدم الحصول على حقوق البث بطريقة معقولة للاتحادات الوطنية في التصفيات الإفريقية". وأكدت إدارة التلفزيون الجزائري عدم بث مباريات تصفيات كأس إفريقيا خارج الديار لانعدام إمكانية التفاوض مع المالك الحصري، مضيفة أن "الفيفا قد شرعت في البحث عن سبل كسر الاحتكار بالنسبة لتصفيات كأس العالم القادمة ما يمنح التلفزيون الجزائري إمكانية التفاوض لضمان البث لمباريات المنتخب الوطني داخل وخارج الجزائر، خدمة للجمهور العريض وتماشيا مع السياسة الجديدة للمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري". ومعلوم أن الجماهير الجزائرية قد سبق لها أن عبرت عن استيائها من هذه الممارسات في مناسبات سابقة، حين حرمت من متابعة مباريات المنتخب الوطني خارج الديار لذات السبب (الاحتكار)، ما جعلها تطالب الجهات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها من أجل تقديم خدمة عمومية لجميع الجزائريين حين يتعلق الأمر بمباريات المنتخب الوطني، وهو المطلب الذي قد يعرف التجسيد في حال اتخاذ الفيفا لقرارات حازمة تسمح بكسر الاحتكار الممارس في هذا الجانب، وبالمرة تفادي تكرار ذات السيناريو خلال تصفيات مونديال 2022، وبالمرة تسهيل مهمة التلفزيون العمومي في نقل مباريات "الخضر" دون عراقيل أو عقبات، سواء في عقر الديار أو خارج القواعد.