إذا استثنينا مهاجم مونبيلييه أندي ديلور الذي صار يحتل المركز الثالث ضمن هدافي الدوري الفرنسي بستة أهداف، بعد مبابي مهاجم باريس سان جيرمان بتسعة أهداف والإفريقي يا، مهاجم ريمس بثمانية أهداف إضافة إلى تقديمه لأربع تمريرات حاسمة أي أنه شارك في المساهمة في عشرة أهداف كاملة لفريقه، بعد مرور 11 جولة من الدوري الفرنسي وهو رقم جيد جدا لديلور الذي قفز بفريقه إلى القمة. الكثير من علامات الاستفهام تتبع بقية المهاجمين العاجزين عن التسجيل وأيضا عن تقديم تمريرات حاسمة بل إن بعضهم لا يجد مكانا له مع الفريق الأول، ومنهم سعيد بن رحمة الذي بقي على دكة احتياط فريقه ويست هام في مباراته الأحد أمام صاحب ذيل الترتيب شيفيلد يونايتد. وواضح بأن المدرب الأسكتلندي لفريق ويست هام له رأي آخر عن اللاعب، لأن سعيد بن رحمة تنقل إلى الفريق اللندني وهو جاهز بدنيا وله عدة أسابيع مع الفريق، وعدم الضخ به في مباراة سهلة لُعبت الأحد هو خيبة حقيقية للاعب ظنا بأن مكانته لا نقاش فيها مع فريق المطارق الذي يحتل وسط الترتيب في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولا يمتلك صراحة لاعبين من الطراز الرفيع حتى يقع سعيد بن رحمة في شباك التنافس على مكانة أساسية، وصار منذ مباراة الأحد وضعه محيّر، وهو لا يختلف عن حالته عندما لعب لنيس منذ أربع سنوات حيث كان مرة يتم إقحامه كبديل وأخرى لا يتم إدراجه مع الفريق المعني بالمباريات، اللاعب المحير الثاني هو آدم وناس الذي كان ظلا لنفسه أمام جوفنتوس وقدم مباراة في منتهى السوء، فكان لا يحاول ولا يغامر، وكثير ما يقضي وقته على الأرض، ولم يقدم طوال المباراة أي لقطة تشفع للاعب بالبقاء في نابولي الفريق الذي فضل عليه العديد من اللاعبين وقام بتركه لنيس في الموسم الماضي ولكاغلياري المتواضع هذا الموسم. قد يكون جمال بلماضي على حق، في مباراتي زيمبابوي حيث أشرك آدم وناس في مباراة الجزائر فقط كبديل، واستغنى عنه في مباراة هراري، فاللاعب يبدو غير مجتهد ومستواه يعرف تراجعا مقارنة ببدايات هذا اللاعب الموهوب، وإذا واصل على نفس منوال اللعب السلبي فقد لا يجد مكانا له كأساسي مع فريق كاغلياري المتواضع، وكان آدم وناس أكثر الفرحين بعرض كاغلياري واعتبره بعثا لمشواره، وإلى غاية اليوم لم يتمكن هذا اللاعب لا من التسجيل ولا من تقديم كرة حاسمة بل لم يستطع من خلق لنفسه فرصة واحدة، وهو الذي قارب سنّه الرابعة والعشرين والحديث عن سنه لا يعني شيئا في عالم الاحتراف حيث يوجد الكثير من النجوم في إيطاليا من لم يبلغوا العشرين سنة ويصنعون ربيع أنديتهم، بينما لم يقدم آدم وناس لحد الآن أي مساهمة لفريقه الجنوبي. كما تواصلت خيبة رياض محرز الذي عجز عن تقديم الإضافة في مواجهة توتنهام، وكان ظلا لنفسه وتضييعه لمكانته الأساسية واردة في المباراة القادمة أمام أولمبياكوس ضمن رابطة أبطال أوربا، مع عودة المهاجم الإنجليزي ستيرلينغ للمنافسة إضافة إلى الأرجنتيني آغويرو، وسيكون من الصعب على غوارديولا التضحية باللاعب الإسباني توريس، لأجل المغامرة برياض محرز الذي تجاوزت دقائق مشاركته في الدوري 500 دقيقة ولم يسجل فيها سوى هدف واحد، كما أن حالة فريق مانشستر سيتي المتواجد في الجزء الثاني من جدول الترتيب غير بعيد عن المؤخرة وضع رياض محرز في موقع صعب مقارنة بالموسمين السابقين اللذين لعبهما مع مانشستر سيتي، وحتى أحوال بقية المهاجمين ليس في أحسن حال مثل بغداد بونجاح وإسلام سليماني الغائب عن مواجهة ليفربول وياسين براهيمي المصاب بكورونا، وحتى رشيد غزال في فوز ناديه التركي بيشيكتاش بثلاثية لم تكن له مساهمة سواء في التهديف أو التمرير بالرغم من أنه لعب كأساسي، ولحسن جمال بلماضي أننا بعيدون عن المباريات الرسمية بحنحو أربعة أشهر، وبعيدون عن تصفيات المونديال وإلا كان أمام لاعبين مصابين بالعقم في مهمة قارية لا تعترف سوى بالأهداف، على أمل أن يتحسن حال المهاجمين ومنهم بالخصوص الثلاثي رياض محرز وسعيد بن رحمة وآدم وناس الذين يعتبرون القوة الضاربة للهجوم الجزائري. ب.ع